جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

قناة "شغف" الإباحية.. أزمة قابلة للتكرار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حالة من الجدل الصاخب شهدتها مصر على أرض الواقع وفي المواقع الافتراضية الاجتماعية "الفيس بوك"، بعد أن فوجئ متابعو القمر الصناعي المصري "نايل سات"، بظهور قناة إباحية تحمل اسم "شغف".

بدأت قناة "شغف" إرسالها بأفلام سينمائية عربية، ثم تحولت لفقرات رقص شرقي، ثم إعلانات لفتيات عاريات يروجن لأنفسهن من خلال أفلام قصيرة، يتخللها إعلانات لمنشطات جنسية، وتخصيص الشريط الإعلاني أسفل الشاشة لإعلانات عن منشطات جنسية.

وبالرغم من تأكيد أسامة هيكل، رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، أن "قنوات النايل سات لا تتخطى ٦٠٠ قناة، وأن القناة لا تبث على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، بل تبث من القمر الأوروبي "يوتل سات".. لكن حالة الجدل والتخوفات على الركائز الأساسية وعادات وتقاليد المجتمع المصري ما زالت قائمة، لاسيما وأن السلطات المصرية نادرا ما تدخلت من أجل إغلاق القنوات المثيرة للجدل طالما تنطلق عبر "يوتيل سات".

وحدث التدخل مرتين فقط مع قناة "التت" وقناة "فلول"، والأخيرة عادت لاحقًا، ويكون الإغلاق من خلال مصادرة مقر القناة في مصر والأشرطة المستخدمة، لكن في حل بث القناة بالكامل من الخارج، فلا يمكن للسلطات المصرية التدخل إلا من خلال مخاطبة شركة "يوتل سات" عبر القنوات القانونية المتعارف عليها.

الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، أكد أن هذه الأزمة لها علاقة بتقاطع مجالات البث بين الأقمار، حيث يتقاطع القمر الصناعي المصري مع الأوروبي عند درجة 7 غربا، وهو ما يتيح لمشاهدي القمرين مشاهدة ما يبث على كل منهما.

وأكد أن هناك حلين لوقف بث القناة، أولهما: أن توثق سلطات القمر الصناعي المصري المخالفات والانتهاكات التي تقوم بها تلك القناة وتقوم بإبلاغ القمر الصناعي الأوروبي بشكل رسمي بتلك الانتهاكات، وتطلب اتخاذ إجراءات ضدها، في حال إذا كانت ممارسات تلك القناة تخالف بالفعل أكواد القمر الصناعي الأوروبي، والحل الثاني، هو التشويش على القناة طالما أنها تخترق قواعد البث التي يعتمدها القمر الصناعي المصري.

محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قال إن أزمة "شغف"، قابلة للتكرار نتيجة لتداخل الترددات، ووجود إمكانية بث بعض القنوات علي ترددات أقمار أخرى، مؤكدا أن هذه معضلة تقنية تحتاج إلي جهد وتكلفه باهظة لمواجهتها.

وأكد أنه يمكن التعامل مع القنوات المخالفة للأخلاق التي تبث عبر "عرب سات" من خلال إقرار مواثيق شرف تنص علي احترام حقوق الجماهير، وحماية أخلاقيات المجتمع، لكن تلك التي تبث عبر "القمر الأوروبي" يصعب تفعيل هذه الآلية معها لوجود اختلاف في نمط القيم.

وشدد على أهمية ألا نشغل أنفسنا بهذه القناة ونبدأ في عملية جلد الذات، لاسيما وأن القمر الصناعي الأوروبي -وهو متاح – يحتوي على العديد من القنوات الإباحية وكذلك الإنترنت.

وأكد أن أزمة القناة خارجة عن نطاق مسئولية الدولة ومرتبطة بسلوكيات وأخلاقيات في مجتمعات أخرى، تصل إلينا نتيجة لتطورات تكنولوجية واختراق الإعلام للحدود.