رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مخطط صهيوني في منابع النيل».. سر طلب إسرائيل «صفة مراقب» في الاتحاد الأفريقي.. زيارات نتنياهو لدول حوض النيل بداية تكوين تحالف مع دول القارة السمراء

نتنياهو
نتنياهو

إسرائيل تستهدف التأثير على القرار الأفريقي والتدخل فى اختصاصات دول حوض النيل
                                             *** 
اللقاءات المكثفة - ما تم منها وما هو مقرر خلال الفترة المقبلة - بين قادة إسرائيل ودول أفريقيا، توحي بأن مخططًا صهيونيًا، يحاك لشغل الفراغ المصري في القارة الأفريقية، خصوصًا وأنه يعتبر العمق الاستراتيجي للقاهرة، وهو ما يبدو جليًا في تصريح نتنياهو خلال حفل إطلاق تكتل سياسى جديد فى الكنيست لتعزيز العلاقات الإسرائيلية - الأفريقية، مؤخرا، حين قال: «إسرائيل عائدة إلى أفريقيا، وأفريقيا عائدة إلى إسرائيل، أن ذلك يحدث بصورة كبيرة».

نتنياهو قال ذلك، في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة «فيننشال تايمز»، إنه يعتزم القيام بزيارة وصفتها بأنها رفيعة المستوى، إلى 4 دول، هى: إثيوبيا، وأوغندا، وكينيا ورواندا، وتبدأ مطلع يوليو المقبل، مشيرة إلى أن إسرائيل تتجه لتكوين تحالف مع دول أفريقيا.

المثير في الأمر، تلك الزيارة التي قام بها المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دورى جولد، إلى جنوب أفريقيا، وهي الأولى التى يقوم بها مسئول دبلوماسى إسرائيلى فى رتبته منذ 10 سنوات، حيث تعتبر جنوب أفريقيا البلد الأم لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على تل أبيب.

وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن الكيان الصهيوني قام ولأول مرة بتعيين ملحق عسكري في الدول الإفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية قوية به، وهي إثيوبيا، أوغندا، كينيا، رواندا، مضيفه أن نتنياهو وضع خطة لإقامة تحالف بين إسرائيل وإفريقيا، يضم الدول سالفة الذكر، على أن يتم تفعيلها خلال جولته في القارة السمراء الصيف المقبل.

تكتمل الصورة، بتجديد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، رغبة بلاده فى عضوية الاتحاد الأفريقى بصفة «مراقب» من أجل تعميق الحوار والعلاقات بينها وبين دول القارة الأفريقية، وذلك خلال لقائه الاثنين، وزير خارجية ساحل العاج، عبد الله مابرى، بمدينة القدس المحتلة.

هذه ليست المرة الأولى، التى تطلب فيها إسرائيل مثل هذا الطلب، ففى فبراير الماضى طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، خلال لقاء جمعهما في القدس المحتلة، أن يكون لإسرائيل مراقب في المجلس الإفريقي، الذي يجمع معظم دول القارة، مثل المراقب الفلسطيني، كما طلب نتنياهو من الرئيس الكيني تغيير أنماط التصويت الإفريقي في المنظمات الدولية.

يحاول الكيان الصهيوني أن يستعيد موقعه، بعد أن فقده على يد ليبيا، التي رفضت منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، الذي تشكل على أنقاض منظمة الوحدة الإفريقية التي تفككت في 2002، وكانت إسرائيل عضوًا فيها.

المحلل السياسي منصور عبد الوهاب، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، يقول فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إنه بحصول إسرائيل على صفة مراقب، يمكنها الاحتكاك والتباحث بصورة مباشرة مع الدول الأفريقية كاملة، فى مكان واحد، دون السفر للتباحث مع كل دولة على حدة، لكن هذه الصفة لا تمكنها من التصويت أو المشاركة فى اتخاذ القرارات.

وأضاف منصور، إن إسرائيل تربطها علاقات طويلة الأمد مع القارة الأفريقية، فهذه العلاقات ليست وليدة اللحظة، فهى تريد أن تحل محل جامعة الدول العربية، أو بالأخص الدول البترولية فى القارة السمراء، كما أن هذه الدول لها تمثيل دبلوماسي فى إسرائيل، تستهدف تل أبيب منه، التأثير بشكل غير مباشر على القرار الأفريقي.

منصور يؤكد أن إسرائيل تستخدم هذه الدول كذراع للتأثير على مصر والدول العربية الأخرى، مشيرا إلى أن زيارات نتنياهو المقبلة تهدف إلى توطيد العلاقات على المستوى الدبلوماسي والعسكري والمخابراتي.

وحذر الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، من خطورة حصول إسرائيل على صفة مراقب، حيث يؤكد أنه تكمن في أن إسرائيل تسعى للتدخل فى اختصاصات دول حوض النيل التى تربطها علاقات مع مصر فيما يخص الأمن المائي.

وتابع في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن تواجد إسرائيل فى أفريقيا يعرف بما يسمى "الوجه الأخلاقى للسياسة الإسرائيلية فى القارة الأفريقية»، مشيرا إلى أن السر وراء هذا الطلب هو التواجد فى قلب دول حوض النيل.