رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام الإسرائيلي يفتح النار على رئيس الوزراء بعد تعيين «ليبرمان» وزيرًا للحرب: نتنياهو رد على مبادرة «السيسي» يوضع إصبعه في عينيه

جريدة الدستور

تشهد إسرائيل عاصفة سياسية على خليفة إعلان الاتفاق على الائتلاف الجديد، وضم حزب «إسرائيل بيتنا» للحكومة، وتعيين أفيجدور ليبرمان وزيرًا للحرب خلفًا لوزير الدفاع موشيه يعلون الذي تمت إقالته، هو المفاجأة التي قلبت الأمور، ولاقت ردود فعل عنيفة من قبل الكتاب والمحللين والشارع الإسرائيلي بوجه عام.

ومن المتوقع أن يتم استكمال الاتفاق بين حزب الليكود الحاكم، وحزب "يسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان، حتى يتسنى عرضه على الكنيست ، وبذلك ستتحرر الحكومة الحالية من الأغلبية الضيقة، التي ترتكز عليها، لتصبح أغلبية من 67 نائبا من أصل 120 نائبا، وهي أغلبية قادرة على أن تضمن لنتنياهو الاستمرار في حكومته، حتى يوم الأخيرة، وفق القانون، أي حتى عام 2019.

وقال «موشيه يعلون»، الذي أعلن استقالته من وزارة الدفاع والكنيست الإسرائيلي، إن «عناصر متطرفة وخطيرة» أصبحت تهيمن على إسرائيل، وكذلك حزب الليكود، وهزت دعائم البيت الوطني وهددت من فيه بالأذى.

كما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إيهود باراك»، حكومة نتنياهو في أعقاب الاستقالة «المدوية» ليعلون، واصفا الحكومة الإسرائيلية أنها تعاني بداية نزعات فاشية، واصفا إقالة يعلون بأنها «عملية التطهير» تدق ناقوس الخطر للجميع.

من جانبه، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، إسحاق هرتسوج، وزير الدفاع الإسرائيلي المستقيل، موشيه يعلون، للانضمام إلى كتلة المعسكر الصهيوني، التي تمثل تيار المعارضة لحكومة نتنياهو.

وقال هيرتسوج، إن إسرائيل بحاجة إلى حكومة يقودها أشخاص يتسمون بالمسئولية، معتبرا أن نتنياهو سكرتير في حكومة يقوم أشخاص من اليمين المتطرف، من أمثال أفيجدور ليبرمان ونفتالي بنيت، بتحريكها.

من جانبها، قالت تسيبي ليفني وزيرة العدل السابقة وشريكة هرتسوج في "المعسكر الصهيوني" في تصريحات لصحيفة "هآرتس" إنه في الوقت الذي اقترح فيه الرئيس السيسي مبادرة للسلام مع الفلسطينيين، نتنياهو قام بوضع إصبعه في عينيه بتعيين ليبرمان في هذا المنصب".

فيما حذر المحلل يوسي يهوشع، في مقال في صحيفة "يديعوت أحرونوت" من تعين ليبرمان، قائلا :"ما الثمن الذي سيكون لهذا التعيين"، مشيرا إلى أن الجيش ليس ملعب تنس، وإذا لم يفهم ليبرمان المخاطر والمسؤولية في هذا المنصب، فإن جهاز الأمن سيكون غارقا في مشكلة".

بينما أفاد المحلل العسكري رون بن يشاي، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن نتنياهو يخاطر بالأمن القومي بصورة غير معقولة بتعيينه ليبرمان وزيرا للدفاع، مضيفا أن القرار يتسم بعدم المسؤولية باستبدال "وزير خبير" قادر على ترجيح الرأي ولديه رؤية استراتيجية، بوزير ليس لديه أي خبرة أمنية، وطبيعته غير متوقعة، سيضطر إلى اتخاذ قرارات ربما تحسم مصيرنا جميعا منذ الثانية الأولى التي سيدخل فيها إلى المنصب.

فيما قال الكاتب الإسرائيلي "كيوفال ديسكن" في مقال له بـ"يديعوت أحرونوت" تحت عنوان " نهاية البداية أم بداية النهاية": إن ليبرمان لا يملك تجربة أمنية ولم يسبق له أن أرسل أي جندي الي المعركة ولم يسبق له أن تحمل مسؤولية اتخاذ القرارات ، وعندما نرسل أبناءنا إلى الجيش والى الحروب، نريد أن يكونوا في أيدي أمينة وصاحبة تجربة، وهذه الأيدي ليست أيدي ليبرمان.

بينما قال الكاتب "شمعون شيفر"، أن دخول ليبرمان إلى وزارة الدفاع يشكل نوعا من الاختبار الذي لم يسبق له أن جربه حتى اليوم ، فوزير الدفاع يقف في قلب الجهاز الحساس، الأكثر شمولا وتأثيرا على حياة الإسرائيليين، وبقدر كبير على ما يجري في الشرق الأوسط أيضا، وسيطلع على أكثر اسرار الدولة كتماناً.

وقال "دان مرغليت" في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، يأتي ليبرمان محملاً بالديون العامة والسياسية لممارسة القوة غير المحدودة، وسيكون لديه دافع خطير للانجرار إلى معارك على مستوى غير متوازن، فقط كي يثبت أنه يمكنه أن يفي بوعوده عملياً.

من جانبه قال جدعون ليفي في مقال له بصحيفة "هاآرتس"، لقد حدث شيء ما في إسرائيل محظور الاستخفاف به ولو للحظة، مجرد الاقتراح على ليبرمان بأن يكون وزير الدفاع، هو رفع علم أسود لم يسبق أن رفع مثله، وتجاوز لخط احمر لم يسبق أن تم تجاوزه.

بينما قال "آفي يسسخروف" المحلل السياسي للشئون العربية بموقع "واللا" الإسرائيلي إن "يعالون" يعتبر بالنسبة للكثيرين في دول المنطقة شريكا استراتيجيا حقيقيا للحفاظ على النظام الإقليمي، مشيرا إلى أن تعيين ليبرمان المتشدد المعروف بتصريحاته المعادية لمصر والدول العربية، و الذي اقترح تصفية إسماعيل هنية القيادي بحركة حماس، ومحو قطاع غزة، ودعا في السابق لقصف السد العالي، قوبل بصدمة كبيرة في رام الله والقاهرة.

كذلك علق "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بصحيفة "هاآرتس"قائلا: "اقترح عبد الفتاح السيسي تدفئة العلاقات وحصل في المقابل على تعيين ليبرمان الذي اقترح قصف السد العالي".

وتابع:"يبقى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني البؤرة الوحيدة التي مازال بالإمكان اعتبار مصر فيها دولة مؤثرة، فهي لم تتدخل تقريبا في الحرب في سوريا، وتبدد التحالف العربي الذي أرادت تشكيله لمواجهة نشاطات تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا وداخل أراضيها بعدما أقامت السعودية التحالف السني.