رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نهاية شيطان الاحتلال».. 8 مؤشرات على اقتراب سقوط حكومة نتنياهو.. تكتلات سياسية بقيادة مسئولين وعسكريين سابقين وحاخامات تفتح «ملفات الفشل» للإطاحة برئيس وزراء إسرائيل

نتنياهو و الاحتلا
نتنياهو و الاحتلا الاسرائيليى

كثير من المؤشرات تشير إلى اقتراب الأيام الأخيرة لشيطان الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومعطيات عدّة تكشف النقاب عن احتمالات سياسية واحتقان شديد، داخل حكومته، بما يؤكد أن رحيلها بات أمرًا وشيكًا، في ظل الغضب الشعبي، من سياساته، التي بلغت حدّ خروج مظاهرات بوسط تل أبيب للمطالبة برحيله، وهو ما يكشف ازدياد أعداد المشككين بقدراته والمتخوّفين من زعامته.

التطبيع مع تركيا
يمكن البدء بما انتهى إليه الجدل في الشارع الإسرائيلي، وهو إبرام اتفاقية التطبيع مع تركيا، وهو ما انعكس على ثورة داخل أروقة الكنيست، إذ وصفه أعضاء كثيرون بأنه مخزٍ ووصمة عارٍ على جبين نتنياهو، فضلا عن أن الفقرة الخاصة بدفع تعويضات بقيمة 21 مليون دولار لعائلات الضحايا الأتراك الذين قتلتهم البحرية الإسرائيلية خلال سيطرتها على السفينة "مرمرة"، يعتبر اعترافا مباشرا بارتكاب جريمة قتل وأعمال قرصنة في البحر، كما وصفه يتسحاق هرتسوج، زعيم المعارضة الإسرائيلية بأنه إذلال لإسرائيل.

تعيين ليبرمان
قرار تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرًا للدفاع، كان يحمل هو الآخر بين سطوره، كواليس أخرى، كشفها خبراء الشأن الإسرائيلي، الذين أكدوا أن السبب وراء هذه الخطوة، هو أن نتنياهو يريد إسكات المعارض الأبرز والأقوى على الساحة الإسرائيلية، وأراد نتنياهو من خلال هذه اللعبة السياسية، تأمين غالبية برلمانية تقوم على 66 صوتا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، بدلاً من وضع الحكومة السابق الذي كان يقوم على 61 صوتا فقط الأمر الذي كان يبقيه تحت رحمة شركائه في الائتلاف.

كان نتنياهو يسعى بهذه الخطوة إلى ضمان استقرار الحكومة، إلا أنها أثارت غضب الكنيست خاصة زعيم «البيت اليهودي»، نفتالي بينت، وزير البيئة الاسرائيلي، آفي جباي، الذي قدم استقالته من الحكومة احتجاجا على تعيين ليبرمان، وهو ما يشكل ثغرة خطيرة بالنسبة إلى حكومة نتنياهو قد يدفع إلى انهيارها، فضلا عن ردود الفعل الدولية الغاضبة، بسبب تطرفه.

قضايا فساد
إضافة إلى العقبات التي قد تطيح بنتنياهو عن قريب يجرى كل من النائب العام الإسرائيلي "افيخاي مندلبليت" ومفوض الشرطة "روني الشيخ" تحقيقا مع نتنياهو في ثلاث قضايا فساد مالى وهي بيوت رئيس الحكومة، حيث إن زوجته قامت بشراء معدات على أنها للبيت الرسمي لرئيس الحكومة في القدس ولكنها استخدمت في المنزل الخاص للزوجين في فيساريا، هذا إضافة إلى قضية فساد مالى متعلقة بتمويل سفرياته الجوية هو وعائلته من خزينة الدولة والتى عرفت باسم "بيبي تورز"، وقضية الثري اليهودي – الفرنسي أرنو ميمران-، الذي مول حملته الانتخابية عام 2009، لكنه لم يقدم إقرارا ضريبيا بذلك، وهو الأمر الذي قد يطيح بمستقبله السياسي.

