رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى يكون احتفالنا بالعيد؟


نحن الآن على مشارف عيد الفطر المبارك فيه تزداد الرحمة ويتزاور الجميع ويسأل كل منا عن أخيه وأمه وأبيه وربما يكون هذا اللقاء اليتيم هو الوحيد صبيحة يوم العيد قد يلتقى كل منا بذويه بعد أن تقطعت أواصل الرحم طوال عام كامل. مع أن الاسلام بمفهومه الشامل والأعم يرى أن العلاقة بين الإنسان وأخيه يجب أن تسودها الحميمية التى تلاشت فى زماننا الذى نعيشه. لأسباب اختلف حولها المحللون والمفكرون. منهم من قال إن الناس شغلتهم الدنيا ولم يعد عندهم من الفراغ مايمكنهم من الالتقاء بذويهم وآخرون قالوا: أزمات اقتصادية طاحنة أثقلت كاهلهم ولم يعد بمقدورهم مد جسور الود إلى الأصدقاء والجيران وإن كانوا أقرب الناس إليهم. وفى العيد يستعيد كل منا ذكرياته وماتحمله من هموم وآمال. وقد يسأل أحدنا نفسه هل عاش لنفسه عقوداً مع علمنا أن كثيرين يعيشون فى عزلة سنوات بل عقوداً بل منهم من بات قاب قوسين أو أدنى من لقاء محتوم ومع ذلك يتمادى فى هجر أقرب الناس اليه أمثال هؤلاء استحوذ عليهم الشيطان الذ ى هو عدو لنا جميعاً. قد يتبوآن صدارة فى مجتمعاتهم ويقولون عنهم إنهم يمتلكون البصيرة. ومع ذلك يخفقون فى الحفاظ على علاقتهم بالآخرين. إنها فعلاً طامة كبرى يجب أن تبحث بمعرفة علماء النفس وماأكثرهم. صحيح أن هناك من الهموم والآلام التى تنوء بحملها الجبال وتلاحقنا جميعاً إلا أنها لا يمكن أن تكون ذريعة ومبرراً لداء القطيعة. والتى قوضت كل معانى الأخوة والتى نحن مطالبون بالحفاظ على سياجها. هذا مايحدث بين الأهل والعشيرة فما بالنا بما يحدث بين القرى المتجاورة والنجوع المتناثرة وقد ترسخت تراكمات عدة أدت فى الغالب إلى حالة من الفصام المزمن والكراهية التى تتزايد بمرور الوقت والثمرة إخفاق الكثير من المشاريع والتى يسمونها بالتنموية والتى تخدم أبناء المنطقة الواحدة. وعلى مستوى الدول الإسلامية والعربية تتكرر الحالة والتى لا تقل عما يحدث فى الأسرة الواحدة، حيث الخصام والذى يصل فى أحيان كثيرة إلى الفجور. فهل نحن فعلاً ونحن نعيش عيد الفطر نستحق أن نفرح وأن نلهو الحقيقة المرة أن ما نحياه برهان أكيد أن الأمة لا يمكن أن تنعم برياحين العيد وقد أصابها الوهن.. وكل عام وأنتم بخير.