رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مفاجأة الفيديو المثير».. السفير الإسرائيلي الجديد يخاطب المصريين بالعامية ويشيد بالسادات وعادل إمام.. خبراء يحذرون من اللغة الناعمة والذكاء الدبلوماسي لدولة الاحتلال

جريدة الدستور

فاجأ السفير الإسرائيلي الجديد بمصر، دافيد جوفرين، الشعب المصري، بفيديو باللهجة العامية، يعرض فيه سيرته، بطريقة وصفها الخبراء بالناعمة، التي تستهدف اللعب على عواطف المصريين.

بدأ جوفرين، بعرض سيرته الذاتية، حيث ولد فى القدس، وأنجب ولدين، وتدرج في مناصبه حتى عمل دبلوماسيًا لدى إسرائيل منذ عام 1989، مضيفا أن والده كان سفيرًا لإسرائيل في رومانيا والنمسا.

وأكد جوفرين، أنه تولّى منصب المستشار السياسي في البعثة الإسرائيلية لدى الولايات المتحدة في نيويورك، وخدم في عدة مناصب في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بالقدس، كما كان مديرًا لقسم الأردن وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو المنصب الذي تولاه عام 2009 وحتى اليوم، كما يعمل باحث زميل بمعهد هاري ترومان لأبحاث السلام في القدس.

السادات مصدر إلهام
كما لعب السفير الجديد، على عواطف المصريين، حيث قال إنه من عشاق السادات، مضيفًا أنه عندما بُشّر بخبر تعيينه سفيرًا لإسرائيل في مصر، غمرته سعادة عارمة، مضيفًا "خبر رجعني لأيام زمان عندما وصل السادات إلى إسرائيل، وخاصة إلى خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، الذي دعا فيه إلى إنهاء الصراع وتحقيق السلام بين إسرائيل ومصر".

وأشاد بشجاعة السادات، مؤكدًا أنها تركت فيه أثرًا عظيمًا، خاصة وأن السادات هو أول من أدرك أن الحاجز النفسي، هو أكبر عقبة في طريق السلام المنشود.

أول زيارة لمصر
وتابع يقول إنه فى بداية تعليمة بالجامعة العبرية زار مصر، وأعجب بحسن الضيافة وروح الفكاهة، واستشهد بالمثل الشعبي "اللي يشرب من النيل يرجعله تاني"، وأشاد بأداء الفنان عادل إمام، قائلا إنه يعتبر أفضل ممثل كوميدي في العالم، مشيرا إلى أن الثقافة العربية لها مكانة محترمة في إسرائيل.

دعاية لإسرائيل
وقال جوفرين، إن العلاقات الثنائية تقام بين الدول على أساس الاحترام وبعض الأمور الأخرى منها "مكافحة الإرهاب، تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، تنشيط الساحة، توفير الطاقة".

وأضاف إن إسرائيل لديها خبرة خاصة فى مجال الزراعة وتحلية المياه وعلى استعداد أن تمد جيرانها بالخبرة مستشهدا بالمثل العربي "جارك القريب أحسن من أخوك البعيد"، مشيرة إلى أن تجربته الشخصية التي ستسهم في توطيد العلاقات.

هذا الفيديو، لم يرح عددًا من الخبراء ممن طالع "الدستور"، آراءهم، حيث علق أستاذ الأدب الإسرائيلي بجامعة عين شمس، منصور عبد الوهاب، قائلا إن تل أبيب تعمل على تعيين الرجل المناسب فى المكان المناسب، خاصة وأن جوفرين، لديه لغة خطاب "ناعمة" تهدف إلى جذب المصريين، لأن إسرائيل تريد توطيد العلاقات مع مصر، ومن ثم ترسل لها من يساهم فى ذلك.

وأضاف منصور أن فكرة طرح سيرته الذاتية عبر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه يهدف طرح نفسه للرأي العام المصري، حتى يتم قبوله، لكن هذا لن يكون له صدي إيجابي إلا فى حال اتجهت إسرائيل نحو السلام، وتوقفت عن استفزاز الشعوب العربية، وانتهاك الأماكن المقدسة، وقتل وتشريد الأطفال الفلسطينيين.

وتابع أن هذا الفيديو يستهدف تلطيف الجو لكي يتم قبوله وسط الشعب المصري، خاصة وأن السفراء الإسرائيليين يعيشون فى حالة عزلة تامة، وهو يريد أن يخرج من هذه العزلة.

فيما وصفت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع السياسي، في تصريحات لـ"الدستور"، بأنه "ذكاء دبلوماسي"، مضيفة "كون السفير يعرض خدمات دولة الاحتلال على مصر فهذا جيد، ونحن لا نرفض هذا العرض، لكن يجب أن نكون حذرين وعلى دراية بما يحدث بشكل كامل، خاصة وأن الثقافة المصرية متردية".

ومن جابه قال خبير العلاقات الدولية اللواء محمد نور الدين، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": نحن مستعدين لكى نصدق كلام السفير، شرط أن يعيد حقوق الشعب الفلسطيني في أرضة.

واستشهد بالمثل المصري ردا على السفير "اسمع كلامك أصدقك أشوف أحوالك استعجب"، موضحا أن هناك علاقات قائمة مع إسرائيل لكن لا تطبيع كامل إلا بعد السلام الكامل بين الشعوب العربية، والتوقف عن قتل الأطفال الأبرياء، واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفا نحن لا نصدق أقوال لكن نصدق أفعال.

فيما قال "سعيد صادق" استاذ علم الاقتصاد السياسي في الجامعة الأمريكية، للدستور، إن هذا الفيديو الذي نشره السفير، صنيع جيد من إسرائيل، لان هذا الفيديو وإن دل على شيء يدل على ان إسرائيل تمتلك إعلام قوى، داعيا الدول العربية لكى ينتهجوا نفس المسلك.