رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تتغير سياسة أمريكا تجاه إيران بتغير رئيسها؟

داعش
داعش

"داعش" هي التهديد الأقوى للولايات المتحدة أما إيران فيمكن التفاوض معها".. هكذا بدت سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي تنتهي ولايته خلال أشهر، تجاه الملف الإيراني الدولة العدو الأول للولايات المتحدة منذ عقود.

حيث وُقع في عهده الاتفاق "النووي الإيراني" بين إيران ومجموعة 5+1 في يوليو من العام الماضي والذي بموجبه تم رفع العقوبات المفروضة على إيران، وبعدها بأشهر قليلة أطلقت إيران يدها في سوريا بحجة محاربة داعش حيث نشر الحرس الثوري الإيراني خمسة عشر ألف جنديّ في سوريّا، وقام قاسم سليماني، رئيس فيلق الحرس الثوري الإيراني، بعد ذلك بزيارةٍ إلى موسكو بهدف تنسيق التدخّل العسكريّ الروسيّ في سوريا، كما أرسل 2500 جنديّ إضافيّ من الحرس الثوري إلى سوريا.

ذلك الاتفاق لم يكن هو التغيير الوحيد في سياسات أمريكا تجاه إيران حيث صرح أوباما في الفترة الأخيرة في مقابلة مع مجلة "ذي اتلانتيك" في منتصف مارس أن "المنافسة بين السعودية وإيران والتي ساهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سوريا والعراق واليمن، تدفعنا إلى أن نطلب من حلفائنا ومن الإيرانيين أن يجدوا سبيلا فعالًا لإقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر، مضيفًا أنه عليهما تعلم مبدأ التعايش معًا والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام" وهو ما أثار سخط دول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية التي أبدت قلقها الشديد تجاه التحول الأمريكي.

وعلى الرغم من سعي أوباما لطمأنة الخليج على أمنه إلا أنه لم يصف إيران بالإرهابية أو التي تهدد الأمن القومي الأمريكي كما وصف داعش.

فقد أكد دنيس روس، المسؤول البارز في ثلاث إدارات أميركية سابقة، أن إدارة باراك أوباما لديها "مفهوم ضيّق" للقوة العسكرية الأميركية و لا تشارك دول المنطقة رؤيتها حول حجم التهديد الإيراني.

وبحسب صحيفة الحياة" اللندنية" فإن روس أرجع التباعد بين أوباما ودول الخليج بأن هذه الدول ترى "أولوية في التهديد الإيراني بينما أولوية أوباما هي داعش". وقال: اذا شعرت دول مجلس التعاون بأن في إمكاننا فعل المزيد لاحتواء إيران والتصدي لما تطوره في المنطقة من صواريخ باليستية وغيرها، فسيسهل ذلك علينا الأمر بزيادة دورها في الحرب ضد داعش.

وتعتبر الولايات المتحدة على أعتاب اختيار رئيس جديد لها في الانتخابات المقررة في نوفمبر القادم والتي اقترب حسم المتنافسين بها بين دونالد ترامب، مرشحًا عن الحزب الجمهوري، هيلاري كلينتون مرشحة عن الحزب الديمقراطي وتبدو سياسة المرشحين مختلفة عن أوباما تجاه الملف الإيراني
حيث صرح ترامب بأن أول ما سيفعله حال وصوله إلى سدة الحكم هو إلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي اعتبره الاتفاق الأفشل والأسوأ في تاريخ بلاده ولكنه في الوقت نفسه قال إنه على المملكة العربية السعودية أن تدفع الأموال لأمريكا إن أرادت الحماية من إيران.

وعلى الرغم مما تبدو عليه عدائية تلك التصريحات لإيران إلا أن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف قلل من أهمية تلك التصريحات، مؤكدًا أن الإدعاءات المطروحة خلال فترة الحملات الانتخابية الأمريکية، ينبغى عدم أخذها على محمل الجد.

وأضاف أن الاتفاق النووى يفرض التزاما قانونيا على الإدارة الأمريکية، ولا صلة له بمن يکون فى البيت الأبيض لأنه إلزام قانوني.

وبحسب ما كتبه جيريمي شابير، العضو السابق بدائرة تخطيط السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية في موقع "فوكس"، فإنه بينما يرى الإيرانيون ترامب “مجنونًا” في عدد من القضايا، إلا أنهم يفضلون التعامل معه فيما يخص الاتفاق النووي، عن التعامل مع خصم أكثر دهاء.

ولفت إلى أن هناك آخرين يفضلون فوز المرشح الرئاسي الأمريكي، عن أي شخص آخر بالرئاسة، مشيرًا إلى أن من يسمون أنفسهم بـ”المعتدلين” في إيران يفضلون أيضا الرئيس ترامب على المرشحة هيلاري كلينتون.

وتابع قائلًا، إنهم يرون المزايا التي يقدمها ترامب أقل وضوحًا، إلا أن المنطق الذي يطرحوه مختلف تمامًا وفي الوقت ذاته مثيرًا للاهتمام، فهم يرون أن ترامب سيتيح لإيران فرصا أفضل لاستعادة مكانتها في العالم.

أما المرشحة المنافسة هيلاري كلينتون فتعهدت هيلاري كلينتون بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي في حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة.

وعلى الرغم من إعلانها أن الاتفاق النووي الإيراني خطوة مهمة وأنها تدعمه إلا أنها حذرت من أن النظام فى طهران يمثل تهديدا رئيسًا للولايات المتحدة.

وقالت "حتى لو تم الاتفاق لاتزال لدينا مشاكل مع إيران".." إنها الراعي الرئيسي في العالم للإرهاب، فهي تستخدم وكلاء مثل حزب الله لزرع الفتنة وخلق التمرد لزعزعة استقرار الحكومات.. إيران تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل".

وأشارت كلينتون إلى أن النجاح الأمريكي على صعيد الملف النووي الإيراني لن يثنيهم عن العمل مع شركائهم لكبح جماح "العدوانية الإيرانية المستمرة".