رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آثارنا .. حقل تجارب للنصابين العالميين!!


إلى د. خالد العنانى - وزير الآثار - الآن بدأ الأمل يملأ قلوبنا نظراً لتصريحاتك الإيجابية عن آثارنا التى يعبث بها نصابون عالميون يدور فى فلكهم «شلة» من أبناء جلدتنا للأسف الشديد فحينما تابعت بعض المؤتمرات التى يحضرها أجانب مثل المدعو نيكولاس ريفز.. تشاءمت إلى حد «القرف».. لذا أقول لك: «لايغرنك ما يُشاع بأن ما يُقام من مؤتمرات يحضرها مثل هذه النماذج المشبوهة هى دعاية إيجابية لنا.. بل على العكس تماما.. حيث يراها الخبراء دعاية مضادة لمصر وآثارها.. ليه ؟؟.. لأنك تعلم -كما نعلم أيضاً-بأن آثارنا التى تملأ قطعه النادرة متاحفالعالم.. ليست بحاجة إلى دعاية من هذا النوع.. خصوصاً أنها تُدرس فى مدارس ومعاهد وجامعات العالم أجمع.. وذلك لما له من قدسية علمية وثقافية وحضارية فريدة فى أذهان كل الشعوب».

من هذا المنطلق أقول: «شر البلية ما يُضحك».. إزاى؟؟!!.. عندما تابعت التصاريح المتضاربة لوزيرى آثار سابقين هما: د. زاهى حواس ود. ممدوح الدماطى حول اللغط الدائر حالياً عن وجود مقبرة للملكة المصرية الشهيرة «نفرتيتي» خلف مقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون - بحسب ادعاءات «ريفز» - تذكرت كلام «حواس» عندما قال:» إن هذا «الريفز» نصاب ولا تمت أبحاثه للعلم بأى صلة.. لا من بعيد أو من قريب».. مؤكداً أنه «خلال وجوده كأمين عام للمجلس الأعلى للآثار أو كوزير للآثار.. لم يسمح له بالعمل فى هذا المجال نظراً لعلاقاته المشبوهة بمافيا الآثار أولاً ولعدم كفاءته ثانياً «.. ده كلام جميل خاااالص.. طيب «الدماطى» بقى له رأى تانى مخالف لـ«حواس».. فقد ادعى أن «الكشف الرادارى أكد وجود مقبرة نفرتيتى خلف الملك الشاب.. والكلام ده معناه أنه و«ريفرز» النصاب متفقان على ذلك!!.

د. خالد عنانى كان له رأى محترم لابد وأن نشيد به مجدداً.. حيث أكد مراراً وتكراراً انه مع نتائج البحث العلمى.. وضد أى كلام مرسل فى هذا الموضوع أو غيره.. مشدداً على أنه «لن ولم يسمح بثقب مقبرة الملك الذهبى تحت أى مزاعم إلا بعد التأكيد العلمى وبنسبة 100% أن خلفها فعلاً مقبرة أخرى».. وده موقف محترم يُحسب لـ»عنانى».. أما الرأى العلمى للدكتور عباس محمد عباس - ممثل معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان - فجاء صادماً تماماً لإدعاءات «الدماطى».. قال إيه بقى عمنا «عباس»؟؟.. ده أكد إنه «يستحيل للمسح الرادارى أن يكشف عن أخشاب أو عظام «المواد العضوية»!!.. معنى ذلك أنه بهذه الشهادة العلمية لمتخصص مثل «عباس» يمكننا طرح السؤال التالى: على أى أساس ولصالح من يساند «الدماطى» ادعاءات وكذب النصاب «ريفز»؟؟!!.

ما يثير القلق والدهشة حول هذا اللغط أيضاً.. هو التحول المفاجئ فى موقف «حواس» لتراجعه عن أقواله السابقة التى أكد فيها استحالة وجود مقبرة لنفرتيتى فى هذه المنطقة بسبب رفض كهنة آمون لهذا الأمر.. وبعدها قال: «لكن لو تمت الاستعانة برادار إنجليزى أو أمريكى عوضاً عن الرادار اليابانى الموجود حاليا والذى يعطينا نتائج باللغة اليابانية وهى لغة غير مفهومة.. لربما صحت هذه المعلومات» !!.. طيب نصدق مين ونكذب مين بقى ؟؟!!.. على أى حال هناك من قرن هذا التحول بانتقاد «الدماطى»اللاذع لـ «حواس» عندما قال له: «لقد سبق لك أن قمت وغيرك بـ»ثقب» هرم خوفو الأكبر دون أن يعترض طريقك أى أحد.. والآن تأتى لتعارضنى على ثقب مقبرة توت عنخ آمون»؟!.. وهناك أيضاً من فسر تراجع «حواس» وقبوله بفكرة ثقب المقبرة محل الخلاف لانضمامه إلى فريق العمل المكلف بالمهمة !!.. والسؤال الواجب طرحه فى هذه الحالة هو: هل سيوافق «عنانى» على تنفيذ فكرة هذا النصاب بمباركة معاونيه ؟؟!!.. هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة.. وبعدها سيكون لنا كلام آخر.

