رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مؤتمر باريس لإحياء السلام بين فلسطين وإسرائيل.. زفاف بلا عروسين».. 30 دولة تجتمع في فرنسا لبحث حل الأزمة بين طرفين لم يحضرا.. مصر تحذر من استمرار الوضع القائم

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

فى حضور قرابة 30 دولة، وغياب طرفي المشكلة الرئيسيين، انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، أعمال مؤتمر إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويشارك في الاجتماع الوزاري الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وجامعة الدول العربية، وشركاء آخرون، دون مشاركة الفلسطينيين أو الإسرائيليين الذين يشككون في جدوى المؤتمر.

وأعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، في كلمة افتتح بها المؤتمر أن فرنسا أطلقت مبادرتها بسبب بقاء العنف والقلق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تتضمن مرحلتين، الأولى تتمثل باجتماع اليوم والثانية تأتي بعدها من خلال تشكيل مجموعات عمل، مؤكدا أن الهدف الوحيد لهذه المبادرة هو السلام، وأن الكلمة الأخيرة ستكون للفلسطينيين والإسرائيليين.

وتابع هولاند قائلا: أنا أدرك أن إسرائيل لديها شكوك يجب أن نطمئن الطرفين، «السلام يمر عبر حل الدولتين»، وشدد على أن التغيرات التي اجتاحت الشرق الأوسط تعني أن المساعي السابقة لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لم تعد ذات مغزى وينبغي أن تلعب القوى الكبرى دورا مهما في حل الأزمة.

ولفت إلى أن النقاش بشأن شروط السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ينبغي أن يضع في اعتباره المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أن المخاطر والأولويات تغيرت، وأن هذة التغيرات تجعل من الضروري إيجاد حل للصراع، ولفت الى أن الاضطرابات في المنطقة تخلق التزامات جديدة لإحلال السلام.

فيما أكد سامح شكرى، وزير الخارجية المصري خلال المؤتمر، ضرورة التزام المجتمع الدولي بما قطعه من وعود لإخراج الدولة الفلسطينية من إطارها النظري والقانوني، لتصبح واقعا ملموسا يعيشه الفلسطينيون ويتعايش معه الإسرائيليون بسلام، وشدد على أن تحقيق الاستقرار يتطلب الموازنة بين الشرعية وتوازن المصالح.

وحذر شكري، من ترديد مقولة أن الحفاظ على الوضع القائم هو السبيل الأمثل للتعامل مع قضية السلام في الشرق الأوسط في الفترة الحالية، خاصة في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات غير مسبوقة وأزمات تهدد مفهوم وكيان الدولة ذاته في المنطقة، مشيرا إلى أن عملية السلام لم تشهد ما تمر به من إغفال وإهمال على مر تاريخها منذ اتفاق أوسلو عام 1993، مثل ما تشهده حاليا منذ انتهاء جولة المفاوضات التى جرت برعاية الولايات المتحدة فى 29 أبريل 2014.

وأشار شكري إلى أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ما يمكن تحقيقه من تفاهم في المنطقة حال إيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية يحقق آمال الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، يوفر أرضية ملائمة لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة كلها.

وشدد على ضرورة أن تتعاون واشنطن وموسكو والدول الأوروبية مع دول المنطقة لتحريك هذه العملية باتجاه الحل، مشيراً إلى استعداد مصر الكامل للقيام بدورها سواء فيما يتعلق بتهيئة الأجواء الفلسطينية أو فيما يخص تفعيل مبادرة السلام العربية استنادا إلى المرجعيات الدولية، لإنشاء دولة فلسطينية على أساس حدود يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

وقبيل المؤتمر، استبق دوري جولد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بتصريحات توقع فيها مصيره بالفشل، لافتًا إلى أن إسرائيل ترغب في عملية إقليمية تشمل دولا عربية، وأضاف «نعتقد أن الدول العربية سوف تدعم مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، لذا، نفضل عملية شرق أوسطية وليس عملية يحاول شخص ما خلقها في باريس».

وتنص المبادرة على العودة إلى حدود عام 1967 بين «إسرائيل» والدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، وتحديد مدة عامين حدا أقصى أمام المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي، ومواكبة دولية لعملية السلام، مع ترك المفاوضات لـ «إسرائيل» والفلسطينيين، وورعاية المفاوضات من قبل مجموعة دعم دولية تضم دولا عربية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي.
أسباب رفض نتنياهو للمبادرة

لكن نتنياهو يرفضها، في رأي الخبراء، لانه لا يريد أن يكون هناك سابقة بأن تجري المفاوضات تحت أي أشراف أو رعاية دولية، تجنبا لأية قيود أو التزامات، وهو يحرص بان يكون الوسيط فقط محصورا بالراعي الأميركي الذي كان دوما منحازا إلى جانب وجهة النظر الإسرائيلية، ويترك الجانب الفلسطيني عرضة للضغط الإسرائيلي، بل انه طالما مارس الضغط على المفاوض الفلسطيني كي يستجيب للإملاءات الإسرائيلية.

كما انه ليس في أجندة نتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة أولوية إجراء مفاوضات والتوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية حول قضايا الوضع النهائي، وإنما الأولوية هي لاستغلال ظروف الفوضى في الدول العربية وغياب العرب عن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر، لأجل تحقيق الحلم الإسرائيلي باستكمال عملية تهويد القدس المحتلة لتكون عاصمة موحدة للدولة اليهودية.

ونتنياهو لا يريد مفاوضات تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، وإنما يريد إعلان الدولة اليهودية على كامل أرض فلسطين التاريخية، وتحويل الفلسطينيين في أرضهم إلى مجرد أقلية تحظى بالحكم الذاتي في كنف هذه الدولة، وهذا الأمر لا يتحقق إلا عبر فرض الأمر الواقع.