رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أغلى الناس!!


صليت صلاة العيد، عيدت على الأهل، الأقارب والأصدقاء... أكلت الكعك، جهزت نفسك «لفسحة حلوة»... جلسة عائلية... صحبة مع أغلى الناس... نعم أغلى الناس... هل افتقدت هذا التعبير!!!.. أغلى الناس... هم هدية الخالق لك... هم وطن لك، بوجودهم تزداد الحياة جمالاً وسعادة... هم الأقرب من الأقارب إلى قلبك... هم الصادقون فى مشاعرهم.. هم نورك فى الحياة.. هم من يفرحون لفرحك، ويحزنون لحزنك.. ويغضبون لغضبك... لا يخذلوك أبداً وقت الصعاب أو الدموع.. أغلى الناس.. هم عندما تلتقى بهم تشعر كأنك التقيت بنفسك... لهم وجه واحد، يتقبلونك كما أنت دون رتوش أو تجميل... معك وأنت ضعيف ليقويك... ومعك وأنت قوى ليقومك.

أغلى الناس... عندما تتحدث، تشعر كأنك تحادث نفسك... هم من يلتمسون لك الأعذار، يرفع شأنك أمام الناس «نم صديقك سراً، وامدحه أمام الآخرين». صدقت يا دافنشي... أغلى الناس... لا يجرحونك وقت العتاب.. يتمنون لك الخير، يمسحون دموعك... يسامحون ويتناسون أخطاءك. أغلى الناس.. هم من إذا رأى منك خيراً نشره وإذا عرف عنك عيباً ستره... وإذا ضحكت لك الدنيا لا يعرف قلبه الحسد.. وإذا أدارت لك الدنيا ظهرها لم يتركك... أغلى الناس.... هم من لا يرون فى نيتك الطيبة غباء، أوطيبتك ضعفاً أو تسامحك سذاجة... يفهمونك دون كلمات.. يفهمون لغتك، همساتك، تنهداتك، عيونك، صمتك... أغلى الناس... هم من يتحملون عنادك وغضبك، يحن عليك وقت ضعفك و يقويك..لا يفتشون عن نقاط ضعفك لاستغلالها.. ولا عن أسرارك لتجريحك... تتصرف أمامهم ومعهم بتلقائيتك، دون اختيار الكلمات والمفردات.

أغلى الناس... لايجيدون لعبة أو فن التجاهل، الاستغناء، النذالة، الغيبة، النميمة، الطعن فى الظهر. لا يستغنون عنك أبداً مهما كان السبب لأن من يستغنى عن وجودك فهو لم يحبك من الأساس!!

أغلى الناس.. هم من وصفهم على بن أبى طالب «لا يكون الصديق لأخيه صديقاً حتى يحفظه فى نكبته، وغيبته وبعد وفاته».. وقال عنهم الإمام الشافعى «سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديقاً صدوقاً، صادق الوعد، مخلصاً».. أغلى الناس... هم من لا يخرجون من حياتك حتى لو بعدت المسافات والأميال... هم لا يعطون عذراً للرحيل أو للخصام.. هؤلاء هم من يستحقون أن نطلق عليهم أغلى الناس... هؤلاء هم من يستحقون أن نحتفل معهم بالعيد.

أنا إنسانة محظوظة أننى بصحبة دائمة لأغلى الناس.. فهم من حولى، يحيطون بى، يقفون أمامى فى مواجهة أعاصير الحياة.. وسند لى أستند عليه... اللهم احفظهم وبارك لى فيهم. والآن.. هل عثرت أنت على «أغلى الناس» فى مشوار الحياة، هؤلاء هم من يستحقون أن تحارب العالم من أجلهم؟. إن لم تجدهم، يبقى الأمل بأنك ستلتقى بهم يوماً.. اللهم ارزق خلقك بأغلى الناس يارب العالمين.

عيد سعيد على كل فرد من أفراد الأسرة المصرية والإسلامية... وموعدنا معكم يوم الخميس المقبل إن شاء الله.