رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو.. حكاية طفلة سورية أعطاها القدر «نصف أمنية» وأخذ قدميها

صوره من الفيدو
صوره من الفيدو

لطالما تمنّت سدرة، وألحت على أبويها، زيارة روسيا، والتعرف على أطفالها، واللعب والمرح معهم، كما شاهدتهم عبر التلفاز، غير أن القدر شاء لها أن يتحقق شطر أمنيتها، حين نقلت الطفلة السورية، طائرة طبية روسية للعلاج في موسكو، فيما بقيت تندب حظها، وتبكي، إذ حُرمت من تحقيق الشطر الآخر.

أمنيتها الأولى، أي زيارة روسيا تحققت، لكنها وصلت بساقين مبتورتين، ذهبتا، وذهب معهما حلم المرح مع الأطفال الروس، تلك الفتاة التي أبكت كل من شاهدها، أو سمع قصتها، التي بدأت بقصف عشوائي لقذائف الهاون، على مدينة حلب، ما تسبب في بتر قدميها وقتلت شقيقتها الحامل وابنها.

وقالت الطفلة التى أبكت الجميع إنها عندما فاقت قامت لتنقذ ابن أختها الذى لم يتجاوز عمره أيام وقد تقطعت قدماه، إثر القذيفة، وفى هذا الوقت لم تستطع لأنها فقدت قدميها، وعندما جاء شخص لإنقاذها شاهدت أختها التى لفظت أنفاسها الأخيرة ملقاة على الأرض، وبجانبها ولدها الرضيع فى مشهد يرثى له القلوب.

أين العرب، أين المتشدقون بحقوق الإنسان، وأي حرب على الإرهاب تلك التى تفعل ما فعلته بسدرة؟ هل يمكنك أن تتمالك نفسك من البكاء، وأنت ترى الطفلة السورية سدرة، وهي تبكي حين ترى قدميها مبتورتين، وهي تردد "الجيش الحر، صراصير، وجرذان، وكلاب".

الطفلة التي بلغت من الحكمة والصبر ما لم يبلغه الكبار، بررت ما تفوهت به من ألفاظ لم يربّها أبواها عليها، فقالت في حديثها لوكالة "آنا نيوز" الإخبارية الروسية، في فيديو بعنوان "روح شوّهتها النار"، إنها وإن سمحت لنفسها بوصف عناصر "الجيش السوري الحر" بهذه التوصيفات، فإنها في المقابل لا يمكن أن تصف أحدًا غيرهم بذلك.

"أوباما لا يستحق أن يكون رئيسا لشعب، هل يمكن القبول بما حدث لي؟ ولماذا هو لا يقتل ولدا من أولاده؟ ولماذا لا يحسّ بنا، ونحن بشر مثلهم من خلق الله؟"، بهذه الكلمات خصّت سدرة الرئيس الأمريكي بالعتاب على ما وقع لها من ضرر، وناشدت ببراءة الطفولة، كل طفل روسي أن يحمل القرآن أو الإنجيل، إن كان مسلما أو مسيحيا ويدعوا الله أن يرفع عن سوريا محنتها.

ما حكته سدرة أطلعت فيه العالم على مشهد وجيز مما تعانيه سوريا وأطفالها في محنة لم يشهد أهل الشام لها مثيلا، بل ربما هي أفظع من هجمات التتار والمغول وبعدهم العثمانيين.