رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحماية والصيانة والتطوير


كلمات ثلاثة.. تمثل المثلث الذهبى للحفاظ على المشاريع العملاقة التى تتم على أرضنا الغالية فى عصرنا الحالى، ولا نبالغ إذا قلنا انها تحتاج للراعى الدائم والخبير المتمكن.وتتطلب اشواك القنفذ ونعومة الحية، أشواك القنفذ للحماية الدائمة فى وجه من تسوله نفسه الخبيثة للهدم والتخريب، ونعومة الحية للتعامل مع الخلايا النائمة لتقوم بمهمة لدغ كل مخرب، وأستعير هنا قول الخليفةالأموى والسياسى الداهية معاوية بن أبى سفيان «إذا كان بينى وبين الناس شعرة ما قطعت، إذا شدوا أرخيت.. وإن أرخوا شددت»، فنحن نواجه أعداء الخارج الذين يخشون يقظة العملاق، ومطلوب احتواء بعض الدول مجهولة الاتجاه حتى لا تنجذب للدول ظاهرة العداء لمصر، وخاصة دول الجوار ودول الحدود والمصالح المشتركة، فبعض هذه الدول تربطنا بها علاقات استراتيحية مهمة. ونحتاج لمنتجاتها للصناعات المتطورة.

وبالنسبة للصيانة فلابد لكل مشروع من هذه المشروعات وضع خطة صيانة دقيقة طويلة الأجل ومحددة المهام للحفاظ على الاستمرارية، حتى لا يسود الفكر العشوائى، فمشاريع كثيرة نفذت سابقا، وطالتها يد الإهمال بعد فترة قصيرة، والمعروف أن التاريخ لا يرحم أحداً، فعجلة التقدم تدوس على كل شىء فلا ننسى خطة موازية للتطوير والتحسين المستمر، وتقوم هذه الخطة على الدراسات والأبحاث المتقدمة وهذا يدفعنا إلى القول بأن يكون لكل هذه المشاريع العملاقة مراكز أبحاث ومعاهد متخصصة لإعداد الكوادر الشابة المتخصصة التى تضع الحلول السريعة لما يطرأ من المتغيرات.. ولابد من النظرة المستقبلية ووضع الميزانية الخاصة لكل كبيرة وصغيرة لمفردات المشروع وعلاج ما يطرأ من تطورات. كما أن مشروع السد العالى مازال يحافظ على رونقه وقدراته وإمكانياته فى تخزين المياه وتوليد الكهرباء رغم مرور عدة عقود على إنشائه، فيجب أن يكون نموذجاً لنا فى الحفاظ على مشاريعنا الحالية، والنظرة المستقبلية للمتغيرات المحتملة، تلزمنا تقدير الميزانية الخاصة لهذه االمتغيرات، مع تجنيب جزء من الميزانية لعلاج ما يطرأ من مشاكل، وهنا نود الإشارة إلى ما تم فى الصين، ففى عام 1964 أعلن الرئيس الصينى «شوان لاى» خطة طويل الأجل للتطوير وإقامة كيان اقتصادى صناعى متكامل مستقل لتحقيق التقدم فى الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا. واستطاعت الصين عن طريق الأبحاث التقدم فى نظامها العلمى والتكنولوجى بفضل هذه الخطة، وواصلت الصين تطوير خطتها وكانت حصيلة خطة التطوير الصينية التقدم فى مجال القنبلة الذرية وإطلاق الأقمار الصناعية عام 1994، كما حققت أكثر من 26 ألفاً من الإنجازات العلمية والتكنولوجية على المستوى المحلى ومن أهم هذه الإنجازات تكنولوجيا الليزر والطاقة المتجددة، وقد انبهر العالم بالتقدم الصينى، فأكد البعض أن الصين ستكون القوى العظمى الأولى خلال أربعة أحقاب قادمة. ولسنا أقل من الصين.