رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إنذار استراتيجي مبكر.. كتائب القسام تهدد إسرائيل بإجهاض المنظومة الدفاعية الثالثة».. أسباب تشييد الجدار العائق للأنفاق بعد أسابيع من تولّى ليبرمان حقيبة الدفاع

جريدة الدستور

لم تمض ساعات على إعلان إسرائيل بناء جدار تحت الأرض حول قطاع غزة، لمنع حفر الأنفاق، حتى نشرت كتائب عز الدين القسام بيانًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تحذر فيه تل أبيب من هذه الخطوة، قائلة إن إسرائيل لو تجرأت على بناء الجدار، فإنها سترد بكل الطرق، ومن بينها مهاجمة أعمال البناء.

وبحسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فإن تل أبيب تعتزم بناء خط دفاعي جديد على الحدود مع قطاع غزة، في محاولة لوضع حد لمشكلة الأنفاق الهجومية التي تحفرها حماس، موضحة أن المشروع الجديد يقضي ببناء جدار إسمنتي بعمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وعدة أمتار أخرى فوق الأرض أيضًا.

فيما قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إن تكلفة بناء مثل هذا الجدار ستصل إلى 2.2 مليار شيكل، حيث إن طوله يصل إلى 60 كيلومترًا، ويحيط الحدود مع قطاع غزة، وعمليا ستكون هذه المنظومة الدفاعية الثالثة التي تقوم إسرائيل ببنائها على طول الحدود مع قطاع غزة، بعد أسابيع من تولي أفيجدور ليبرمان، حقيبة الدفاع.

ويشار إلى أن إسرائيل شيدت منظومة الدفاع الأولى في سنوات التسعينيات بعد اتفاق أوسلو، فيما قامت ببناء منظومة الدفاع الثانية بعد اتخاذ قرار الانفصال عن قطاع غزة، ولم تمنح المنظومة الأولى والثانية أي أجوبة لتهديد الأنفاق الهجومية من قطاع غزة.

الشواهد جميعها، تشير إلى احتمالية نشوب حرب، خلال الفترة القادمة، ويؤكد ذلك ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرنوت»، قبل أيام عن إجراء الشعبة 91 من الجيش الإسرائيلي والمجلس الإقليمي فى الجليل الأعلى التدريب الأول في إخلاء المستوطنات، بعد يوم من اجتماع الجيش، لراسة السيناريو المرجعي في حالة نشوب حرب للمرة الأولى.

إلى ذلك، قال مصدر إسرائيلي كبير، خلال تصريحات صحفية، أن المواجهة القادمة مع حركة حماس في قطاع غزة ستكون الأخيرة، مضيفا أن النزاع في المستقبل أمر لا مفرّ منه، لكن إسرائيل لن تبادر إليه، ونوه أن الحركة تنفق كل أموالها على تسليح نفسها، وليس لمساعدة سكان غزة، مشيرا إلى ان إسرائيل ليس لديها الرغبة في السيطرة على قطاع غزة، لكنها لن تتسامح مع حرب الاستنزاف التي لا نهاية لها من حماس.

الجدار ليس فقط حول غزة، ولكنه يشمل الحدود مع مصر والجولان وسوريا والأردن، كما يؤكد الدكتور طارق فهمي، رئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، فى تصريحه لـ«الدستور»، إذ يؤكد أن تل أبيب بدأت في تشييد جدر أمنية حول حدودها مع الدول المحيطة، حتى تقى نفسها من خطر انتقال أسلحة أو معدات من الحدود إلى القطاع.

لكنه يرى في الوقت ذاته، أن بناء جدار على حدود غزة ليس بجديد، فقد طرح الفكرة من قبل، إسحاق مردخاي، وزير الدفاع السابق، بهدف أن يكون الجدار «إنذارًا استراتيجيًا مبكرًا» يحمى أمن تل أبيب، مضيفًا أن طرح المشروع من جديد، يميط اللثام عن أسببا عدة، أولها تفادى وقوع عمليات إرهابية داخل تل أبيب، ومنع تسلل منفذى العمليات من القطاع إلى الداخل الإسرائيلي.

ويضيف فهمي إلى ذلك، أن وزير الدفاع الجديد، أفيجدور ليبرمان، يريد أن يختبر الإمكانيات الفعلية لحماس على أرض الواقع بعد حرب غزة الأخيرة، كما يريد أن يتخذ إجراءات انفرادية للقضاء على مشكلة الأنفاق، عن طريق بناء الجدار الذي يعزل الداخل الإسرائيلي عن القطاع، وهو المشروع الذى مولته الولايات المتحدة بـ200 مليار دولار.

وقد يكون بناء الجدار مجرد جس نبض حماس، وربما يكون هناك اختبار فعلى للحركة على الأرض قبل نهاية رمضان، خاصة وأن إسرائيل دائمًا ما تختلق ذريعة الحرب وغالبا ما ترد حماس، هكذا اختتم خبير الشأن الإسرائيلي.

ولم يذهب أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، والمحلل السياسي بحركة فتح، بعيدًا عن هذا الرأي، مضيفًا لـ«الدستور» أن إسرائيل تريد أن تغلق ملف الأنفاق بشكل نهائي لكنها ستفشل، لأن القطاع قائم على بحيرة من الأنفاق، كما أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة وتفادى العمليات القتالية، ليس بناء جدار على حدود القطاع وإنما الحل في الحوار السياسي وحل الدولتين كما تنادى المبادرات الدولية للسلام.

فى حين صرح أستاذ الأدب الإسرائيلي، بجامعة عين شمس، الدكتور منصور عبد الوهاب، لـ«الدستور» أن هذا الإجراء طبيعي من الجانب الإسرائيلي للحد من خطورة الأنفاق، موضحا أنه لا يمكن أن يكون هذا الجدار سبب في اندلاع حرب بين حماس وإسرائيل خاصة وأن هناك اتفاق هدنة بين الجانبين وكلا منهما يريد الحافظ عليه.