رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصحافة العالمية تفضح برامج رمضان الكارثية «٤»


أستكمل رأيى حول المادة الرمضانية التى أقول عنها إنها كارثية بكل المقاييس، والتى آثارت استياء شديداً ورفضاً من جانب ملايين من الأسر المصرية، لكن لا أحد من الحكومة المصرية أو من غرفة صناعة الإعلام أو من المسئولين يتحرك لوقف هذه الكوارث، التى تدخل يومياً فى بيوتنا، وتخرب العقول وتدمر أجيالاً من الأطفال والمراهقين، وتؤذى مشاعر العائلات الآمنة فىبيتها، والتى من عادتها أن تتجمع خلال الشهر الكريم حول الشاشات للتسلية أو لقضاء الوقت خلال الشهر الكريم،، منتهى الغضب والاستياء أبداه المجتمع حسب ماتظهره مواقع التواصل الاجتماعى بوضوح، إلى حد أن الصحف العالمية قد رصدت هذا الاستياء والرعب من البرامج المليئة بالترويع والحرق والقتل والعنف، ولكن لا رد من الحكومة أو من أحد من المسئولين حتى الآن، وليس لدينا آلية لوقف أو إدانة هذه البرامج المتخلفة، التى تصدر الذعر فى البيوت كل يوم وبشكل متواصل ومقيت.

ولقد وصلتنى ردود أفعال شديدة الغضب، وبعضها يقاطع التليفزيون بالفعل، سواء كما تحدثت معى طوال الأيام الماضية أمهات يبدين استياءهن من صورة المرأة فى الدراما، ومن البرامج التى تبث وياراها الأطفال، وتسمم أفكارهم بمشاهد العنف والحرق والخطر، كما تلقيت عدداً كبيراً من الإيميلات والرسائل المستهجنة لبرامج منها رامز جلال ومينى داعش وهانى فى الأدغال، وتلقيت هذه الرسائل والتعليقات الغاضبة على صفحتى وعلى الانبوكس، وكلها بلا استثناء تعكس بوضوح أن مختلف الفئات والأعمار ترفض هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج المليئة بمشاهد العنف والقتل، ومليئة بالانحرافات والمشاهد الدموية والإسفاف والألفاظ الخارجة والسوقية، مما يهبط بالذوق العام وبالفن المصرى، ويصدر صورة سلبية عن مصر، وهى صورة تشوه الأسر المصرية والبيوت المصرية أمام العالم، فصحيفة التايمز اللندنية، تتضمن موضوعا كبيراً بالصور عن مسلسل سيئ بعنوان «مينى داعش»، وتقول الصحيفة إن برنامج اسمه «مينى داعش» يبث يومياً، على قناة النهار فى رمضان، فى وقت تتجمع فيه العائلات فى فترة الافطار بعد الصيام، ويأخذ المقدمون المشاهير فى شقق بها كاميرات خفية ومتفجرات، وهناك يضعون أقنعة وملابس عسكرية ويقلدون عمليات خطف «داعش»، وفى إحدى الحلقات قالوا للفنانة هبة مجدى إنها مدعوة لحضور حدث خيرى، ثم ظهر لها ٣ إرهابيين يمسكون بأسلحة آلية، ويحملون علم داعش، ويقتلون زميلها ثم يهددونها بتوجيه المسدس إلى رأسها وهى تصرخ، ثم يضعون حزاماً ناسفا حول وسطها، كل هذا قبل إظهار الخدعة،، وقد عبر المصريون عن رعبهم من هذه البرامج عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مشبهين ذلك بأنه تعذيب نفسى، وطالبوا رئيس الوزراء بوقفه وإدانة هذا البرنامج، وبرنامج آخر لرامز جلال من إنتاج قناة سعودية هى إم ،بى ، سى، حيث أقنع المقدم ممثلين هما أنطونيو بنديراس وستيفن سيجال أنهما محبوسان فى مبنى يحترق، ويظهر الممثلان وهما فى حالة رعب ، حيث تحدث تفجيرات وتستمر التفجيرات والنيران ويظهر ناس يحترقون حتى يموتوا أمامهم.

هذا ماكتبته صحيفة التايمز اللندنية عن برنامجين تطالب الأسر المصرية بوقفهما، وبموقف من الحكومة أو من مجلس الشعب لإدانتهما ووقفهما، ولكن لم يتم أى رد فعل لا من الحكومة أو من مجلس الشعب لإدارة هذه البرامج البشعة التى تقتحم بيوتنا دون رقابة، ودون ضمير ودون مراعاة لأى قيم مصرية عرفها المجتمع المصرى، وتحاول هذه البرامج القضاء على البقية الباقية من هذه القيم التى تكاد تختفى بفعل الفن الهابط، والبرامج السوقية والتى تعتبر كارثية فى نشر مناخ العنف والدماء والتعذيب والبلطجة والقتل.

وكنت قد طالبت بوقف بثهما فى المقال السابق، لما يحملان من دعوة للعنف ومشاهد قتل وحرق واستهانة بكل القيم والأخلاق، بل إن فيهما دعوة سافرة للقتل والتهكم على الممثلين، فضلاً عن الاستهانة بعقلية المشاهدين.

وقد أرسلت لى الصديقة المصرية المحترمة نجوى شعيب من لندن صورة من المقالة للجريدة الأكثر انتشاراً فى لندن، وبها موضوع كبير بالصور من البرنامج الفاشل «مينى داعش» والممثلة هبة مجدى راكعة وفى حالة رعب وترويع، وبجانبها إرهابى يحمل سلاحاً آلياً وآخر يحمل علم داعش الأسود الكريه، وتقول نجوى شعيب : «البرامج دى كارثة وبلا قيمة، كلاهما ترويع فى ترويع، ولها تأثير سيئ على الأطفال

■ وللحديث بقية.....