رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصاد القمح.. والحصاد المر


فى اليوم الذى كان يجب أن يفرح فيه شعب مصر كله بعدد المشاريع التى تم تنفيذها فى وقت قياسى، ونجاح زراعة القمح وحصاده فى واحة الفرافرة، ولأول مرة على مياه الآبار، وهذا الحصاد بجانب ما يضيفه من اعتماد مصر على نفسها فى الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، ويتوقف تلقى المعونات من القمح «من اللى يسوى واللى ميسواش» فزراعة القمح لها عدة جوانب أخرى أكثر أهمية، فليس فقط لسد فجوة الغذاء وتوفير العملات الصعبة التى تدفعها مصر لشراء القمح من الخارج من هنا وهناك، بل الأهم من ذلك بكثير، هو أن تمتلك مصر حرية اتخاذ القرار بعيداً عن الشرق والغرب، ورغم هذا النجاح الاقتصادى نجد فئة قليلة ممن يتشدقون بالحرية والنضال واشعال أزمة بين وزارة الداخلية ونقابة الصحفيين، لكى يلف هذا الدخان بلا نار أركان المعمورة كلها، ويشيع أن مصر ضد الحريات وتكمم الأفواه وتسجن الأحرار، وتبدأ جمعيات حقوق الإنسان تكيل الاتهامات لمصر، ورغم أن مصر تشهد كل أنواع الحروب، والتى لم تشهد مثلها طوال تاريخها الطويل، حروب ظاهرة وخافية،وفتن ومؤامرات مدفوعة الدولارات، ويتمنى جميع المصريين أن تكون حادثة اعتصام الصحفيين آخر الحروب ولو أننى أشك فى ذلك،ويجب أن يعرف الدانى والقاصى أن مصر مثل تمثال أبو الهول، صامد فى وجه الجميع، رغم مرور القرون والعصور، ومهما حاول البعض تلطيخ وجهه فان قليلاً من مياه النيل، كفيلة بإعادته إلى رونقه وأصالته. وإذا كان قد تحقق هدف من أهداف الذين استغلوا أزمة الصحفيين والداخلية، حيث جاء فى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس السيسى يرأس نظاماً عديم الكفاءة، مشيرة إلى إرسال وزارة الداخلية مذكرة عن طريق الخطأ تهدف إلى وقف النقد الصحفى من قبل وسائل الإعلام، بما فى ذلك تعليمات بعدم الاعتراف بالاخطاء ووقف التغطية المتعلقة بتعذيب وقتل الطالب الإيطالى «ريجينى».

لقد حققت الجريدة الأمريكية أكثر من أغراض كارهى مصر، وأشارت بطريقة خفية إلى أن قتل الإيطالى «ريجينى» تم بأيدٍ مصرية، فليفرح كل صحفى معتصم فى النقابة بهذا الإنجاز العظيم!!!

وإذا أجرينا حصراً لجرائم الإرهاب فالملاحظ أنها لا تحدث إلا بعد أى إنجاز يتحقق على أرض الوطن، ويصاحبها ارتفاع أصوات من يسمون أنفسهم بالمعارضة ويدعون أن الحرية مكبلة رغم مايكتب فى صحفهم، والشباب فى السجون، وينكرون ما تتمتع به مصر من أمان افتقدناه منذ عقود، وبكل الوسائل يحاول هؤلاء شد مصر إلى الخلف وبالمعنى الشعبى المتداول «ضرب كرسىفى الكلوب»، ونقول للمخربين ومحرضيهم، الكلاب تنبح والقافلة تنجح، وأن الأحداث الجبانة التى يرتكبها الخونة لن تعرقل سير القافلة.

 عضو اتحاد المؤرخين العرب