رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سيناريوهان جديدان» يكشفان الطرف المدبر لانقلاب تركيا.. جملة في بيان الجيش تلقي بالتهمة على «الكماليين».. مسؤول بالشرطة يكشف مفاجأة عن أسباب التحرك العسكري للإطاحة بأردوغان

جريدة الدستور

كثير من المحللين، افترضوا سيناريوهات عدّة لما حدث في تركيا، تمثل أهمها في احتمالية وقوف أردوغان نفسه خلف تلك المحاولة الانقلابية "المزيفة" برأيهم؛ لتدعيم ركائز حكمه، وتنفيذ مخطط تصفية خصومه، وشن حملات الاعتقال وإعادة عقوبة الإعدام والتخلص من معارضيه، خاصةً أن محاولة الانقلاب لم تستمر سوى ساعات.

بينما تمثلت النظرية الأخرى، والتي دعمتها الحكومة، في أن فتح الله كولن، رجل الدين الإسلامي البارز والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وزعيم الكيان الموازي للحكومة التركية، هو من دبر لهذا الانقلاب، حيث اعتمد حزب العدالة والتنمية على حركة جولن في بداية نشأتها؛ للقضاء على العلمانية المسيطرة على الدولة والجيش قبل أن يبدأ الصراع على السلطة بينهما، وأن وجود حركة كولن في بنية الدولة التركية، عميق للغاية ومن الصعب تتبعه.

رد الصفعة
قدم إزغي باصاران، الصحفي التركي والأكاديمي بكلية سانت أنطوني بجامعة أوكسفورد، نظريتين مختلفتين عن المسؤول عن الانقلاب حيث تحدث في مقال له بموقع "بي بي سي" أن إحدى النظريات والتي تتبناها الحركة الكردية تتمثل في أن الكماليين الموجودين في الجيش، أتباع مؤسس تركيا العلمانية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، خدعوا أتباع فتح الله كولن وقرروا الإطاحة بهم من خلال تنفيذ هذا الانقلاب وخاصة أن الأخيرة كانت السبب في الإطاحة بكل العلمانيين والكماليين بالتعاون مع أردوغان.

فائزون في الحالين
وسواءٌ فشل الانقلاب أو نجح، رأى الكماليون أنهم فائزون في كلا الحالين، ففي حالة الفشل سيتحرك أردوغان ضد أنصار جولن لتطهير الجيش والدولة منهم، وهو الاحتمال الأكبر، لأنه يشك فيهم دائمًا أكثر من غيرهم، ودائمًا ما يطارده هاجس بأنهم يدبرون للإطاحة به.

وأما إن نجح الانقلاب، وهو الاحتمال الأضعف، فسيكونون قد تخلصوا من عدوهم الثاني أردوغان، وحينها سيخلو الجو للمواجهة الأخرى، حيث سيبدأون تطهير الجيش من أتباع جولن.

شواهد وأدلة
ودعم باصاران تلك النظرية بعدد من الأدلة والشواهد، أولها أن استخدام العنف، بعيدا عن القيام بانقلاب، ليس طريقة العمل النموذجية لحركة كولن، ففي عمليات "أرجينيكون" و"المطرقة الثقيلة"، وانهيار عملية السلام الأولى"محادثات أوسلو" مع الأكراد، لجأت الحركة إلى وسائل أخرى مثل التنصت أو تلفيق الأدلة وحملات التشهير.

ثانيا، يشبه بيان المجلس العسكري، الذي تمت إذاعته بالقوة على التليفزيون الرسمي للحكومة أثناء محاولة الانقلاب، بصورة كبيرة خطاب مصطفى كمال أتاتورك الشهير إلى الشباب التركي.

ثالثًا أطلق مدبرو الانقلاب على أنفسهم أيضا اسم "مجلس السلام في الوطن"، وهو مشتق من مقولة أتاتورك الشهير "السلام في الوطن والسلام في العالم".

وتزعم حكومة حزب العدالة والتنمية أن المدعي العام العسكري يقف وراء المحاولة، جنبًا إلى جنب مع 46 ضابطا سُربت أسماؤهم إلى وسائل الإعلام في وقت متأخر من الليل.

النظرية الأخرى
أما النظرية الأخرى التي أعلن عنها أحد مسؤولي الشرطة، تشير إلى أن حكومة العدالة والتنمية كانت تخطط لاعتقال أنصار حركة جولن في الجيش يوم 16 يوليو، وعندما علم أنصار جولن بذلك، قرروا تنفيذ انقلاب عسكري سريع في يوم 15 يوليو، لذلك ظهر بشكل مرتبك وغير منظم.

ويدعم تلك الوجهة أن أفراد الدرك والقوات الجوية هم وحدهم من نفذوا ذلك الانقلاب ومن المعروف أن أتباع "كولن" متواجدون بكثرة في تلك القوات بينما عارضه قيادات بالجيش وفصائل أخرى.