رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كارثة نووية تهدد الشرق الأوسط».. هل يكرر مفاعل ديمونا الإسرائيلي سيناريو «هيروشيما وناجازاكي»؟.. الذعر يجتاح تل أبيب وأعضاء الكنيست يطالبون بفتح تحقيق عاجل

جريدة الدستور

لا صوت يعلو فوق صدى الخبر الصادم الذي هزّ أرجاء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بشأن وجود 1537 خللاً في مفاعل «ديمونا» النووي، الذي يعود إلى عام 1963، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعًا بين أوساط السياسيين الإسرائيليين، عامةً وأعضاء "الكنيست" خاصة، الذين طالبوا بمناقشة العواقب الأمنية لهذا الخلل في أسرع وقت.

وأبدى مائير كهانا، عضو الكنسيت عن حزب «هناك مستقبل» انزعاجه الشديد من هذا النبأ، مطالبًا بفتح اللجنة التنظيمية النووية وهيئة الطاقة الذرية، بفتح تحقيق عميق، وعرض كل النتائج على الرأي العام، دون إخفاء شيء، لأن الأمر بالغ الخطورة ولا يحتمل السرية، حسبما نشر موقع «روتر» الإسرائيلي.

وتفيد تقارير علمية وصور أقمار اصطناعية بأن ديمونة قد دخل في مرحلة الخطر الاستراتيجي بسبب انتهاء عمره الافتراضي، وهو ما يظهر في تصدعه وتآكل جدرانه العازلة، بسبب قدمه، كما أن أساساته تشققت، وهو ما يهدد بكارثة نووية ضخمة، قد تحصد أرواح ملايين الضحايا.

من جانبه، أكد عضو الكنيست عن الحزوب الصهيوني، ياعل كوهين، أن الأضرار الناجمة عن الخلل في المفاعل تمثل مصدر قلق كبير وتُثير تساؤلات جدية حول سلوك لجنة الطاقة الذرية، مطالبا بالتواصل مع رئيس اللجنة الذرية للحصول على معلومات حول حالة المفاعل.

وانتقد عضو الكنيست عن القائمة المشتركة، دوف حنين، سياج السرية الذي تفرضه إسرائيل حول المفاعل، قائلا إن «إسرائيل دائما ما تتبع سياسة الغموض فيما يتعلق بالقضايا النووية، ونحن لا نريد معرفة قدرة إسرائيل النووية، ولكن نريد فقط معرفة مهمة المفاعل»، وطالب بتشكيل لجنة خبراء بعيدة عن هيئة الطاقة الذرية لاستعراض حالة المفاعل، وتقديم تقرير وافٍ بشأنه للكنيست.

واستنادا إلى التقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية الفرنسية والروسية التي نشرتها مجلة «جينز أنتلجنس ريفيو» المتخصصة في المسائل الدفاعية والصادرة في لندن عام 1999، فإن مبنى المفاعل يعاني أضرارا جسيمة بسبب الإشعاع النيتروني، الذي يُنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله قابلا للتصدع، وهو ما أثار ذعر عضو الكنيست، ميخال روزين، الذي حذر من التراخي في التعامل مع الأزمة قائلا: «لا يجب أن ننتظر حتى تقع الكارثة».

جدير بالذكر أن العديد من التقارير والأبحاث أكدت أن هناك احتمالا قائما بقوة لتكرار كارثتي هيروشيما وناجازاكي في الشرق الأوسط، وأبرزها ما نشره معهد ليفانت للدراسات، بشأن تآكل البنية المعدنية التي تغلف المفاعل بسبب مستوى الإشعاعات العالي بحسب الخبير النووي الأميركي «هارولد هارو» والذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أي لحظة، تأسيسًا على وثائق من داخل المفاعل، وكذلك صور التقطتها طائرة تجسس روسية في العام 1985م، تعطي دلالات على حدوث تسرب إشعاعات كبير.

وكان المفاعل تعرض لعدد من الانفجارات التي تؤكد خطورة الوضع فيه، منها واقعة انفجار 14 ديسمبر 1966، التي تسترت إسرائيل على تفاصيلها، وفي عام 1982، وقع انفجار في المفاعل نتيجة لتسرب الهيدروجين، وفى مطلع التسعينات اندلع حريق كبير في المفاعل وتعطيل لفترة طويلة ولم يعلن أيضا عن تفاصيل الحادث.

وبدأ بناء مفاعل ديمونة 1958 بمساعدة فرنسية، ثم تم افتتاحه 1962 وله قدرة كبيرة على إنتاج البلوتونيوم بمقدار 9 كجم سنويا، بحيث تكفي لإنتاج قنبلة ذرية بقوة تفجيرية قدرها 20 كيلو طنا، وهي نفس القوة التفجيرية للقنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة ناجازاكي اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.