رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وائل خورشيد يكتب ..."الشعوب المصرية الشقيقة".."صنافير وتيران" و"الأقصر وأسوان"

جريدة الدستور

بدايةً ولأني مواطن مصري، وأعي كيف يفكر العقل المصري، ينبغي علي أن أوضح أن عنوان المقال لا يعني بالضرورة أنني صاحب مخطط يهدف لتقسيم الشعب المصري، كما أنني لست على علاقة بالفنان علي الحجار صاحب أغنية "إحنا شعب وإنتوا شعب" و حتى ليس هذا هو المعنى الذي أقصده.. وجب التنويه قبل التلويح. فأذرع الشك تطال القاصي والداني.

لنخوض فى موضوع المقال ..

كعادتنا نزأر لعدة أيام في بعض الأوقات كلما صادفنا حدث يحتاج منا معركة كلامية، فتجدنا يثبت كل منا للآخر بكل الطرق والبراهين أننا لا نفقه شيئا في هذا الموضوع وإنما فقط دافعنا ومحركنا هو الرغبة في الحديث، والوطنية الزائدة، وربما الزائفة.
جزيرتا "صنافير وتيران" هما محور حديثنا اليوم، وقبل عدة أيام كان الطالب الإيطالي ريجيني، وقبلها أمناء الشرطة وقبلها ... وقبلها .. .

انقسمنا هذه المرة لعدة شعوب شقيقة، تتحاور وتتجادل لكنها وكما علاقة الأخوة العربية، اتفقت على ألا تتفق ولا تحسم. هناك شعب يرى أحقية مصر في الجزيرتين، وآخر يري أنهما سعوديتين، وثالث يفكر بشكل استراتيجي في العائد المادي "البسمتي" من الأمر، في حين أن الاتفاقية قد وقعت وتنتظر موافقة البرلمان، والتي لولا أنها ستصيب "عين" الاتفاق بالعوار، لما كان قد نظر.

"ما علينا" ..

لنخطو خطوة أخرى فى صلب الموضوع، يبدو أن الرئيس السيسي حينما قال "أنا بحس إن الناس لاعارفة حاجة ولا فاهمة حاجة" والتى ألقاها على آذان الشعوب المصرية الشقيقة كانت لها حكمة ودلالة وبعد نظر وضح جليًا الآن. ولكن هنا أمر آخر هنا إذا كنا نعى أن المواطن "مش فاهم حاجة" فكان ينبغى على الحكومة أن تكلف نفسها مشقة وعناء محاولة شرح الأمر للمواطن، و بصفتي مواطن مصري حتي النخاع عقدت النية أن الهدف من ذلك هو دفع النظام لنا دفعًا للجدل ثم الجدل حتى يغلق ملف "امسك فاتورة" وغلاء الأسعار، وقضية الطالب الإيطالى "ريجيني".

ولكن الرئيس كان قد صرح أيضا في نفس المرة التي تحدثت عنها في الفقرة السابقة بقوله: "ماتسمعوش من حد تاني .. اسمعوا مني أنا بس" وحتى الآن مازلنا ننتظر أن نسمع قصة جزيرتي "صنافير وتيران، من الملكية للفقدان"، ويكفينا ملخص لا نحتاج من الرئيس عدة محاضرات، ويجب أن أؤكد أننا لن نستمع سوى له.

وأما عن الجين المصري وأفاعيله التي ارتكبها بحقي، إذ جعل وسواسي يراودني، لماذا لا أضع فكرتي ونظريتي الخاصة في قضية صنافير وتيران، وبعد عمل دؤوب قررت أن أدلوا بدلوي.

تذكرت قول أحد الصالحين من المصريين والذي لا أذكر اسمه الآن حينما قال إننا "ملوك الحلول الوسط"، وبعد جلسات استماع وقراءة لما قيل وكتب، وصلت لقناعة مفادها أن الجزيرتين ليستا مصريتين ولا سعوديتين وهذا حوار تاريخي يطول شرحه.

وبدر في ذهني تساؤل يحمل فى باطنه الحل .. لماذا لا تتنازل السعودية لمصر عن تيران وتتنازل مصر للسعودية عن صنافير إذ إن إحداهما أقرب لنا والثانية أقرب لهم؟ في هذا الحال نكون قد وزعنا العائد الاقتصادي على البلدين، وقسمنا البحر نصفين، وأسكتنا ألسنة الحاقدين والحاسدين.

وسؤال آخر سببه حيرتى فى أمر جزيرتي "صنافير وتيران" اللتين تذكراني بالعلاقة بين محافظتي "الأقصر وأسوان" فاسمهما دومًا مقترن ببعض رغم أنهما محافظتان مختلفتان، الرابط الوحيد بينهما أن كلتيهما مصريتان، ودومًا يشد الرحال من المحافظات الأخرى إليهما طلبًا للسياحة والتنزه، حتى أن البعض يظن أنهما جزيرة واحدة، وبالمثل فى حالتنا هنا، لماذا يجب أن تؤخذ الجزيرتين معًا في سلة واحدة؟ فإذا كان الجواب لتوحيد الإدارة، فالحل متاح، لتمنح السعودية لمصر حق إدارة وانتفاع عن جزيرة صنافير لتكون إدارة الجزيرتين موحدة، وأيضا بصفة مصر ذات مصلحة أكبر لتأمين المرور من قناة السويس، وبذلك تكون الأزمة قد انفرجت.

ولأننا والسعودية أشقاء ومصلحتنا وأمننا القومي متصل وبدافع الأخوة بيننا، تتكفل السعودية ببناء الجسر البري بيننا وبينهم للتجارة والمنفعة، مقابل توزيع العائد والتأمين.