رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة انتخاب "رئيس لبنان".. 39 جولة برلمانية فشلت .. والأمل في الجلسة الـ40

جريدة الدستور

تستعد لبنان للجولة رقم 40 لمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية خلفًا للرئيس ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 24 مايو من العام 2014، وعقدت عشرات الجلسات البرلمانية منذ ذلك الحين، ولكن باءت بالفشل، حتي ان المواطن اللبناني توقف عن متابعة تلك الجلسات الهامة ليقينه بأن القرار لمن يصنع من داخل أروقة البرلمان.
وتأتي الجولة رقم 40 بناء على دعوة من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، عند الثانية عشرة ظهر الخميس 2 يونيو القادم.
وتحكم المحاصّة الطائفية النظام السياسي اللبناني القاضي بتوزيع السلطات بين الطوائف: "رئاسة الدولة لمسيحي ماروني، رئاسة الحكومة لمسلم سني، رئاسة البرلمان لمسلم شيعي".
ومع وجود رئيس لمجلس النواب ورئيس للحكومة وفقًأ للتقسيمة، يبقي الأمر معلقًا على وجود رئيس الجمهورية والذي يُفترض له ان يكون مسيحي ماروني، الا ان كل من تيار 8 آذار والذي يقوده حزب الله، وتيار 14 آذار والذي يقوده تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الوزراء "السني" السابق سعد الحريري لم يتفقا بعد على تسمية مرشح توافقي، وهو ما يصل بالأمر فى النهاية لعدم إكتمال النصاب القانوني داخل مجلس النواب والذي يفترض ان يقوم بإختيار الرئيس، لتنتهي جميع الجلسات كما بدأت، بلا نتيجة.
والعقبة الرئيسية التي تواجه التوصل لاتفاق تتمثل في الحصول على موافقة زعماء موارنة آخرين يسعون لشغل منصب الرئاسة، خاصة زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون وهو حليف لحزب الله، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لا يزال رسميا مرشح تحالف 14 آذار الذي يتزعمه الحريري.
وكانت قوى 14 آذار أعلنت بعيد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان دعمها لترشيح جعجع، بينما رشحت قوى 8 آذار ميشال عون، لكن نواب حزب الله وعون والكتلة التي ينتمي إليها فرنجية قاطعوا كل الجلسات التي حددها رئيس البرلمان نبيه بري لانتخاب رئيس، مما حال دون اكتمال نصاب الجلسة وإجراء عملية الانتخاب.
وتطالب قوى 8 آذار التي تقاطع معظم مكوناتها الجلسات بالتوافق على اسم الرئيس، وتطرح اسم الزعيم المسيحي ميشال عون مرشحا توافقيا. في المقابل، أعلنت قوى 14 آذار استعدادها للتخلي عن مرشحها القطب المسيحي الآخر سمير جعجع، مقابل التنازل عن عون واختيار مرشح مقبول من الطرفين، لكن التركيبة اللبنانية تجعل من الصعب جدا ايجاد هذا المرشح المثالي. ويقر النواب أنفسهم بانتظار "كلمة السر" من الخارج.
وتخلي رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري عن سمير جعجع قبيل الجلسة الـ 39 لإختيار الرئيس، وأبلغ رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية وهو أحد أركان قوي «8 آذار» دعم ترشيحه للرئاسة خلال لقاء جمعهما في باريس في تشرين الثاني الماضي.
ورد جعجع علي مبادرة حليفه الحريري بسحب ترشحه للرئاسة، وأعلن في مؤتمر صحافي عقده في 18 كانون الثاني الماضي، دعم ترشيح العماد ميشال عون، المدعوم من حزب الله، في مواجهة ترشيح فرنجية الحليف لحزب الله أيضا.
وافادت التقارير الواردة من بيروت، بأن عدد النواب الذين توافدوا إلي مجلس النواب اليوم لم يتجاوز العشرة نواب، من إجمالي عدد أعضاء المجلس النيابي البالغ 128 نائبا، في مقابل 53 نائبا حضروا الجلسة السابقة، وهي المرة الأولي التي ينخفض فيها عدد النواب الحاضرين إلي هذا الحد، في حين أن الحد الأدني لنصاب الجلسة المحدد بنص الدستور اللبناني هو الثلثان، أي 86 نائبا.
ومن جانبه وقال المرشح الرئاسي سليمان فرنجية فى تصريحات صحفية منذ عدة ايام :"عندما صنعت اتفاقا مع الرئيس سعد الحريري بقي كل واحد منا في موقعه، وأنا أحترم رأيه في المحكمة الدولية، ولن أتخطى رأيه في هذا الموضوع، ولن أقوم بأي مسألة حساسة إلا بالتنسيق معه، ولكن الحريري إنسان منفتح وأنا لا أغير قناعتي». وتابع «نحن مع إجراء انتخابات، ومع أي قانون منصف للجميع، ويجب إعطاء الوقت كي نتفق على قانون، وضروري أن تحصل انتخابات رئاسية قبل النيابية، لضرورات دستورية، وهناك حلحلة بموضوع الرئاسة من خلال المبادرة التي طرحت، ويجب أن نحاول لانتخاب رئيس، وفي حال استقالة الحكومة من سيجري استشارات».
ويؤكد العديد من المراقبين والمتابعين للشأن اللبناني ان الأزمة الحقيقية تكمن خارج الارض اللبنانينة، والقرار يصنع من الخارج، وان الملفات العالقة فى المنطقة مثل الملف العراقي السوري والايرني، وعلاقات الفوي الداخلية فى لبنان بالخارج هي المحرك الرئيس للوضع، وانه فى حال وصل الخارج لتوافق حول ازماته فإن أزمة وجود رئيس فى لبنان ستنفرج.
وفي تصريحات صحفية سابقة قال النائب دوري شمعون من قوى 14 آذار أن "الاسوأ اننا لا نخجل من شغور منصب الرئاسة. ومن أننا لم نبلغ بعد سن الرشد، ولا نزال نحتاج الى تدخل خارجي لندرك واجباتنا".
فيما عبر النائب ايوب حميد من كتلة حركة امل حليفة حزب الله عن اسفه للوضع اللبناني بقوله:"من المحزن اننا اعتدنا ان يكون هناك في الخارج من يمون علينا. يبدو اننا لا نزال ننتظر هذه المونة المستبعدة لان الغير مشغول بحاله".
وحسب التقارير فإن سوريا وإيران تدعم قوى 8 آذار والتي يتزعمها حزب الله اللبناني، بينما تحظى قوى 14 آذار بدعم السعودية والولايات المتحدة وفرنسا.