اتفاق مصري - صيني لإنشاء مدينة متكاملة للصناعات النسجية

أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن إنشاء مدينة متكاملة للصناعات النسيجية بمثابة خطوة هامة، نحو عودة مصر لموقعها الرئيسي كدولة رائدة ومحور إقليمي للصناعات النسيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتا إلى أنه تم تخصيص 306 أفدنة - بما يعادل 2ر1 مليون متر مربع - بمنطقة المطاهرة الصناعية، بمحافظة المنيا لإنشاء مدينة الصناعات النسيجية.

وأضاف خلال لقائه بوفد حكومي ورجال أعمال صينيين، برئاسة زاو ينجزن، نائب رئيس المجلس الصيني للصناعات النسيجية، أن الحكومة المصرية، وخاصة وزارة التجارة والصناعة، تولي اهتماماً كبيراً، بهذا المشروع الضخم وتلتزم بدعمه، لافتا إلى أن الصناعات النسيجية تسهم بنحو 3% من الناتج القومي الإجمالي، وتستوعب حوالي 2ر1 مليون عامل ومهندس - أي حوالي 30% من العمالة الصناعية في مصر، وكذلك أن حصة صناعة النسيج من الصادرات الوطنية غير البترولية يبلغ 16%، بقيمة 6ر2 مليار دولار.
وأوضح قابيل، أن مصر تمتلك مقومات وخبرات واسعة في مجال صناعة الغزل والنسيج، كما يؤهلها موقعها المتميز ومنظومة الاتفاقيات التجارية المرتبطة بها مع العديد من الدول والتكتلات الاقتصادية إلى نفاذ صادراتها لأسواق الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بما ينعكس إيجاباً علي تحسين وضعها على خريطة صناعة الغزل والنسيج العالمية.

وقال الوزير، أن إنشاء المدينة الجديدة يسهم بشكل مباشر في تحقيق استراتيجية الوزارة لتطوير صناعة الغزل والنسيج، كما تسهم في دفع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الأقل نمواً من خلال جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، لافتا إلى فرص جذب المزيد من الاستثمارات الآسيوية، في مجال الصناعات النسيجية نظراً لارتفاع تكلفة الإنتاج الصناعي بقارة الصفراء، وأهمية تلك الصناعة التنافسية بما يسهم في دعم الاقتصاد القومي.
ومن جانبه، قال زاو ينجزن، نائب رئيس المجلس الصيني للصناعات النسيجية، إن بلاده تولي اهتماماً كبيراً بالصناعات النسيجية، كما أن لديها ميزة تنافسية عالية في هذا المجال ،مشيراً إلى استعداد الصين تقديم الدعم للحكومة المصرية للنهوض بهذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن زيارة الوفد الصيني للقاهرة، من شأنها زيادة التعاون المشترك بين الجانبين في مجال الصناعات النسيجية، مؤكدا سعي الشركات الصينية لتوسيع نطاق عملها خارج حدود الصين، بما يزيد من فرص زيادة الاستثمارات الصينية في مجال الصناعات النسيجية بالسوق المصري.

وشهد اللقاء توقيع اتفاق إطاري بين المجلس الوطني الصيني للصناعات النسيجية والملابس، والمجلس المصري للصناعات النسيجية، يستهدف وضع الخطوات التنفيذية لإنشاء مدينة الصناعات النسيجية بمحافظة المنيا، كما استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال صناعة الغزل والنسيج والأفق المستقبلية لهذه الصناعة الهامة في مصر.

وبدوره، قال محمد قاسم، نائب رئيس المجلس المصري للصناعات النسيجية، إن الاتفاق الإطاري يأتي في ظل التنسيق المشترك بين حكومة البلدين لإنشاء مدينة الصناعات النسيجية، متضمنة كافة مراحل الصناعات النسيجية، سواء كانت (غزل، نسيج، صباغة، ملابس جاهزة، مفروشات).

ونوه قاسم إلى أنه سيتم توقيع اتفاق آخر، خلال المرحلة المقبلة، يضم المجلسين، والهيئة العامة للاستثمار، ويتضمن الاستفادة من الخبرات الصينية المتعلقة بصناعة الغزل والنسيج، مبينا أهمية الصين كأحد كبريات الدول المصدرة للمنتجات النسيجية في العالم، بحصة سوقية تبلغ 40% وكذا جذب المزيد من الاستثمارات الصينية للعمل بهذا المجال.
وأشار قاسم إلى انه سيتم تشكيل لجنة تسيير مصرية - صينية مشتركة، لمتابعة إنشاء المدينة، والتنسيق بين رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين في كلا البلدين.