رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاولات اقتلاع أردوغان.. 4 تحركات عسكرية فشلت فى الإطاحة بـ«الرئيس العنيد».. هل اكتسبت بلاد الأناضول مناعة ضد الانقلابات بعد كوارث المحاولات الناجحة؟

جريدة الدستور

في ساعات متأخرة، من مساء الجمعة، تحوّلت دفة الحديث العالمي إلى العامصة التركية، أنقرة، حيث الأنباء عن انقلاب عسكري نفّذه الجيش التركي على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، لكن الأمور لم تلبث حتى انقلبت رأسًا على عقب، بعد ساعات قليلة، ليعلن بعدها الرئيس التركى أن الانقلاب فشل، وتلقي هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، الضوء على محاولات كثيرة مشابهة لها، منها ما كان بتخطيط غربي.

محاولة 2009
نفذت عناصر الحربية التركية، عام 2009 خطة من داخل قيادة القوات البحرية، تهدف لتفيذ تفجيرات واغتيالات تطمح لاستيلاء الجيش التركي على السلطة، والانقلاب على الحكومة التركية.
وبعد أن كشفت الشرطة التركية المخطط، اعتقلت أكثر من 20 شخصًا بينهم ضابطان متقاعدان ومسئول غرفة التجارة فى أنقرة، وصحفي مناهض لحزب العدالة والتنمية بتهمة ارتباطهم بجماعة "أرجينيكون"، التى كانت تخطط لانقلاب عسكري على حكومة أردوغان، ويعرف عن الجماعة العلمانية معارضتها لحكومة حزب العدالة والتنمية.

محاولة 2013
شهدت تركيا عام 2013 إحدى أسوأ المحاولات الانقلابية في تاريخها، عبر محاولة الانقلاب على الحكومة المنتخبة تحت عنوان "عمليات الفساد والرشوة"، إلا أن التدابير التي اتخذتها الحكومة إضافة لإرادة الشعب أحبطت تلك المحاولة.

وفي هذه المحاولة، تم تحريك 3 قضايا فساد منفصلة، في يوم واحد، واعتقالات طالت أكثر من 50 شخصا بينهم رجال أعمال وأبناء ثلاثة وزراء في الحكومة، لتبدو كقضية واحدة مدوية، ويظن الناس أنها "قضية الفساد الكبرى" في تاريخ البلاد، وأن المعتقلين كلهم مرتبطون ببعضهم، واتضح أنها مؤامرة تهدف إلى تغيير الخارطة السياسية وإسقاط أردوغان عبر صناديق الاقتراع من خلال ربط اسمه بالفساد.
وحينها قال الرئيس التركي، إنَّ محاولة "انقلاب ديسمبر 2013 " في بلاده من قبل (الكيان الموازي) كلّفت خزينة الدولة 120 مليار دولار.

وبحسب تقارير صحفية وردت فى تلك الآونة، اتهم الرئيس التركي الدول الغربية، ببث أخبار كاذبة تسيء لسمعته، رغم تقديم تركيا لهم كافة الإيضاحات.

يناير 2016
نشرت وسائل إعلام محلية تركية، تقريرا عن مخطط للانقلاب على أردوغان، دبّرته كل من الإمارات، وروسيا، وإيران، بالتعاون مع القيادي في حركة فتح محمد دحلان، موضحة أن الدول الثلاث الراعية لتنفيذ المخطط الانقلابي، قد خصصت ميزانية بقيمة 70 مليون دولار من أجل تنفيذ هذا الانقلاب.

مارس 2016
نفت القيادة العامة للجيش التركي، الأنباء التي تناولتها الصحافة الأجنبية فى نهاية مارس الماضي عن نيّة الجيش تنفيذ انقلاب عسكري على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي اتهمته الصحافة بالاستبداد في الحكم والسلطة.

انقلابات ناجحة
وبعيدًا عن المحاولات الفاشلة، شهدت تركيا الحديثة سلسلة من الانقلابات الناجحة منذ أن قاد مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة العسكر للإطاحة بدولة الخلافة عام 1923 وإعلان سقوطها رسميا 1924 ، حيث ظلت الانقلابات هى لغة المؤسسة العسكرية التى تعد لاعبا رئيسيا فى السياسة التركية.

انقلاب 1960
خرج قادة ضباط وطلاب عسكريون من الجيش فى أول انقلاب عسكري سلمي على الحزب الديمقراطي الحاكم عام 1960 ، للمطالبة بإصلاحات سياسية، وعلى إثرها أعدم رئيس الوزراء عدنان مندريس زعيم الحزب الديمقراطي بسبب توجهاته الإسلامية.
وبعد الانقلاب تمت الدعوة إلى انتخابات جديدة اختار فيها الشعب حزب العدالة باعتباره امتدادا للحزب الديمقراطي من خلال صناديق الاقتراع .

انقلاب 1971
في حين خرج الانقلاب الثاني بعدما شهدت تركيا فوضى شديدة بسبب قتال الشوارع بين اليساريين والقوميين فى عام 1970. فاضطرت حكومة حزب العدالة برئاسة سليمان ديميريل للاستقالة على إثر المذكرة التى أصدرها الجيش، وشكّل الجيش حكومة انتقالية، ويطلق على هذا الانقلاب "انقلاب بمذكرة".

انقلاب 1980
ومع تجدد القتال فى الشوارع بين اليساريين والقوميين بعد عشر سنوات دبرت القيادة العليا للجيش بقيادة الجنرال كنعان إيفرين انقلابا سلميا وسيطروا على الحكم عام 1980.
وبعد الانقلاب، اعتقل زعماء سياسيون، وتم حل البرلمان والأحزاب السياسية والنقابات العمالية وفرض دستور مؤقت منح قادة الجيش سلطات غير محدودة.
وبحسب تقارير، فإن هذا الانقلاب كان مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية، التي فقدت حليفها الرئيسي في المنطقة بعد الثورة الإيرانية عام 1979، مشيرة أن تركيا تلقت مبالغ كبيرة من المساعدات الاقتصادية، من قبل منظمة التعاون والتنمية، والمساعدات العسكرية من حلف شمال الأطلسي.

انقلاب 1997
عام 1995 وصل "حزب الرفاة"، وحليفه "الطريق القويم" إلى السلطة ليصبح الزعيم الإسلامي نجم الدين أربكان رئيسا للوزراء -أول رجل ذو توجّه إسلامي صريح يصل إلى السلطة- وهو الأمر الذي أغضب العلمانيين و دعاهم إلى تحريك الأذرع العسكرية ضد الحكومة المنتخبة.
ومن هنا تدخل الجيش مرة أخرى عام 1997 فاضطر اربكان لتقديم استقالته فيما سمى "انقلاب ما بعد الحداثة".
وفرض الجيش الأحكام العرفية، وعندما اقترنت فترة حالة الطوارئ التى تعرف فى تركيا باسم «فترة 28 فبراير» بالأزمة الاقتصادية عام 2001، ظهر على الساحة حزب «العدالة والتنمية» الوريث الشرعى لحزب الرفاه.