رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجهلاء وسيرة سيد الأنبياء


للأسف الشديد لقد اعتلى الجهلاء منبر الكتابة التاريخية فى بعض الصحف المصرية، شخصيات تجهل المنهج الصحيح للتاريخ، وتركز عندما تريد استعراض معلوماتها، على سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجاته، ويتم التركيز بصفة خاصة على زواجه من مارية القبطية، ولبس هذا النفر ثوب المستشرقين وضرب بقلمهم فى تشويه الإسلام والسيرة النبوية، واذا كان هذا النفر من المتطفلين على التاريخ والمؤرخين يجهلون كيفية الكتابة التاريخية، ومعرفة أن الخطوة الأولى فى هذه الكتابة أن يكون المؤرخ لديه حاسة النقد يفرق بين الغث والثمين، فإذا سقطت هذه الصفة عنه أصبح كالبغباء يحكى ويردد ما يسمع، ويفعل كما فعل المستشرقون فكان الإسلام ورسوله أهم الموضوعات التى درسوها وسلطوا عليها الأضواء لبث سمومهم مستعينين ببعض المراجع المشكوك فى صحتها، لتشويه الإسلام وبث الفتن ببن المسلمين وتركوا المبادىء الإسلامية السامية ثم ركزوا على الرسول وتعدد زوجاته، ويورد أحد المراجع الموثوق بها،أن تعدد الزوجات والرقيق لم تلق من مسائل الإسلام مثل ما لاقته دراستهم بالذات من طعن المستشرقين فى الإسلام لبث سمومهم وتفرقة الجماعة الإسلامية. وحاول أحد الصحفيين استعراض عضلاته فى الكتابة التاريخية ويكون من فطاحل المؤرخين المسلمين، وارتدى الثياب المستشرقية ولاك سيرة زوجات الرسول واختص زواجه من «مارية القبطية» دون غيرها من الزوجات، ونسى أنه عند كتابتنا للتاريخ يجب أن لا نحكم بنظرة القرن الحادى والعشرين على ما حدث فى القرن السادس الميلادى، ونتمسك ببعض الحكايات ونترك الحقائق، وهذا ليس من التاريخ فى شىء، ومن المعروف أن نظام الرقيق كان سائدا فى إمبراطوريات العالم القديم، كما أن الإسلام حرم الرق، وإذا كان الرسول قد تزوج من مارية القبطية، ليشرع للمسلمين بعد أن أحل الإسلام زواج المسلمين من أهل الكتاب حتى تحل المحبة والألفة بين البشر جميعا.

وأريد أن أقول لمن يردد الكلام عن مارية القبطية وابنها ابراهيم، هذا ليس بجديد فقد كتبت هذا الكلام إحدى الكاتبات منذ عقدين من الزمان، وتكلمت عن مارية القبطية وأختها سيرين وعبدهما «مايور» هدية المقوقس للنبى محمد ورحلتهم للمدينة، ثم زواجها من الرسول ومعاملة زوجاته لها، ومعاداة عائشة وحفصة رضى الله عنهما لها وفصلها فى منطقة العالية التى تقع جنوب شرقى المدينة، وإنجابها لإبراهيم ووفاته وشكت أيضا عن سبب هذه الوفاة، أليس هذا كلام طبق الأصل مكرر يردده من أفلسوا فى كتابة الموضوعات الجادة، ويبدو أن الهجوم على الإسلام ونبيه، عبارة عن موجات متلاحقة تدفعها أيد خفية تريد النيل من المسلمين وتفرقتهم، وتظهر هذه الخزعبلات فى أوقات المناداة بتصحيح الخطاب الدينى، وعند استيقاظ الشعوب والسير فى طريق النهضة.

 عضو اتحاد المؤرخين العرب