رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحنا شعب منافق ؟ «2»


«ناعم الملمس، خبيث النية والباطن، متسلح بوجه كلاسيكى لا تتسرب إليه حمرة الخجل بسهولة، يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، يتحرك بين الناس بالرياء والأنانية مع خشية لغير الله، وتوجه لغير ما أمر به... تراه ملاكاً كريماً فى مظهره ولكنه شيطان رجيم فى مخبره، يلقاك بوجه عمر وبقلب أبى لهب وبلسان مسليمة الكذاب، يحمل لك بين جنبيه البغضاء ويتربص بك الدوائر، إن علم عنك حسنة أخفاها، وإن اطلع على سيئة فرضها بنفسه عليك، فهو من الذين أعدوا لكل حق باطلاً، ولكل باب من الشر مفتاحاً». صدقت يا د.حسن الحداد فى وصف المنافق فى كتابك «المنافقون صفاتهم وخطرهم»...

كم وجهاً من وجوه من حولنا يحمل هذه الصفات؟ ..كم وجهاً من هذه الوجوه التقيت بها فى حفل «إفطار الأسرة المصرية»؟ . ما أكثرهم!!.. الوجوه التى تحمل أكثر من وجه، أكثر من قناع، أكثر من لسان .. يجيدون تملقاً أمام المسئول، والسب والتشهير من خلفه .....أساتذة فى الكذب، اللف والدوران، فى النفاق الاجتماعى!!.

يحمون مصالحهم بالتملق، بالمديح المزيف، التقديس، والإطراء ... مخادعون، كاذبون فهم يتنفسون النفاق لأنه «أسلوبهم فى الحياة»، دائما متلونون فى مواقفهم، يحومون حول السلطة، يسيرون فى فلكها مهما أعلنوا اختلافهم معها أيديولوجياً... حتى الوجود الجديدة منهم «عبده مشتاق» لهم نفس الملامح، يستخدمون نفس السلاح، الكلمات نفسها فى محاولاتهم للتسلق!!

إن مرض «النفاق» أصبح يسرى فى الدم، وسمات المنافق لم تتغير، وكلمات النفاق التى تتطاير فى أذن أصغر موظف إلى أكبر مسئول لم تتبدل على مر العصور لكن تتبدل وجوه أصحاب القوى والنفوذ والسلطة. «كله بينافق كله» وفق احتياجاته ومصالحه... تلك هى المأساة والكارثة!!

المنافق لن يختفى من حياتنا لأنه المسيطر فى جميع المجالات.. الإعلامى، السياسى، الدينى، الفنى، الحزبى، حتى الرياضى ...بل أصبحنا هذه الأيام، بحاجة لكمية أكبر من النفاق كى تتاح الفرص وتفتح الأبواب لأن الأبواب هذه الأيام أغلقت والفرص المتاحة اندثرت.

لكن ... إذا كنا فى حالة حرب ضد الفساد، فعلينا أن نخلع تلك الأقنعة عن هؤلاء المنافقين ...ويجب على كل مسئول، وزير، مدير....... كل رئيس بدءاً من رئيس حى، رئيس مأمورية، رئيس ناد، رئيس حزب، رئيس وزراء، رئيس مجلس النواب إلى رئيس الجمهورية التخلص من كل منافق، من كل متسلق لأنهم فاشلون فى عملهم لأنهم لو كانوا متمرسين، يجيدون عملهم ما كانوا لجأوا إلى النفاق بدلاً من العمل .. ليس هناك منافق منتج ... ليس هناك منافق موظف شريف.

والآن ...قبل أن نخلع تلك الأقنعة عمن حولنا، علينا أن نواجه أنفسنا أولاً بهذا السؤال... هل نحن منافقون؟. هل ننافق أحياناً من أجل الوصول إلى أهدافنا ولو بكلمة أو بعبارة؟ .هل نافقنا فى الماضى للوصول إلى ما نحن فيه؟. تعالوا معاً، نقف وقفة جادة وصادقة مع أنفسنا وليحاسب كل منا نفسه قبل أن نتهم الآخرين!!. اللهم اغفر لنا يارب العالمين ...موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله.