رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مأذون الطلاق» بين بريطانيا واتحاد القارة العجوز..

«بوريس جونسون».. الصحفي الذي وضع الاتحاد الأوروبي على حافة الانهيار

جريدة الدستور

"مغادرة الاتحاد الأوروبي".. فكرة أثارها ترشح ديفيد كاميرون لرئاسة وزراء بريطانيا حيث تحدث عنها ضمن برنامجه الانتخابي وبدأ بالسعي لها فور توليه السلطة ولكن سعيه توقف عقب اجتماعه في بروكسل في فبراير الماضي وضمانه وضعًا خاصًا لبلاده داخل الاتحاد رآه مرضيًا ليتزعم حملة بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي الذي كانت استطلاعات الرأي وقتها تؤكد أغلبية تؤيد البقاء.

وفي هذه الآونة، ظهر على الساحة بوريس جونسون، عمدة لندن وأحد أبرز قيادات حزب المحافظين، الذي ينتمي إليه ديفيد كاميرون، ليتزعم حملة مغادرة بلاده الاتحاد الأوروبي معلنًا استقالته وتخليه عن حليفه كاميرون حتى بعد أن طالبه الأخير بدعمه والوقوف إلى جواره، وبدأت حملة "الخروج" في أخذ وضعها بشكلٍ كبير بين صفوف البريطانيين.

وفي الوقت الذي كان يحشد فيه كاميرون، لدعم البقاء في الاتحاد الأوروبي بوسيلةٍ واحدة وهي مهاجمة الخروج من والحديث عن المستقبل المجهول، دون أن يذكر مزايا البقاء، تمكن جونسون من إقناع الجماهير العريضة بوجهة نظره.

وركز جونسون على الحديث عن كل مشاكل البريطانيين وكيف يجدون ضالتهم في مغادرة الاتحاد الأوروبي حيث تطرق في حديثه عن الاقتصاد، من خلال تسليطه الضوء على "قصص النجاح غير العادية" لشركات التصنيع في المملكة المتحدة، مثل "جيه سي بي" و"دايسون، اللتين يؤيد مسؤولوهما الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وأكد جونسون، أن بقاء بريطانيا في الاتحاد يعني بقاءها أسيرة نظام تجارى لن يسمح لها، وهي صاحبة أكبر خامس اقتصاد على وجه الأرض، أن تتفاوض مع أمريكا أو الصين أو الهند أو أى اقتصاد يتنامى فى العالم؛ لأن امتياز التفاوض هو حق حصرى محفوظ لكهنة المفوضية الأوروبية التى لا يمثل بريطانيا بين عدد أعضائها الضخم سوى نسبة 3.6 % فقط.

كما تحدث عن الهجرة قائلًا إنه يؤمن بقوة بالهجرة، لكن يجب أن تخضع لضوابط" واستشهد ببيانات مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي عن أعداد الهجرة التي وصلت إلى 184 ألف عام وأن تقليل أعداد المهاجرين سيكون عبر الانفصال وهي المشكلة التي أثارت رغبة كثير من البريطانيين في الاستقلال.

وبدأت أسهم حملة المغادرة في الارتفاع بشكل كبير بعد انضمام جونسون لها على الرغم من اتهامات لاحقته من كاميرون وداعمي البقاء بأنه مجرد ساعٍ وراء السلطة وخلافة كاميرون الذي لن يستطيع قيادة البلاد بعد خسارته الرهان، لكن الاتهامات لم تؤثر على سير الحملة حتى حسم الأمر بفوزها بنسبة 52%، ليصبح بمثابة كلمة السر التي قلبت موازين الأمور في بريطانيا، كما أصبح من أقوى المرشحين لخلافة كاميرون فى منصب رئيس الوزراء.

وكان جونسون قبل دخوله إلى عالم السياسة، صحفيًا ناجحاً يكتب في صحف مرموقة على غرار "تايمز" و"ديلي تلجراف"، وخلال فترة توليه منصب عمدة لندن، كان أجره كصحفي يفوق ما كان يجنيه من وظيفته السياسية.

ونجح جونسون في إثبات ذاته بتصريحاته الجريئة وروح الدعابة والسخرية الذي يتميز به، وهو الأسلوب الذين كان يروق الكثيرين لأنه يختلف مع الأسلوب السائد في صفوف السياسيين في البرلمان والحكومة البريطانيين.

فاز جونسون بمنصب عمدة لندن خلال انتخابات 2008 على حساب مرشح حزب العمل كين ليفينجستون، كان ذلك أول فوز كبير للمحافظين منذ عام 1997، أي قبل فوز توني بلير بمنصب رئيس الوزراء. وفي عام 2012.

عُرف عن جونسون معداته للمسلمين، إثر المقال الذي كتبه في "سبيكتايتور" في 16 يوليو 2005، أي بعد تسعة أيام على وقوع الهجمات الانتحارية في لندن، والتي أودت بحياة 52 شخص وجرحت أكثر من 700 آخرين، وفي نهاية المقال، وجه انتقادات لاذعة للمسلمين، علماً بأن جدّه الأكبر كان تركياً مسلماً، ويدعى علي كمال بك، وكان وزيرًا للداخلية بتركيا.