كل إللى سبق ده «كوم».. وشبهة اشتراك عضوين من الجمعية الجغرافية الأمريكية ضمن فريق المسح الرادارى المتوقع لمقبرة توت عنخ آمون «كوم» تانى.. ولمن لايعرف فإن هذه الجمعية تتعامل مع آثارنا بطريقة غير محايدة على الإطلاق –بشهادة خبراء الآثار-وقد سبق أن وقعت اتفاقيات سرية مع مسئول سابق عن الأثار تلاعبت بموجبها فى نتائج تحليل فحص المومياوات الفرعونية وتحديداً من الأسرة الـ»18» لأسباب أصبحت مكشوفة و«مفضوحة» للجميع!!.. الله - الله - الله عليكم يا وزراء آثارنا.. حاجة تفرح بصحيح والنبى.. وماله.. اعملوا فينا كل اللى نفسكم فيه.. ما هو مفيش حد فاهم حاجة!!.

بصراحة بقى.. وبدون لف أو دوران وتزويق فى معانى كلام لا يودى ولا يجيب.. سأذكر واقعتين متشابهتين ومكملتين لاستمرار هذا النصب العالمى باسم آثار مصر.. الأولى كانت لامرأة يونانية الجنسية تُدعى «ليانا سيولفاترى».. هذه المرأة استطاعت أن تخترع كذبة ولا كذبة ابريل عندما اقنعت د. عبد الحليم نور الدين - أمين المجلس الأعلى للآثار آنذاك-أن مقبرة الإسكندر الأكبر موجودة فى مكان «ما» بمنطقة «سيوة».. على الفور أخرج لها «نور الدين» التصريح اللازم بالحفر.. وقدم لها كل ما يلزم من مساعدات.. ثم أشاعت هذه النصابة فى وسائل الإعلام العالمية المختلفة عن مشروعها العبثى الذى لا يستند إلى أى معلومات علمية.. فهرولت وسائل الإعلام وفى مقدمتها الجمعية الجغرافية الأمريكية التى يمتلكها ملك الإعلام العالمى «روبرت ميردوخ» للتسجل مع النصابة وتصوير مكان الحفر مقابل أموال باهظة وضعتها فى حسابها من الإعلام والمتبرعين على السواء.. وكان من الواضح جدا أنها لم تكن «تلعب» بنا وحدها.. بل كان يقف خلفها مافيا عالمية بتسهيلات داخلية مكنتها من «ضربنا على قفانا».. إذ اتضح فيما بعد كذب ادعائها.. وحينها كانت فضيحتنا بـ «جلاجل».. واسألوا «د. نور الدين» كيف كان «منظره» حينها ؟؟!!.

الواقعة الثانية كانت لنصاب أخطر وألعن يُدعى «أندريو فيتكيفتش»» - أستاذ علم نفس بولندى الجنسية- افتكس هو الآخر افتكاسة «هبلة» أوى علشان يجمع له كام مليون دولار.. وليه لأ وقد سبقته فى ذلك النصابة اليونانية التى جمعت مئات الملايين من الدولارات بنفس الأسلوب؟!.. ملخص الحكاية أن هذا الدجال ادعى وجود سراديب أرضية تمتد من محافظة الفيوم إلى منطقةالأهرامات بمحافظة الجيزة».. وحينما سألوه عن معنى هذا الكلام وفائدته؟.. قال لهم: «لابد من عمل حفائر فى هذا المكان وكشفها حتى ننقذ العالم كله من الدمار الشامل المتوقع حدوثه فى أى وقت من عالم 2012» !!.. وفات 2012 وبعده 2013.. وحتى الآن لاحدث دمار شامل ولا يحزنون.. ومع أن هذا الأفاق «لا له فى الطور ولا فى الطحين».. إلا أنه استطاع - بشكل أو بآخر - أن يُجند بعض ضعاف النفوس ممن نأتمنهم على آثارنا وعلى رأسهم د. علاء الدين شاهين - عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة!!.. والأغرب من كده بقى يا حضرات أن أستاذ علم النفس حصل على تصريح بالحفر ممهوراً بتوقيع أمين عام سابق للمجلس الأعلى للآثار.. طب إزاى؟؟!!.. ولسبب أو لآخر سرعان ما تدارك هذا المسئول تلك «الورطة» لشىء فى نفس يعقوب.. فقام بسحب الترخيص على الفور!!. حكايات ولا ألف ليلة وليلة بتاع شهريار وشهرزاد !!.