رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعليقٌ ومقترحٌ فى تسريب الامتحانات


كُنتُ أنوى أن يكون حديثى اليوم عن تطور الأحداث على الساحة السورية وغيرها من البلدان العربية، بحسبان أنها كلها أحداثٌ فى منظومةٍ واحدةٍ وهى منظومة المخطط الأمريكى الذى يستهدف بالتدمير والتقسيم الدول العربية بأسرها، وهو ما نواجهه بحربنا المقدسة على جميع المحاور دفاعاً عن كيان ووجود الدولة،وهو ما يفرض علينا التعايش الوجدانى الكامل مع حالة الحرب هذهوإعلاء شعار أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة إلّا أن الساحة المصرية شهدت فى الأسبوع الماضى حدثاً فى غاية الخطورة والأهمية، ورأيتُ أنه يجىء ضمن الآليات القذرة لمخطط ومنظومة التآمر ضد مصر، وبالتالى فهو يستوجب الحديث عنه بصفةٍ عاجلةٍ لما له من تأثيرٍ على أمن وسلامة الدولة خلال حربها المقدسة التى تخوضها. هذا الحدث هو التسريب الممنهج لبعض أسئلة امتحانات الثانوية العامة ونشرها ببعض المواقع الإلكترونية. وإذا كانت تلك الوقائع محلاً الآن لتحقيقات النيابة والجهات المعنية بما قد يسفر عن توجيه الاتهام بالإهمال أو التقصير لشخصٍ أو لآخر، إلّا أن إمعان النظر فى ظاهر ومجمل الحدث يقودنا للاعتقاد بقوةٍ أنه يدخل ضمن آليات الحرب ضد مصر حسبما أسلفنا وليس مجرد خطأ أو إهمال وظيفى، وعلينا أن نتأمل الآتى: «1» إن من تحصل على الأسئلة ونشرها على تلك المواقع المشبوهة التى أنشأها خصيصاً لهذا الغرض، لم يجنِ مقابلاً مادياً مباشراً من المستفيد من تسريبها إليه، وإنما تعمد تسريب ونشر الامتحان للجميع دون تمييز عبر موقعه الإلكترونى، وهومايعنى أن الهدف هو إرباك الدولة والنيل من هيبتها وهدم ثقة المواطنين فى أجهزتها، بما يمكن أن يؤدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة حالة الفوضى والاضطراب، وهذا الهدف هو إحدى آليات الحرب الموجهة ضد الدولة المصرية، وبطبيعة الحال فإن القائمين بالتنفيذ بمواقعهم الالكترونية يتقاضون أجرهم من القوى المعادية التى تستخدمهم .«2» إن أصحاب تلك المواقع قد يكونون من العاملين فى بعض الوظائف الحيوية داخل وزارة التربية والتعليم أو أن لهم أذناباً بها، وهو ما سبق أن حذرنا منه فى عدة مقالاتٍ حين تحدثنا عن الخلايا الكامنة وليست النائمة لجماعة الإخوان المتأسلمين بداخل وزارات ومؤسسات الدولة، وطالبنا بأن يكون المعيار الأول لاختيار القيادات بكل مستوياتها فى هذه الظروف،هو ما تتمتع به من حسٍ أمنىٍ مرهف يتيح لها استشعار تلك الخلايا واتخاذ القرارات الجريئة الواعية باستبعادها أولاً بأول إلى جهاتٍ أُخرى موائمة. «3» إن إعلان وزارة الداخلية مؤخراً القبض على مجموعة إرهابية قامت بالتنفيذ والتخطيط لبعض العمليات النوعية بقصد إرباك الدولة فقط، إنما يؤكد صحة اعتقادنا مع تحفيز أجهزة الأمن المتنوعة لتفعيل وتكثيف جهودها داخل كل مؤسسات الدولة لاقتلاع وضبط مثل تلك الخلايا الكامنة.

انتقل لجريمة تسريب أسئلة الامتحانات لأقدم مقترحاً قد يفيد فى منعها مستقبلاً. فإذا كانت الأسئلة تمر بعدة مراحل حتى تصل إلى الطالب، حيث يتم إعدادها بمعرفة المختصين ثم كتابتها ثم إرسالها للمطبعة السرية، حيث يتم طباعتها بعدد التلاميذ على مستوى الجمهورية ثم إرسالها للمديريات ومنها للمناطق التعليمية ثم إلى لجان الامتحان، فإن ذلك يسهل الاختراق والتسريب فى أىمرحلةٍ من هذه المراحل خاصةً مع ما تستغرقه من وقتٍ وتنوعٍ فى وسائل النقل، فى حين يمكن الاستعاضة عن ذلك بآليةٍ أكثر أمناً وأقل تكلفة، وذلك باستخدام أجهزة الفاكس المشفرة بدائرةٍ مغلقة، حيث يخصص جهاز بكل لجنة من لجان الامتحان وهى لا تزيد عن ألف لجنة على مستوى الجمهورية، ويكون الجهاز المُرسِلُ لدى مكتب الوزير ويقوم عليه نفرٌ يتم اختيارهم بعناية ومعهم واضع الامتحان، حيث يتم إرسال الامتحان فجر يومه إلى جميع اللجان فى آنٍ واحد، ويتم استقباله فى كل لجنة بمعرفة شخصٍ واحد يتم اختياره بعنايةٍ أيضاً لهذه المهمة، ثم يتولى تصويره بعدد الطلاب المقيدين باللجنة وبصمه بخاتم شعار اللجنة وتوزيعه على الطلاب مع موعد بدء الامتحان . أعتقد أن هذا المقترح يمكن أن يسد كثيراً من الثغرات ولن يكلف الدولة إلا ثمن جهاز الفاكس بملحقاته وهو ألف جنيه فقط. حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل.