رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سجن النساء «إهمال وعزلة ومرض».. العنابر تتكدس بالسجينات.. والمياه تنقطع كل ثلاثة أيام.. والرعاية الصحية في خبر «كان»

جريدة الدستور

«السجن تأديب وتهذيب وإصلاح».. شعار ترفعه السجون على بواباتها، لتعطي انطباعًا لكل من تطىء قدمه أرض السجن، أنه سيخرج منها إنسانًا آخر، يحمل تاريخًا جديدًا يقبل به على الحياة مرة أخرى، ألا أن ما يحدث داخل السجون، لاسيما عنابر السجينات يخالف هذا الشعار جملة وتفصيل.

تغيب لمسة الحياه الآدمية والآمنة داخل عنابر النساء، بسبب تكدسهم داخلها، وعدم وجود أماكن للجلوس، أو النوم بشكل أدمي بها؛ فضلًا عن تدهور الرعاية الصحية للسجينات، إلى جانب الحالة السيئة التي تقدم بها وجبات الطعام إليهم.

وتلقي "الدستور" الضوء في هذا التقرير على الحياه الصعبة التي تعيشها السجينات، وتدهور حالة العنابر التي يقضون فيها سنوات عمرهم، إلى جانب بعض المهن التي تمتهنها السجينات خلال فترة العقوبة.

"الزنازين"

تبلغ مساحة الزنازنة داخل السجم حوالي 4 أو 6 أمتار، ورغم ذلك تحوي كل زنزانة ما لا يقل عن 15 سجينة، فيكون نصيب كلًا منهم نحو "بلاطتين"، وتتعاون السجينات سويًا، كي تكفيهم الزنزانة الواحدة، ويتبادلن أدوار النوم كل ساعتين.

كما تحتوي الزنزانة على شباك واحد مساحته متر ×50 سم للتهوية، ألا أن هذه المساحة لا تسمح بدخول أشعة الشمس والهواء لتهوية العنبر وتنقيته، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض.

"المياه"

وتقطع المياه داخل السجون بشكل متكرر، وتعود لمدة ساعة واحدة كل ثلاثة ليالي، وخلال فترة الانقطاع يتم الاعتماد على المياه الجوفية بما فيها من شوائب مما يؤثر على الكلى، فضلًا عن عدم تمكن النزيلات من الاستحمام لفترة طويلة فتنتقل الحشرات في أرض الزنزانة.

"الوضع داخل العنبر"

أما عن الوضع داخل الزنازين، تُترك مُخلفات النزيلات داخل العنبر لمدة طويلة، ولا يتم إزالتها إلا عند مرور أحد الضباط؛ الأمر الذي يُولد روائح عطنة، كما تكون دوره المياه مكشوفة.

ووفقًا لتقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فإن معظم السجينات يعانين من أمراض الربو المزمن وقرحة بالمعدة ورمد والتهاب كبدي وبائي وآلام روماتيزمية بمفاصل الأيدي والأرجل والفقرات وأمراض السكر والقلب وقصور في الكلى وارتفاع ضغط الدم وصرع وتليف في الكبد وحساسية بالصدر.

وذلك نتيجة لتكدس العنابر وتدني مستوي النظافة، وسوء حالة مستشفيات السجون، وقلة عدد الأطباء وتعمد إدارة السجون الامتناع عن تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى كنوع من العقاب.

وتعاني معظم السجينات من العزلة الاجتماعية؛ بسبب منع إدارة السجن زيارات الأهل عنهم، بالإضافة إلى عدم فرز السجينات حسب نوع الجريمة داخل الزنزانة ذاتها، فنجد مرتكبات الجرائم البسيطة مع مرتكبات جرائم القتل والمخدرات والدعارة، الأمر الذي يؤدي إلى تعلم السجينات مهارات إجرامية لم تكن لديهم.

"السجن النسائي"

ويعد سجن القناطر إحد أشهر سجون النساء، حيث يحتوي على 10 عنابر كبيرة، من بينهم عنبر "الأوردي أو الإيراد"، وهو الذي تمكث فيه السجينات إحدى عشر يومًا حتى يتم توزيعهم على عنابر التحقيقات.

ويحتوي السجن على مستشفى صغير، يتم فيه الفصل بين السجينات السياسيات عن الجنائيات، وعنبر"الأداب" وهو خاص بقضايا الدعارة، وعنبر "الأحكام" وهو خاص بأحكام السرقة والقتل والمشاجرات والمخدرات .

"وضع المرأة الحامل داخل السجون"

أما وضع المرأة الحامل داخل السجون، يحددها القانون، فبدءً من الشهر السادس يتم معاملتها معاملة خاصة من حيث الغذاء وعدد ساعات العمل والنوم، وعقب الولادة تقضي مع رضيعها 40 يومًا.

وتهتم إدارة السجن بالأم ورضيعها طيلة الـ 40 يومًا، وتمدهم بكل الأدوية التي يحتاجونها، ويظل الطفل مع أمه في السجن حتى يبلغ عمره عامين ومن ثم يسلم لزوجها أو لأحد أقاربها، ولا يبقى معها داخل السجن.

وإذا كانت السجينة الحامل محكوم عليها بالإعدام، يتم تأجيل تنفيذ الحكم، حتى تلد، وينفذ بعد شهرين من تاريخ الولادة.

وفي بعض الأحيان، تتقدم السجينات بطلبات إلى إدارة السجن، تطالب فيه ببقاء أبنائهم معهم وتربيتهم داخل السجن وعدم تسليمهم لأحد، خاصة وأن هناك عدد من السجينات ليس لهم أقارب خارج السجن.، وتوافق أحيانًا إدارة السجن.

توافق إدارة السجن أحيانًا على طلب الأمهات، وفي أوقات أخرى تتكفل هي باحتواء الطفل بتسليمه لأحد الملاجئ لتتولاه حتى خروج الأم، وتقوم الإدارة بإبلاع الأم بمكان طفلها وتحضره لزيارتها من الحين للأخر.

"مهن السجينات"

تلزم مصلحة السجون، السجينات بشغل وظائف داخل السجن أثناء تأدية فترة العقوبة، حتى يساعدهم ذلك على تحقيق مصدر دخل مناسب لهن أثناء فترة العقوبة، فضلًا عن استغلال وقت الفراغ واكتسابهن خبرة وتعليمهم حرفة.

وتتمثل المهن داخل السجون في الخياطة والتطريز والمنتجات اليدوية والأدوات اللازمة لعمل السجاد والمفروشات والملابس، وتهدف تلك المهن على تعليم السجينات حرفة تعمل بها عقب خروجها من السجن حتى لا تعود للجريمة مرة أخرى.

كما قام قطاع السجون، بتغذية العنابر بالمكتبات وتزويدها بأحدث الاصدارات من الكتب الثقافية والعلمية والدينية الصادرة عن كبرى دور النشر.