رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 رسائل هامة من «هجوم تل أبيب»

صوره
صوره

حمل الهجوم الذى وقع مساء أمس في منطقة «سارونا»، بوسط تل أبيب، وأسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين، 3 رسائل هامة، فضلا عن كشف ضعف المنظومة الأمنية الإسرائيلية فى التصدى للعمليات الإرهابية.

الرسالة الأولى حاءت فى نص إشادة الناطق الرسمي باسم حركة حماس، حسام بدران، بالعملية، التي وصفها بـ«العمل البطولي»، مؤكدا أن تمكن منفذي العملية من الوصول إلى داخل إسرائيل قادمين من الضفة الغربية، وتنفيذهم تلك العملية قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية، يدل على فشل كافة الإجراءات الرامية إلى «وأد الانتفاضة»، ويؤكد أن المنفذين «استطاعوا كسر هيبة منظومة الأمن الإسرائيلية، وضرب الاحتلال في عقر داره».

ونشرت الحركة الإسلامية في يطا في موقعها على «فيسبوك» أن منفذي الهجوم هما خالد محمد شحاده مخامرة 21 عام و محمد أحمد موسى شحاده مخامرة 21 عام وهما من كوادر حماس في مدينة يطا.

ويرى الخبراء أن الهجوم رسالة تذكير لقادة العالم الذين اجتمعوا في باريس، الجمعة الماضية، بأن الواقع على الأرض أكثر تعقيدا من أن يتم حله على مائدة مفاوضات، إذ إن الاحتقان والعداء والكراهية التي في نفوس الفلسطينيين، تجاه المحتلين، لا توقفها مفاوضات، كما أن الهجوم حمل رسالة إلى نتنياهو أيضا الذي كان في طريقه عائدا من موسكو بعد لقائه الرئيس الروسي بوتين، بأن الهروب من الواقع نحو تحالفات وهمية لن يوفر له الأمن والأمان في عقر داره.

ردود فعل غاضبة
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الذي نفذه مسلحان فلسطينيان وأسفر عن مقتل 4 أشخاص بأنه «جريمة قتل بدم بارد»، مضيفا أن قوات الأمن ستتصرف بحزم وقوة لإلقاء القبض على كل من تعاون في ارتكاب الهجوم ولمنع هجمات أخرى، مؤكدا أن إسرائيل تعيش فترة غير سهلة وأن الحكومة ستتصرف «بحزم وروية».

وقال نتنياهو فى حديث صحفى صباح اليوم خلال تفقده موقع الهجوم برفقة وزيري الدفاع أفيجدور ليبرمان والأمن الداخلي جلعاد أردان، بعد اجتماع مع وزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية في مقر وزارة الدفاع بالقرب من موقع الهجوم: «أجرينا مناقشة بشأن سلسلة الإجراءات الهجومية والدفاعية التي سننفذها للتصدي لظاهرة عمليات إطلاق النار»، مضيفا أنها بالتأكيد «تشكل تحديا لنا لكننا سنقدم ردا».

ومن جهته شدد وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان على أن إسرائيل سترد بمنتهى الصرامة ولن ترضخ للأمر الواقع، فينما قال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إن الشرطة ستعزز قواتها وتنتشر بكثافة في الأماكن الحساسة.

كما دعا «إسرائيل كاتس»، وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، فى مقابلة هذا الصباح اليوم مع راديو الجيش الاسرائيلي للرد بشكل قوى وحاسم على هذا الهجوم قائلا هذا القتل الخسيس يتطلب رد اسرائيلي عنيف.

وأشار كاتس، إلى ضرورة اصدار قرار يقضى بطرد عائلات الإرهابيين إلى غزة أو إلى سوريا، وقال: «أدعو القضاء إلى الموافقة على تشريع القانون لدرع تلك العمليات».

إجراءات تعسفية
ردا على هجوم تل أبيب، أعلنت إسرائيل صباح الخميس أنها ألغت تصاريح دخول لأراضيها كانت قد منحتها لـ83 ألف فلسطينى بمناسبة حلول شهر رمضان، بعد يوم من مقتل أربعة أشخاص فى هجوم شنه فلسطينيان أطلاقا النار عشوائيا فى تل أبيب.

وقالت الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق أنشطة الجيش فى الأراضى الفلسطينية المحتلة إنه تم تجميد كافة التصاريح التى منحت بمناسبة شهر رمضان، خاصة التصاريح المخصصة للزيارات العائلية (للفلسطينيين) من الضفة الغربية، وتم تجميد 83 ألف تصريح.

وزادت القوات الإسرائيلية اليوم الخميس من «إجراءاتها التعسفية» في محيط بلدة يطا جنوبي الخليل في الضفة الغربية، وأغلقت مداخل البلدة وكثفت من تواجدها في محيط البلدة، كما شنت قوات الإحتلال، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة اعتقال لمواطنين من عدة مناطق من الضفة والقدس، خلال اقتحامها ومداهمتها لمنازلهم.

وأغلقت قوات الاحتلال مداخل بلدة «يطا» التي شهدت الهجوم وكثفت من تواجدها كما داهمت مناطق الكرمل وخلة صالح والبركة وماعين شرق يطا، ونشرت قواتها على المداخل وعطلت حركة تنقل المواطنين.

حرب قادمة
وعلقت مجلة فورين بوليسى الأمريكية،على الهجوم الذى وقع أمس، مشيرة إلى أن حماس مستعدة لحرب جديدة مع إسرائيل، على الرغم من أن الدمار لا يزال يهيمن على قطاع غزة، إلا أن عناصر الحركة الإسلامية التى تحكمه مقتنعون أنهم مستعدون لمعركة جديدة.

ولن ترد الحكومة الإسرائيلية برد محدد، بل إن وزير الجيش الإسرائيلى السابق موشيه يعالون قال إنه لو حاولت حماس تحدى إسرائيل أو تعطيل حياة سكان المناطق الواقعة على حدود غزة، فإنها ستضرب بقوة ولن يتم التسامح مع مثل هذه المحاولات.

وتعتبر العملية أول اختبار عملي لـ«ليبرمان»، بعد أن أصبح وزيرا للجيش قبل أقل من أسبوعين، لكن الوزير الذي لم يمض على تعيينه سوى أيام قلائل، لم يكن يتوقع أن يكون الامتحان الأول له عبارة عن هجوم مسلح على بعد أمتار معدودة من مكتبه في وزارة الدفاع.