تضرر الاقتصاد والسياحة
تواجه حكومة نتنياهو أزمة اقتصادية، سببها الرئيس هو رفض الفلسطينيين شراء البضائع الإسرائيلية في الداخل، وكذلك رفض الكثير من الدول الأوروبية مواصلة التبادل التجاري مع كيان الاحتلال بسبب مواقفه المتعنتة والمحرجة للعواصم الغربية، خصوصاً فيما يتعلق بمفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة والحصار المفروض على قطاع غزة منذ عدّة سنين، وآخرها المبادرة الفرنسية.

من جانب آخر تضرر القطاع السياحي في كيان الاحتلال بسبب العمليات النوعية التي ينفذها الفلسطينيون ضد المستوطنين من ناحية، وخوف السيّاح الأجانب من الذهاب إلى الأراضي المحتلة في الوقت الحاضر، بالإضافة إلى مغادرة قسم كبير من المستوطنين لهذه الأراضي لخشيتهم من الاستهداف.

تكتلات سياسية
ومن الأزمات المرعبة، التي باتت تقض مضّجع نتنياهو هو التكتلات السياسية التي يقودها بعض المسئولين السياسيين والعسكريين السابقين، وعدد من الحاخامات ضده، خصوصا بعد فشله في السيطرة على الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وإخفاقه في تهويد الكثير من المناطق المقدسة في الأراضي المحتلة لاسيّما في القدس الشريف.

ويرى هؤلاء أن نتنياهو لم ينجح سوى في إغراق الكيان في بحور من الأزمات بسبب سياسته الرعناء ومحاولته استرضاء العناصر المتطرفة في كيان الاحتلال لاسيّما وزير الخارجية الأسبق، وزير الحرب الحالي أفيجدور ليبرمان.

يعلون رئيسًا للحكومة
قوة نتنياهو مستمدة من عدم وجود بديل مقبول له، هذه حقيقة، لكنها تتجه نحو التغيير، خصوصا وأن عسكريين ذوي قيمة، بدأوا في توحيد قواهم لخوض الانتخابات ضد نتنياهو، وهو ما دعا إليه كل من وزيري الدفاع السابقين، موشيه يعلون وإيهود باراك إلى إشهار التحدي له.

وفي حال شكل يعلون حزبًا سياسيًا جديدًا، بالشراكة مع كل من وزير المالية الحالي موشي كحلون، رئيس حزب «كولانو» الوسطي، وجدعون ساعار، وزير الداخلية الأسبق عن حزب الليكود والذي يعرف بمواقفه الحادة ضد سياسات نتنياهو، فإن حزب يعلون سوف يشكل الحكومة المقبلة، وفى حال شكل يعلون مثل هذا الحزب، فإنه سيحصل على 25 مقعدا بالكنيست، فيما سيحصل الليكود الذي يتولى رئاسة الائتلاف الحاكم حاليا على 21 مقعدا فقط.

مواجهة الانتفاضة
ومما ينذر بنهاية نتنياهو، بحسب السياسيين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم إيهود باراك، فشله في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة أو ما عرف باسم «انتفاضة السكاكين»، بالإضافة إلى سوء تصرفاته الخارجية وتحديدا مع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة باراك أوباما، حيث رفض الانصياع لاستئناف مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، بسبب إصراره على بناء المستوطنات، خصوصاً في الضفة الغربية التي تعد معقلاً رئيسيًا للانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

فشل منع الأنفاق
إيهود باراك، اتهم نتياهو أيضًا بالإخفاق في حسم أزمة قطاع غزة، التي تفاقمت بسبب تمكن الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، في رفع قدراتهما العسكرية، بالإضافة إلى تمكن هذه الفصائل من حفر الكثير من الأنفاق بين القطاع والمناطق القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، والتي أدخلت الرعب في نفوس المستوطنين، وفشل حكومة نتنياهو في إيجاد حل لها.