رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فضائح السلطان».. «ويكيليكس» ينشر 300 ألف وثيقة سرية عن أردوغان ونظامه.. السلطات التركية تسارع بحظر الموقع وتتخذ قرارًا بمنع الأكادميين من السفر للخارج

جريدة الدستور

وجّه موقع "ويكيليكس" الإلكتروني، ضربة موجعة، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث نشر 300 ألف رسالة بريد إلكتروني، تحمل العديد من أسرار الرئيس ونظامه، و762 من أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم.

كشف أسرار
وتكشف الرسائل عن علاقات تركيا مع عدد من دول العالم وأمور داخلية حساسة، وذلك ردا على عمليات التطهير والإجراءات الانتقامية التي تشهدها تركيا حاليا بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، وبحسب الموقع تغطي الرسائل الفترة من 2010 حتى أول يوليو 2016، مشيرا إلى أنه حصل على هذه البيانات قبل أسبوع واحد من وقوع المحاولة الانقلابية.

حجب الموقع
وسارعت السلطات التركية، اليوم الأربعاء، بحجب الموقع بعد نشر الرسائل، وأعلن مجلس الاتصالات التركي المختص بالرقابة على الإنترنت أن ذلك مجرد "إجراء إداري"، لكنه عادةً ما يستخدم هذا المصطلح عند حجب أي موقع.

وكان الموقع قد وجه رسالة للشعب التركي، يطالبهم فيها بالاستعداد، لنشر الرسائل، موضحًا أنه بصدد نشر أول دفعة ستتضمن 300 ألف بريد و500 ألف وثيقة، مطالبًا الشعب التركي بالتزود بالبرامج التي تتجاوز الحظر على الموقع في حال حدوثه.

قرصنة إلكترونية
وما إن أعلن الموقع عن اعتزامه النشر، حاولت السلطات التركية منعه، على ما يبدو، وفقًا لما تقوله صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حيث تعرض لعمليات قرصنة إلكترونية ، بعد نحو 6 ساعات من نشره تغريدة أكد فيها قيامه بنشر وثائق سرية تخص حكومة العدالة والتنمية التركي.

لكن الموقع استطاع نشر الوثائق، وأعلن لاحقًا أنه سينشر المزيد مما يخصّ الحكومة التركية، وتابع أنه غير متأكد من المنشأ الحقيقي للهجوم، لكن توقيت الهجوم ، يوحي بأن فصيلاً من سلطة الدولة أو حلفائها قد قام به.

قرار هام
وفي سياق متصل، واصل أردوغان إجراءاته الانتقامية، حيث أصدر المجلس الأعلى للتعليم في تركيا بيانا يمنع كل الأكادميين من السفر للخارج حتى إشعار آخر على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في البلاد، كما أصدر المجلس قرارا بإقالة 1577 من العمداء في كل الجامعات بأنحاء تركيا المختلفة، كما ألغت وزارة التعليم، تصاريح عمل 21 ألف مدرس يعملون بمؤسسات خاصة.

أمريكا المحرك
وفي هذا الشأن، يقول كرم سعيد، الباحث فى الشأن التركي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه الوثائق ليست ببعيدة عن المخابرات الأمريكية، خاصة وأن واشنطن هي التى تحتضن المعارض، فتح الله جولن، الذي يعارض النظام في تركيا، متسائلا عن سر توقيت نشرها: لماذ لم تنشر هذه الوثائق في وقت سابق قبل الانقلاب؟

فيما اكد مصطفى زهران، الباحث فى الشأن التركي، أن المشهد السياسي فى تركيا متوتر للغاية، وغير منشغل بما ينشره موقع ويكيليكس، لدرجه أنه غير مهتم بما يثار حول تركيا في الخارج.

وأضاف، لـ"الستور"، أن الحكومة التركية تعمل بكامل طاقتها على تطهير البلد من الانقلابيين، حتى لا تسقط البلاد فى فخ الانقلابات مرة تلو الأخرى، موضحا إنه حتى هذه اللحظة لم ينته الانقلاب، والدليل على ذلك أن أردوغان دعا الشعب بعدم ترك الميادين فى الداخل التركي.

وأوضح أنه لا يمكن التنبؤ بمدى أهمية تلك الوثائق إلى أن يتم الكشف عن مضمونها، فمن الصعب قراءة المشهد من خلال وثائق سرية، لكن تأثيرها حتى الان على القيادة التركية، يكاد يكون لاشيء فتركيا لديها ما يكفى لكي تنشغل به.