جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الشعب قد عرف خفافيش الظلام «٢»


اليوم نودع آخر أيام عام ٢٠١٥ لنبدأ عاماً جديداً نتمنى أن يكون فيه خير واستقرار لنا و لوطننا الحبيب مصر.

وأستكمل اليوم مقالى الذى بدأته الاثنين الماضى، وفى المقال المقبل إن شاء الله سأتحدث عن أمنياتى للعام الجديد، وكان مقالى السابق حول ما يحاك ضد الوطن الآن فى ٢٥ يناير المقبل وكان الجزء الأول من مقالى بعنوان «وهم النزول يوم ٢٥ يناير المقبل»،، وأعتقد أن محاولات إثارة الجماهير للتظاهر فى هذا اليوم لن تنجح، بل إن الشعب قد عرف الكثير من خفافيش الظلام بالاسم والذين يعملون الآن لمحاولة إثارة الفتن والقلاقل فى هذا اليوم، ولن تجد دعوات التظاهر صدى لدى كل من يحبون هذا الوطن والذين يحرصون على سلامته واستقراره، والذين أضيروا فى حياتهم وأعمالهم ولقمة عيشهم نتيجة خطط التدمير الدولية التى تستهدف إضعاف مصر.

اننى اليوم إذ أعود بالذاكرة إلى ٥ سنوات مضت والى يوم ٢٥ يناير 2015 تحديداً، فإننى أتذكر هذا اليوم كأنه الأمس، أتذكر أنه كانت هناك قبلها نداءات للتغيير والإصلاح وحالة غضب لدى الفقراء من البطالة ومن شظف العيش ومن الفساد ومن الركود ومن عدم تغيير القيادات ل٣٠ عاماً كاملة، كانت هناك حالة من اليأس تخيم على الشعب وكانت هناك طموحات للشباب يراها تذهب به إلى نفق مسدود.

لهذا فإن الرغبة فى الإصلاح لدى الشعب آنذاك قد تم استغلالها من ناحيتين:

أولهما مؤامرة دولية تشارك فيها عدة دول لتقسيم العالم العربى إلى دويلات متصارعة متحاربة وتقودها أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا،

وثانيهما: استغلال جماعة الإخوان الإرهابية حالة الغضب فى الشارع لتنفيذ مخططهم فى القفز على حكم مصر وتنفيذ مخطط التقسيم للمنطقة العربية والمتفق عليه مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهكذا كانت جماعة الاخوان هى الذراع لتنفيذ مخطط التقسيم فى الدول العربية والذى وضعه الأمريكى برنارد لويس فى عام ١٩٨٦، وساعد بعض الإعلام الخبيث هؤلاء المتآمرين على تحقيق أهدافهم الملعونة فى نشر الفوضى وفى إظهار وجوه واختفاء وجوه وانتشر نشطاء ماما أمريكا ورجالها ونسائها على الشاشات كما انتشرت الذقون والإخوان وأتباعهم فى الفضائيات.

كان هناك من تآمروا وشاركوا فى تنفيذ مخطط التقسيم وإسقاط مصر وتخريب منشآتها وكان هناك آخرون تم استدراجهم دون علم منهم بخطط التقسيم، وتم قبل يناير٢٠١١ تدريب مجموعات على التجمهر والتظاهر ونشر اليأس والتخريب والشائعات فى الشارع المصرى ضد كل من ليس من أضلاع المؤامرة وتم تدريب المتآمرين على إسقاط الشرطة ومهاجمة الأقسام وقتل المتظاهرين فى ميدان التحرير بواسطة قنّاصة مدربين وتم تدريبهم على مهاجمة رجال الجيش الذين انحازوا للشعب، وكلنا نتذكر الفتاة التى تم تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى بينما يقوم «شاب الكوتشى» متنكراً بزى رجل جيش يركلها بقدمه وتمزيق ملابسها فى الشارع، إلا أن الشعب عرف بعدها أنها صورة مقصود بها الإساءة للجيش المصرى والجيش منها براء، وكلنا نتذكر حرق المنشآت الثقافية مثل المجمع العلمى لطمس هوية الوطن وحرق الوثائق المهمة ، كان مخططا رهيبا لكن فى كل هذا تولى الجيش حماية الشعب وانحاز لرغبة الشعب وتم تغيير نظام مبارك وركب الإخوان الموجة وتولوا الحكم فى عام أسود تم فيه ارتكاب كل الفظائع والجرائم ضد الوطن وضد الشعب.