رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب تكسير العظام..لصالح مَن؟؟


سيادة الرئيس.. الشعب يأمل فيك كل الخير منذ أن كنت تخاطبه برسائل يفهمها أيام كنت وزيراً للدفاع.. وثق فيك واختارك له رئيساً دون غيرك.. فكنت بحق نعم الرئيس.. جولاتكم الخارجية وجهودكم الداخلية طمأنت الجميع أنك كنت ومازلت الرجل الأنسب لهذه المرحلة.

حذرنا وسنظل نحذر من خطورة الفساد والفاسدين والمفسدين على مقدرات الشعب الذى ثار فى 25 يناير ليسترد حقه المسلوب من جماعة المصالح بعيداً عن المخطط الغربى «القذر» الذى استغل هذه الثورة البريئة عن طريق جماعة الغدر والخيانة..وناشدت وغيرى كل شرفاء مصر الحفاظ على مكتسبات ثورة 30 يونيو من نفس الجماعة تماشياً مع وثيقة تسليم وتسلم السلطة من عدلى منصور إلى السيسى.. والتى تنص على : «باسم الشعب..صاحب السيادة ومصدر السلطات ومفجر ثورة يناير وما حملته من طموحات.. ويونيو المكملة لها التى صوبت المسار واستعادت الوطن..وتنفيذا للاستحقاق الثانى لخريطة الطريق..وبناء على قرار اللجنة العليا للانتخابات باعلان فوز عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية»..وبناء عليه تسلم الرئيس سلطة البلاد وحررت هذه الوثيقة فى 6 يوينو 2014..وبذلك أصبح الرئيس ملزماً بتحقيق آمال الشعب فى «العيش.. والحرية..والعدالة الاجتماعية.. والكرامة الإنسانية»..ولن تتحقق هذه المطالب فى ظل حرب «تكسير العظام» الدائمة حاليا من جماعة المصالح و أنصارها.. سواءً من بقايا الحزب الوطنى المنحل.. أو من معدومى الضمير فى جميع مؤسسات الدولة.. أو من المتاجرين بالدين أو بعض النخب الموالين لهم وللغرب .

سيادة الرئيس..لابد من تطبيق قانون «من أين لك هذا» على الرءوس التى أينعت منذ عهد مبارك وللآن..وكله بـ«القانون»..مش نطبقه على رجال الأعمال وبس؟؟.. لأ..ونطبقه كمان على موظفى الدولة الذين نشروا الفساد وسهلوه للفاسدين..فمثلاً يجب أن نسأل كيف حصل أحد رجال الأعمال من الدولة على مساحة ٢٠ كيلو متراً فى خليج السويس بخمسة جنيهات للمتر.. وبعد فترة انتزع عقداً من محافظ السويس يعطيه الحق فى تقسيم وبيع هذه المساحة رغم أنه لم يسدد سوى ١٠٪ فقط من ثمن الأرض!!..ونعرف كمان من المسئول الذى سهل له هذه الصفقة..وتخيلوا أن نفس الرجل –بحسب ما تم نشره فى الصحف حصل على ٥٠٠ فدان فى محافظة مرسى مطروح.. وثمانية ملايين متر فى شرم الشيخ بسعر دولار واحد للمتر من هيئة التنمية السياحية.. و١٥٠٠ متر فى مرسى علم.. وسبعة ملايين متر حصل عليها بحق الانتفاع.. و٦٠٠ فدان فى زمام محافظة ٦ أكتوبر.. و١٧ ألفاً فى شرق العوينات.. هذا غير امتلاكه عشرات القطع غير المعروفة فى المدن الجديدة!!.

رجل ثان كان صديقاً للمخلوع شخصياً ورفيق دربه فى سلاح الطيران.. استطاع بقدرة قادر بعد تقاعده من الخدمة، وفى بداية تولى صديقه للسلطة أن ينشىء مجموعة شركات برعاية وتوصية المخلوع.. سرعان ما احتكرت استيراد الذرة الأمريكية وتسبب فى زيادة أسعارها وإصابة الثروة الداجنة بالكساد.. ولم يتوقف هذا الأخطبوط.. بل إنه احتكر استيراد القمح المميز وتخزينه ضارباً عرض الحائط بالقوانين وحقوق الشعب.. المخلوع ساعده أيضاً على عمل توكيل ملاحى - خدمى للسفن العملاقة والتخليص الجمركى.. وهذا الإجراء أدى بالطبع إلى غلق أبواب الشركات المنافسة!!.. ولم يكتف هذا الملياردير بما حققه بل سمح لابنه باغتصاب «٢٥٠٠» فدان من أراضى الدولة بالمخالفة للقانون فى وادى النطرون.. وهى القضية التى أطاحت بوزير الزراعة وربما كانت السبب الرئيسى لإنهاء خدمات وزارة المهندس إبراهيم محلب أيضاً !!

