رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعاشات.. متى يطلع الفجر؟؟


... إن الليل أصبح طويلاً لا ينتهى وظلمته مستمرة لم يخترقها أى طاقة نور.. كل هذا تم لرجال دافعوا عن الوطن فى كل حروبه وفى مراحل بنائه.. هل بعد كل هذا يستحقون ما يحدث لهم لآن؟؟ إنهم يملكون أكبر ثروة فى التاريخ تقدر بـ 620 مليار جنيه، بإضافة الفوائد يملكون تريليون جنيه.. هل من يملكون هذه الأموال يتعرضون لقسوة هذه الحياة؟؟ لقد فقدنا الأمل نهائياً فى الحكومة.. حتى البرلمان.. بعد أن تركونا.. وخذلونا.. وتركوا من اعتدوا على أموالنا ينعمون بها.. دون أن يحاسبهم أحد أو حتى يسألهم.. وكان الصمت علامة الرضا!!

عددنا 9 ملايين أسرة نصفهم أرامل وأيتام المستحقون للمعاش بعد أن رحل الرجال.. أى أننا نعيش حياة مأساوية.. بعد أن طمعت كل الحكومات فى أموالنا استولوا عليها بقوة السلطة والنفوذ وتركونا فى صحراء الجوع والمرض والفقر.. حتى يتخلصوا منا.. بعد أن أصبحنا عبئاً عليهم!! وبعد ارتفاع التضخم وجنون الأسعار هل يمكن لأبرع المحاسبين.. أن يحسب احتياجات أسرة معاشها 500.. بل 800 جنيه حتى 1000 أن تلبى احتياجاتها حتى من الخبز «الحاف».. وهل يمكن معاش هذيل لهذا يفى باحتياجات أسرة طعامها وعلاجها بالإضافة إلى السكن والكهرباء والمياه وجميع الخدمات المباعة هل يمكن أن يتم ذلك؟؟.. أصبح الدستور الذى يحتوى على مواد الحماية لنا بعيداً تماماً عن التطبيق.. وتم استبدال العدالة الاجتماعية.. بعدالة مستوردة سموها فى الخزانة العامة، حيث ترقد أموالنا «بالعدالة الاقتصادية»!! لم تعد الحقوق واجبة التحقيق حتى أحكام المحاكم لم تجد طريقها للنفاذ!!.. أين ذهبت أموالنا.. تحويشة عمرنا؟؟.. أين ذهب القرش الأبيض.. كى يحمينا من اليوم الأسود؟؟.. نصت المادة 27 من الدستور على حد أدنى للأجور والمعاشات.. تم تنفيذ الحد الأدنى للأجور 1200.. وتركوا المعاشات.. ثم أخيراً قرروا منحهم 500 جنيه.. هل يمكن أن يحدث لنا ذلك؟؟

وحتى الحقوق واجبة النفاذ من 5 علاوات اجتماعية نزعت بالقوة من كل صاحب معاش رفضوا أن تعود لنا وتركونا نقف الآن أمام المحاكم.. كى نواصل مشواراً طويلاً أمام المحاكم كى ننتظر حكمها.. لكن الأكيد أن هذه الحقوق ستكون لصالح الورثة!!.. الذين جعلونا نعيش فى ظلمة الليل الطويل بعد أن اعتدوا على أموالنا وبددوها وأهدروها.. ونالوا منها.. هم الذين يديرون شئوننا الآن.. يحدثونا عن ثورتين ويقولون عنهم عظيمتين.. ونحن نلتف حول ليل الضلمة الطويل.. هل الثورة تعنى الضلمة؟؟

من يصدق أن حفنة من العاملين فى المالية والتأمينات كانوا يحصلون لأنفسهم على مليار جنية ثانوياً حوافز ومكافآت وبدلات.. وبعد إدانتهم من المحكمة التأديبية العليا ومعاقبتهم «باللوم» وتم تحويل الشق المالى للنيابة للتحقيق.. وما زال التحقيق مستمراً!!.. هذا نموذج واحد فقط من عشرات النماذج.. بأنفسهم ومواقعهم مازالوا يعملون.. ونحن أيضاً ما زلنا نعيش ظلمة الليل الطويل!!.. إننا لا نتقاضى معاشتنا من الخزانة العامة بل من إيرادات التأمينات وفوائد الأموال.. أين ذهبت أموالنا.. أين فوائدها؟؟ إن المادة 17 تتحدث عن الاستثمار الآمن لأمولنا.. كما تتحدث أيضاً عن أن فوائد الأموال تعود لنا.. لكن أين أموالنا لكى نحصل على فوائدها؟؟.. الأكيد أن ظلمة الليل لن تطول.. وأن قسوة الحياة لن تدوم. إن فوائد الأموال والاستثمار الآمن يمكن أن نخرج من ظلمة الليل إلى النهار لكن كيف ومن اعتدوا على أموالنا هم الذين يديرون شئوننا الآن؟؟ إن الحل الوحيد للخروج من ظلمة الليل هو الحساب.. يجب محاسبة كل من اعتدوا على أموالنا وجعلوا الملايين منا تعيش فى ظلمة الليل.. مع أن ما دفعوا فى حياتهم كان يكفيهم أن يعيشوا فى ضوء النهار!!

لقد ارتفع صوتنا ولم يسمعنا أحد.. بل أصبحنا نصرخ.. ولم يلتفت لنا أحد.. ماذا نفعل؟؟.. لقد استغلوا فينا أعظم ما فينا.. هذا المخزون الوطنى الكامن فى صدورنا.. وأخذوا يوجهون لنا الضربات حتى نصمت ونسكت.. لكن هذا لن يحدث.. إن الملايين من أصحاب المعاشات الذين يعيشون الآن فى ظلمة الليل الطويل عليهم أن يتضامنوا ويوحدوا صفوفهم كى نواجه معاً «خفافيش الظلام».. مهما ازداد الليل ظلمة وسواداً.. حتماً سيأتى الفجر ويعقبه النهار.. إننا نوجه نداء إلى الأقلام الشريفة أن يدافعوا عن الملايين من المصريين الذين يتعرضون الآن للاغتيال الاجتماعى بتجويعهم وتعجيزهم عن شراء الدواء والعلاج.. طبعاً سوف يأتى فجر النهار حتى وإن أصبحت الخفافيش هى التى تحاول إخفاء الحقيقة.. يا خسارة خسرنا كل حاجة ثورتين وعدالة اجتماعية ودستوراً.