رياح «الربيع العربي» تعبر المحيط إلى أمريكا الجنوبية.. إقصاء رئيسة البرازيل و2 مليون استمارة تمرد على رئيس فنزويلا.. ومظاهرات ضد أنظمة الأرجنتين وبيرو وبوليفيا وتشيلي

عبرت رياح «الربيع العربي»، مياه المحيط الأطلسي، قادمة من الشمال الأفريقي، بعد أن اقتلعت أنظمة مستبدة من جذورها، باتجاه أمريكا الجنوبية، حيث أثارت شهية الشعب اللاتيني نحو تغيير حكامه، وهو ما بدأ يؤتى أكله، بعد قرار البرلمان البرازيلي الخطير، الذي صدر اليوم بحق الرئيسة ديلما روسيف.

إقصاء رئيسة البرازيل
صوت مجلس الشيوخ البرازيلي، الخميس، بالأغلبية على وقف الرئيسة ديلما روسيف عن العمل لمدة 180 يوما، إلى أن يتم محاكمتها بتهمة التلاعب بالحسابات العامة، بعد تظاهرات بعشرات الآلاف، في شوارع البرازيل، للمطالبة برحيل الرئيسة ديلما روسيف، في ظل الأزمات الاقتصادية وموجة الركود التي وصفت بالأسوأ في أمريكا اللاتينية.
وصدر القرار بموافقة 55 عضوا من أصل 81 على محاكمة روسيف، وعارض 22 عضوا القرار، وتستعد روسيف لترك منصبها وتسليم السلطة إلى نائبها ميشيل تامر إلى حين صدور الحكم النهائي بشأنها.

«الرئيسة المعزولة» تتحدى
لكن الرئيسة المعزولة، علّقت على قرار البرلمان قائلة: «لا يوجد ما يدينني، ولا شبهة تقوم ضدي بشأن اختلاس المال العام، ليس لدي حسابات في الخارج، ولا أخفي على الشعب أية ممتلكات شخصية، وسابقى في منصبي حتى إتمام فترتي الرئاسية».
وأشار المكتب الإعلامي لحزب العمال إلى أن الزعيمة اليسارية، ستلقي خطابًا قبل مغادرتها القصر الرئاسي، ودعا الحزب نوابه وناشطيه إلى التجمع أمام قصر الرئاسة تحت شعار «لن نقبل بحكومة غير شرعية».
واتهمت المعارضة "روسيف"، بارتكابها جريمة مسؤولية، بعدما حملت المصارف الحكومية أعباء النفقات العامة لإخفاء العجز الكبير في الميزانية في 2014، بعد إعادة انتخابها، وفي عام 2015، وافقت على مراسيم بنفقات إضافية دون الحصول على الموافقة المسبقة من البرلمان.
وواجهت حكومة «روسيف» احتجاجات واسعة في يونيو 2013، كان رفع أسعار تذاكر النقل العام شرارتها، وفي 20 يونيو، نزل إلى الشوارع نحو 800 ألف متظاهر، في أول خطاب لها، وعدت "ديلما" بميثاق كبير لتحسين الخدمات العامة، ولاحقًا دعت إلى استفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية لإجراء "إصلاح سياسي".
وأقام مؤيدو رئيسة البرازيل، حواجز مشتعلة وقطعوا الطرق في عدد من المدن بشتى أرجاء البرازيل احتجاجا على محاولات مساءلتها بهدف عزلها من منصبها.

إسقاط النظام في فنزويلا
وفي فنزويلا خرجت مظاهرات بالآلاف، مساء الأربعاء، بعد دعوة من المعارضة لمطالبة السلطات الانتخابية بتسريع إجراءات تنظيم استفتاء عام على اقصاء الرئيس «نيكولاس مادورو» عن السلطة.
ودعت المعارضة التي تشكل أغلبية البرلمان أنصارها إلى التحرك، أمام مكاتب المجلس الوطني الانتخابي في كل منطقة، فيما قامت قوات الأمن بقطع الطرقات في العاصمة «كراكاس» ومناطق أخرى لمنع مرور المتظاهرين.
وقال رئيس الجمعية الوطنية «هنري راموس الوب»، خلال تظاهره وسط أنصاره،: إن التعبئة تهدف الى فرض احترام الارادة الشعبية بلا تأخير.

