رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

افهموا بقى.. «مصر» فى معية الخالق


هذه هى مصر فى القرآن الكريم وسنة نبيه محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وعند كثير من خلقه الأتقياء والحكماء والشعراء وغيرهم.. وهذه أيضاً هى مصر وقيمتها عند كبار اللصوص ومرتزقة الإعلام والسياسة والأدب والشعر.

إلى كل من يشمت فى سقوط شهداء الواجب على أرض الفيروز المقدسة..أقول إن قواتنا المسلحة تخوض معارك «حق الشهيد» بضراوه مع أعداء من الداخل والخارج يرتدون ثوب الإسلام..والإسلام منهم برئ..إن هذه الحرب «القذرة» فُرضت علينا فرضاً من قوى الشر العالمية ضمن المخطط الإجرامى المسمى «الربيع العربى».. لكن أقول للشامتين إننا سننتصر لأن «مصر فى معية الخالق»..والغريب-العجيب أننى حينما أجلس-صدفة- مع بعض العناصر السوداوية- الذين لا يريدون الخير لمصر ولا لأنفسهم -جهلاً أو عمداً-أجدهم لا يكلون أو يملون من سرد مساوئ الفترة الحالية..مع تغليظ الأيمان بأنهم ليسوا من أتباع أى نظام سابق..ولا هم إخوان ولا صلة لهم بالإخوان لا من قريب أو بعيد.. وأن كل ما يهمهم – كمصريين- هى مصلحة مصر ليس إلا!!..تسمعهم يحدثونك - مثلاً - عن ارتفاع الأسعار وعن الفساد المستشرى هنا وهناك وعن المشاريع القومية العملاقة بأنها مشاريع «وهمية»!!..وعن إنجازات العناصر الإرهابية مثل «داعش» و «أنصار بيت المقدس» ضد دولنا العربية!!.. وعن شجاعة الإرهابى التركى «أردوغان» وكيف أنه يتطاول على مصر ونظامها من آن لآخر دون أن يجد الرع المناسب لهذا التطاول.. وعن قومية طفل الأنابيب القطري.. وكيف أنه يستقبل الهاربين من جحيم الأحكام القضائية فى مصر وغيرها!!..كما تجدهم «ينفرونك» من المستقبل فى ظل استمرار النظام الحالى دون أن يذكروا ولو «حسنة» واحدة تمت أو تتم على أرض الواقع منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن!!.. ألاحظ فى كلامهم تشابهاً وتنسيقاً غريباً فى النبرة وفى الصيغة وحتى فى ذات الأسلوب..وكأن من يُلقنهم هذا العبث هو شخص أو جماعة بعينها!!.

عندئذ سألت نفسى : لماذا يكرهون وطنهم إلى هذه الدرجة؟!.. ثم من الذى بث فى آذانهم وملأ قلوبهم بكل هذه السموم وهذا الحقد والكره والبغض؟!..وهل حقاً مثل هؤلاء يخافون على مصر وعلى استقرارها.. أم أنهم يريدونها خراباً ودماراً تنعق فيها الغربان والبوم لتكون بعد ذلك مأوى لمصاصى الدماء وأمراء الحروب من تُجار الدين والسلاح وعبيد الدولار وعملاء الصهيونية؟!..وجاءتنى الإجابة عندما شاهدت وقرأت وسمعت بأم عينى بعض أبناء جلدتنا على شاكلة لصوص المال العام وناهبى أراضى الدولة ومافيا الأدوية والآثار ونشطاء وسياسى واعلاميى وكتاب السبوبة..فضلاً عن كلام محمد مهدى عاكف - المرشد السابق لجماعة الإخوان- عندما قال: «طز فى مصر.. وأبومصر.. واللى فى مصر»..وعن استعداد «المعزول» للتنازل عن حلايب وشلاتين للنظام عمر البشير.. وعن مؤامرة رعاة البقر وقادة حماس مع الإخوان على بيع 40٪ من أرض الفيروز مقابل 8 مليارات دولار بشهادة أعضاء الكونجرس الأمريكى ووثائق ويكيلكس.

ما سبق كان قليلاً من كثير فى أدبيات كارهى الخير لمصر.. يعنى بصريح العبارة.. مصر شعباً وأرضاً لا تهم هذه النوعية ممن يحملون جنسيتها فى شىء..لا من قريب أو من بعيد..لكن على النقيض.. تهمنا نحن «الغلابة» الذين لا وطن لهم سواها..تهمنا نحن الذين نشأنا وترعرعنا على عشق ترابها من آبائنا وأمهاتنا ومدرسينا الذين استندوا فى تلقينهم حب مصر لنا إلى القرآن الكريم..فمثلاً يقول جل شأنه: «فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. سورة يوسف «الآية 99».. ويقول عنها الحبيب المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم مخاطباً أصحابه الأجلاء ــ: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض.. فقال أبوبكر الصديق ــ رضى الله عنه وأرضاه - لم يا رسول الله؟.. فقال الحبيب: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم الدين».. وينصح الحجاج بن يوسف الثقفى طارق بن عمرو حين ولى حكم مصر فيقول له :«هم ــ أهل مصر ــ إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم.. وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض».

وخلال كلمات قليلة ومعبرة يقول البابا كيرلس مخاطباً المحتل الإنجليزى: «إذا كان موت الأقباط سيحرر مصر.. فليمت الأقباط وتحيا مصر».. ويقول البابا شنودة «إن مصر وطن يعيش فينا.. وليس وطناً نعيش فيه».. أما الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول: «من يقول عن مصر إنها أمة كافرة؟.. فمن المسلمون؟!.. ومن المؤمنون؟.. مصر التى صَدَّرت الإسلام للدنيا كلها.. صَدَّرته حتى إلى البلد التى نزل فيها الإسلام.. أنقول عنها ذلك؟!.. إنها مصر.. وستظل مصر دائماً رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مُستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو فى الخارج.. إنها مصر وستظل دائماً». وبإحساس ممزوج بوطنية العظماء.. يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم قصيدة «مصر تتحدث عن نفسها».. «أنا إن قدر الإله مماتى.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى.. ما رمانى رام وراح سليماً من قديم.. عناية الله جندى كم بغت دولة علىَّ وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدى. إننى حرة كسرت قيودى.. رغم أنف العدا وقطعت قيدى».

عزيزى القارئ.. هذه هى مصر فى القرآن الكريم وسنة نبيه محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وعند كثير من خلقه الأتقياء والحكماء والشعراء وغيرهم.. وهذه أيضاً هى مصر وقيمتها عند كبار اللصوص ومرتزقة الإعلام والسياسة والأدب والشعر.. فإذا كان هؤلاء يكرهونها ويتآمرون على شعبها مع أمريكا وتركيا وقطر وحماس وإسرائيل وإيران على النحو الذى تابعناه ونتابعه جميعاً.. فلماذا يقيمون فيها؟!.. ولمثل هؤلاء أقول: إن مصر التى نهبتم أرضها وأتلفتم زرعها وأمرضتم شعبها وحاولتم التفريط فيها «باتت تلعن سلوكياتكم..وإن شعبها الذى حاولتم استعباده بالإرهاب والقتل والترويع والخيانة والعمالة والرشوة والمحسوبية.. لم يعد يثق فيكم.. ونصيحتى لكم أن تفيقوا من غفلتكم وتعيدوا للشعب ثرواته على طريقة رجل الأعمال الهارب «حسين سالم» الذى أعلن منذ أيام عن مصالحته مع الدولة مقابل 5.5 مليار جنيه مما نهبه..اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.