رجل ثالث بدأ حياته موظفاً عادياً فى إحدى الدول العربية.. وفى لمح البصر أصبح مليارديراً يمتلك جرائد وفضائيات.. طبعاً بعدما تعرف على مسئول كبير فى وزارة الإسكان أيام الوزير محمد إبراهيم سليمان.. وقيل عنه إنه يمتلك طائرة خاصة الآن يصاحب بها الرئيس فى معظم رحلاته الخارجية!!.. وليته - والرئيس يتمنى ذلك- يتبرع بتكلفة هذه الرحلات لصندوق «تحيا مصر».

نضيف إلى القائمة السابقة نموذجاً ليس بالأخير طبعاً.. أطلق عليه رجل الأعمال الذى «لا يقهر» فى مصر.. ولم لا، وهو أحد رجال المخلوع الذى ضرب بكل قوانين البناء عرض الحائط وتربح عن طريق مسئول وزارة الإسكان «إياه» ملايين الجنيهات.. فى بورتو مارينا وبورتو السخنة وشارع التسعين وأكتوبر و.. قيل أيضاً عن هذا الرجل إنه لا أحد كان يعرف عنه أى شىء قبل أن يعمل فى العقارات وينشئ المنتجعات السياحية والمدن الجديدة والمشاريع العملاقة.. هذه النماذج وغيرها الكثير اشتروا أرض الشعب بملاليم من معدومى الضمير فى الجهات الحكومية وباعوها بالمليارات.. ادعوا - كذباً وافتراء- أنهم اشتروها للزراعة لكنهم سقعوها وحولوها إلى منتجعات ومدن سياحية.. أرض العياط التى استولت عليها الشركة المصرية - الكويتية والتى تبلغ حوالى ٢٦ ألف فدان خير دليل على ذلك!!..كل هذا الفساد «كوم».. ومشروعات محطات المياه والصرف الصحى «كوم» تانى.. المسئولون عن هذه القضية أهدروا ٨٠ مليار جنيه على الدولة فى خطوط ومحطات لم تعمل حتى الآن رغم مرور ٨ سنوات على موعد تسلمها.

سيادة الرئيس.. الشعب يأمل فيك كل الخير منذ أن كنت تخاطبه برسائل يفهمها أيام كنت وزيراً للدفاع.. وثق فيك واختارك له رئيساً دون غيرك.. فكنت بحق نعم الرئيس.. جولاتكم الخارجية وجهودكم الداخلية طمأنت الجميع أنك كنت ومازلت الرجل الأنسب لهذه المرحلة.. سيادة الرئيس.. إن النماذج السابقة وغيرها ممن اغتصبوا أموال الشعب دون وجه حق لا يجب أن يفلتوا بجرائمهم من المحاسبة.. الشعب الآن يطالبك باسترجاع حقوقه السليبة من اللصوص.. نعلم أن المسئولية صعبة وكبيرة.. لكنك بفضل الله ومساندة شعبك لقادر على حملها..ولننظر إلى تجربة الرئيس الروسى «بوتين» مع رجال الأعمال الروس..لقد انتزع منهم ثروات وأراضى الدولة بالقوة..بل وأجبرهم على دفع الضرائب المستحقة عليهم دون هوادة..لذا أؤيد ما ذهب إليه بعض أساتذة القانون الرافضين للتعديلات التى تمت على مواد قانون التصالح مع مغتصبى المال العام..والذين ربما أوحت إليهم بأن الدولة ضعيفة وبحاجة إليهم وليس العكس.

سيادة الرئيس..أكرر..الآن لا بديل عن الضرب بيد من حديد لكل من سولت وتسول له نفسه نهب أموال الشعب..كما نطالبكم بإعلان نتائج لجنة «محلب» الخاصة باسترداد أراضى الدولة بشفافية تامة حتى ندحض ثورة المغرضين..نريدها دولة قوية لا تخل بميزان العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص..دولة تدعم إرادة المنجزين والمجتهدين والمبدعين لا أن تخترق القوانين وتشيع ثقافة المحاباة وتقتل قيم العمل لتخلق حالة من اليأس والإحباط واللامبالاة.. دولة تقطع يد من يتطاول على المال العام ويقنن الرشوة.. دولة تحرص على حماية الرقابة والمتابعة وتعمل بمبدأ الثواب والعقاب وتقضى على النزعة الشخصية والمزاجية فى الإدارة حينما تعتبر الوظيفة العامة ملكية خاصة وتحارب الكفاءات الواعدة.