رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورفؤاد.. ريفييرا مصرية ولكن


أريد.. أن أعرف مع كثير من أفراد الشعب المصرى، ما المعايير التى يتم على أساسها اختيار أى مسئول لمنصب من المناصب القيادية خاصة منصب المحافظين، والذى يصبح بعد تعيينه فى منصبه المتصرف الأول فى شئون محافظته، المهم أن بورفؤاد مدينة ذات طابع خاص وصفة عالمية، كما لها أهميتها، لموقعها الفريد على قناة السويس، فهى تستقبل السفن والحاويات القادمة من أوروبا وتعبر قناة السويس ثم تتجه لقارة آسيا وأظن هذه أهمية لا ينكرها إلا جاهل أو متجاهل، وهذا الموقع الجغرافى الفريد ومناخها المعتدل وجمال بحرها ذى المنظر الرائع، وتمتعها بالهدوء تفتقر إليه كثير من مدن مصر، علاوة على أنها تتوافر بها المواد الغذائية بجميع أنواعها، من خضر وفاكهه وخلافه.

كل هذه المميزات يؤهللها أن تكون من أوائل المدن سياحية فى مصر بل المدن الواقعة على ضفتى البحر المتوسط، ولكن يبدو أنه ينطبق عليها المثل الدارج «الحلو مايكملش» فمعظم شوارع هذه المدينة تغطيها القمامة التى تتفاعل مع العوامل الجوية تفوح منها الروائح الكريهة، ناهيك عما تسببه هذه القمامة من أمراض لتراكم الذباب وما يصاحبه من حشرات ضارة وجدت ملاذاً آمناً للسكنى الدائمة ومايصاحبها من القوارض والقطط والكلاب الضالة، أما الكلاب فحدث ولا حرج، فبالإضافة لنباحها المتواصل ليل نهار وهجومها على الصغار والكبار وما يسببه هذا من أضرار، وما أدراك ما تفعله الكلاب فى ظلمات الليل البهيم، ولا أكون مبالغة فى القول: إن هناك كلباً لكل مواطن فى بور فؤاد، ولعدم وجود عدد كاف من الجراجات تسد السيارات الخاصة معظم طرق المدينة، أما المبانى التى مر عليها عدة عقود فتحولت ما يشبه المساكن الشعبية القبيحة المنظر، فسقط الطلاء عن بعض جدرانها وأصبحت مثل المريض بالبهاق.

ومن واقع خبرتى القليلة بالنواحى الإدارية، أستطيع أن أقول: أين المجلس المحلى لهذه المدينة وماذا يفعل العاملون فى برجهم العاجى، فإذا كان السيد المحافظ مشغولاً هو ومعاونوه فى التخطيط للسياسة العامة للمدينة، فلماذا لا يعسس بقية العاملين فى المحافظة فى أحياء المدينة خاصة المناطق الشعبية منها، وأقول لهم من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل. والله وحده يعلم أسباب الهدوءالذى يتمتع به سكان بورفؤاد، فرغم هذه المنغصات والمشاكل، فهم لايسارعون بالشكوى للمسئولين، ويبدو أن زرقة بحرهم واعتدال مناخهم أضفت عليهم هذا الطابع من الهدوء والسكينة. ولسان حالهم يقول الشكوى لغير الله مذلة. وسنعيد القول إنه عند اختيار أى مسئول لتولى أحد المناصب المهمة، يجب أن يقدم خطة تنفيذية واقعية لما سوف يقدمه خلال مدة بقائه فى منصبه، وأن تطبق عليه قواعد المساءلة والمحاسبة، لكى يكون عبرة لأمثاله..

 عضو اتحاد المؤرخين العرب