2 مليون استمارة «تمرد»
ويقوم المجلس الوطني الانتخابي، بالتدقيق في مليوني توقيع سلمتها المعارضة لإجراء هذا الاستفتاء - استمارة تمرد- للمطالبة باستفتاء حول بقاء الرئيس.
وأكد «انريكي كابريليس»، أحد أكبر قادة المعارضة الفنزويلية، أن تحرك المواطنين سلمي ودستوري وديموقراطي من اجل المطالبة باستفتاء لاقصاء الرئيس،ودعوة الموقعين على استمارات - تمرد- لتأكيد خيارهم شخصيا عبر وضع بصماتهم، خلال فترة خمسة أيام.
ومن جهتها اتهمت الحكومة الفنزويلية المعارضة بتزوير عدد من التوقيعات التي جمعتها لإطلاق عملية الاستفتاء، مؤكدة أن هذا التصويت لا يمكن أن يجري هذه السنة، محذرةً أنها ستطلب من المجلس الانتخابي وقف العملية اذا حدثت اعمال عنف او فوضى.
من جهة أخرى وفي حوادث منفصلة، جرت عمليات نهب لمحلات لبيع المواد الغذائية مع ازدياد الاستياء الشعبي من أزمة نقص المواد في الأسواق.
ومن المنتظر حال مصادقة المجلس الوطني الانتخابي، على صحة التوقيعات التي جمعتها المعارضة، أن يطلب من المعارضة جمع 4 ملايين استمارة تمرد في غضون ثلاثة أيام، بما يعادل 20 % من الناخبين لتنظيم الاستفتاء.

الأرجنتين تشتعل
وفي الأرجنتين نظم الآلاف مظاهرات احتجاجة على سياسة التقشف وخفض الإنفاق التي يتبناها الرئيس «موريسيو ماكري» قبل أيام، بعد ان فقد 100 ألف عامل وظائفهم في القطاعين العام والخاص منذ تولي "ماكري" مقاليد الحكم في البلاد.
وقال الرئيس الأرجنتيني، إن الإجراءات الصعبة ضرورية للنهوض مجددا بالاقتصاد الأرجنتيني المتضرر.
وفي ذات السياق طالبت محكمة أرجنتينية التحقيق فى اتهامات بالكسب غير المشروع ضد رئيسة البلاد السابقة «كريسيتنا فرنانديز كيرشنر»، والتي تركت منصبها فى ديسمبر الماضى إلى جانب اتهامات أخرى بغسيل الأموال والتغاضى عن مخالفات فى البنك المركزى أثناء رئاستها.
وردت الرئيسة على الاتهامات قائلةً: هذا بلاغ من سياسى معارض، ضدي وابني لاتهامي بالإثراء غير المشروع وتزوير وثائق عامة تتعلق بإحدى الشركات الشهيرة، وسيقرر القاضى قبول الاتهام وفتح التحقيق من عدمه.
وأثارت دعوات محاكمة الرئيسة السابقة، ردود افعال غاضبة وسط مؤيديها الذين خرجوا في تظاهرات حاشدة قالوا إنها تلاحق قضائيا من قبل حكومة جديدة عازمة على الانتقام منها.

بيرو.. مؤامرة ضد الشعب
وفي بيرو، تظاهر الآلاف من المواطنين وسط العاصمة ليما، لمطالبة اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية باستبعاد «كيكو فوجيموري»، وهى متصدرة السباق، بعد أن استبعدت اللجنة اثنين من منافسيها.
وقال المحتجون إن هناك مؤامرة تحاك ضد الشعب باستبعاد المرشحين من أمام «فوجيموري»، بهدف وصولها إلى كرسي الحكم، رغم أنها ابنة الرئيس السابق «ألبرتو فوجيموري» المحبوس حاليا باتهمات شراء الأصوات.
واستبعدت اللجنة الانتخابية «جوليو جوزمان» أقوى منافسيها من السباق بسبب عدم التزام حزبه بالإجراءات الانتخابية وهو الإجراء الذي وصفه بأنه تزوير يهدد شرعية الرئيس القادم.

تشيلي وبوليفيا
ووقعت مشادات عنيفة الأربعاء في العاصمة التشيلية سنتياغو خلال مظاهرة للطلبة احتجاجا على مشروع إصلاح قطاع التعليم، حيدث دعا للتظاهرات أكبر نقابة طلابية في التشيلي، وسرعان ما تحولت إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن التي استخدمت الغازات المسيلة للمدموع وخراطيم المياه كما اعتقلت عددا من المتظاهرين.
وخرجت مظاهرات لذوى الاحتياجات الخاصة، فى مدينة لاباز عاصمة بوليفيا، للمطالبة بزيادة دعمهم المادى والمعنوى، ونظم المحتجون مسيرة من جميع المدن باتجاه العاصمة لاباز استمرت أكثر من 35 يومًا قاطعين مسافة تقدر بأكثر من 400 كيلومتر.