رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سباق الأمتار الأخيرة يشتعل.. ألغام في طريق كلينتون إلى «ولاية الحسم».. هل تكون كاليفورنيا رصاصة الرحمة في صدر «ساندرز» أم سيقلب العجوز الطاولة على رأس منافسته الجريحة؟

ساندرز و هيلاري
ساندرز و هيلاري

رغم التعقيدات الحسابية أمام حملته، لم يرم بيرني ساندرز، الفوطة، في حلبة الصراع، أمام منافسته هيلاري كلينتون، على حسم المقعد الديمقراطي، للانتخابات النهائية، المؤدية إلى البيت الأبيض، خاصة بعد فوزه الأخير، في ولاية «أوريجن»، والذي جاء بعد تفوقه في ولاية فرجينيا الغربية، ليثبت أنه منافس خطر.

ورفض ساندرز الرضوخ لمعادلة وقوف هيلاري كلينتون على خطوات قليلة، من حصد الـ2383، مندوبا المطلوبين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، حيث تحتاج كلينتون إلى 92، مندوبا فقط لحسم ترشيح الحزب، بينما رفع هو رصيده إلى 1528 في مقابل 2291 لكلينتون.

كاليفورنيا ولاية الحسم
وفى ظل المعركة الطاحنة، تبقى ولاية كاليفورنيا القادمة، هى رصاصة الرحمة فى صدر ساندرز، أو الصفعة القوية على وجه كلينتون، وبداية التهديد الحقيقى لها،حيث تضم أكثر من 400 مندوب، تحتاج منهم كلينتون 92 فقط، لكن ساندرز، سيحتاج حسابيا إلى الفوز بنسب تأييد تتجاوز 70%، في بقية الولايات للّحاق بها.

حتى الآن فاز ساندرز فى: "آلاسكا، كولورادو، هاواي، ايداهو، كنساس، ماين، ميشيجن، مينيسوتا، نبراسكا، نيوهامشر، اوكلاهوما، رود آيلاند، يوتا، فيرمونت، ولاية واشنطن، ويسكونسن، وايومينغ، وفيرجينيا، وأوريجن، فيما فازت كلينتون فى: ألاباما، أريزونا، أركنسو، كارولاينا الشمالية، كارولاينا الجنوبية، كونيتيكت، ديلاوير، فلوريدا، جورجيا، ايلينوي، ايوا، لويزيانا، ماريلاند، ماساشوستس، ميزوري، ميسيسيبي، نيفادا، نيويورك، اوهايو، بنسلفانيا، تينيسي، تكساس، فرجينيا، جزر ماريانا الشمالية، ارخبيل ساموا، كنتاكي.

البحث عن دماء جديدة
حسابيًا، ربما يرى البعض أن كلينتون حسمت الأمر، لكن الواقع يشير إلى أن كلينتون لا تزال على المحك، إذ أنها في نظر الكثيرين، ليست إلا نسخة مكررة، من إدارة أوباما، الذي عملت نائبةً له، ووزيرة لخارجيته، ومن ثم فإن الناخبون يتطلعون بشكل أكبر للثعلب العجوز، الذي يرونه في صورة المجدد، حيث يحظى برنامجه الانتخابي يبشعبية كبيرة بين الشباب.

وفي المقابل، يعتبرون رسالة كلينتون يائسة، حيث تقول «لا تستغرقوا في الأحلام»، في حين يبشر ساندرز بثورة سياسية، ويتبنى في برنامجه تأسيس نظام الرعاية الصحية والتقليص، في الفوارق بين الرواتب ورفع الأجر الأدنى المضمون، ورفع ضرائب الأثرياء، ويعد بمجانية الدراسة في الجامعات، ويبدو أن خطابه التقدمي يستهوي جانبا من الناخبين الديمقراطيين المتضررين من الأزمات الاقتصادية، وخاصة ضحايا أزمة الرهن العقاري في 2008.

تصريحات الفحم
حين قالت كلينتون إنها تريد الحد من الوظائف في قطاع المناجم، وإغلاق شركات التنقيب عن الفحم، كان لهذه الجملة الصغيرة وقع كبير في المنطقة، إذ أعلن ثلث الناخبين، غضبهم إزاء تلك التصريحات، ومع أن كلينتون اعتذرت بعدها وألمحت إلى أن تصريحها أسيء فهمه، إلا أنها لم تنجح في إقناع العديد من سكان هذه الولاية التي يعتمد عدد كبير من الأسر فيها منذ أجيال على الفحم.، وهو ما لن يقتصر تأثيره فقط على ولاية فرجينيا التى خسرتها بالفعل، وإنما ربما يمتد لولايات أخرى، خصوصًا أنه يعكس طريقة تفكيرها بشكل عام.

الأموال المشبوهة
أموال كلينتون، هى الأخرى تثير الشبهات، فقبل فترة وجيزة من بدء حملتها، قالت إنها كانت هي وزوجها «مفلسين تماما»، عندما تركا البيت الأبيض، وإذا كان الأمر كذلك، فلابد أن ثروتهما تعافت بسرعة هائلة، فمن المعتقد أن ثروة بِل وهيلاري كلينتون تتجاوز 100 مليون دولار أميركي، وكل هذه الثروة جمعت منذ غادرا البيت الأبيض، وأغلبها من خلال الرسوم الفلكية التي يحصلان عليها مقابل إلقاء المحاضرات والأحاديث.

وقد استغل آل كلينتون شهرتهما ونفوذهما لبناء ثروتهما، وليست المشكلة في الكيفية التي جمعا بها أغلب أموالهما بل تكمن المشكلة في من دفعها لهما، ففي حين عَقَد بِل كلينتون صفقات تجارية مع بعض الشخصيات الدولية المشبوهة، جمعت هيلاري قدرا كبيرا من ثروتها من خلال إلقاء الخطب أمام شركات وول ستريت، التى أثارت غضب جماهير عريضة نظرا لتسبب هذه الشركات في إحداث أزمة الركود العظيم عام 2008، وكان هذا بمثابة هدف مثالي لساندرز الذي ركز على حقيقة مفادها أن كلينتون حصلت على 675 ألف دولار أميركي مقابل ثلاثة خطابات ألقتها في مناسبات تخص بنك جولدمان ساكس.

رسائل البريد الإلكتروني
تعتبر قضية الرسائل الإلكترونية، من أبرز القضايا التي تؤرق كلينتون، خصوصًا أن مكتب التحقيقات الاتحادي «إف بي أي»، مع مساعدين لها في قضية استعمالها بريد إلكتروني شخصي، لدى تلقيها رسائل مصنّفة سرّية، وكان يجب أن تبقى محمية وبالأحرى أن يتمّ تبادلها من خلال العنوان الرسمي لها في وزارة الخارجية عندما كانت وزيرة بين العامين 2009 و2013، ومن المقرر أن يجري تحقيقات معها خلال الأسابيع المقبلة.

ويطارد كلينتون كذلك، تحقيقات بنغازى، حيث يتهمها الجمهوريون بأنها أرادت التملص من التحقيق البرلماني حول تلك الهجمات التي وقعت فى سبتمبر 2012، وقتل فيها 4 أمريكيين بينهم السفير الأمريكي في ليبيا، كما تتهمها حملة ترامب بالمسؤولية عن حرب العراق العام 2003 فهي واقفت على طلب جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي في حينه بإعطائه تفويض الحرب.