المجتمع المُتجانس.. والمجتمع المُنشَطر
يقول البروفيسور دانييل ليتل - أستاذ الفلسفة بجامعة ميتشجن - المجتمع هو مجموعة من السكان فى مساحة جغرافية محددة، مجموعة من الناس لها اهتماماتها، وهواياتها، وانتماءاتها، مجموعة تتفاعل مع بعضها بطرق مختلفة، تعمل، تزرع، تصوت فى الانتخابات، تربى أطفالها، تشارك فى المظاهرات، تدعم الحكومة، تحضر المناسبات العامة، مجموعة من الناس بينهم روابط قوية أو ضعيفة، فى النهاية هو مجموعة من الأفراد لديهم أفكار حول كيف يمكن أن تسير حياة المجتمع.
ما الذى يجعل الناس فى حاجة إلى أن يكونوا مع بعضهم البعض، بدلًا من أن يكونوا أفرادًا ليس بينهم علاقات ؟، إنه أمر مثير للاهتمام فى عالمنا متعدد الثقافات، تصور مجتمع مختلط بهذه الصورة، مدينة كانت أو منطقة، بها علاقات متجانسة ومستقرة بين مجموعات مختلفة فى الكثير من الأشياء المهمة، ولكنهم مدركون للشرعية والحقوق الأساسية للمجموعات الأخرى، ويسعون جاهدين من أجل تحسين التفاهم والتعاون المشترك بين هذه المجموعات، ولدينا فى الحقيقة أمثلة جيدة على هذا، ولكن فى الكثير من الأحيان، هذه المجتمعات المتسامحة والمستقرة التى تتضمن مجموعات إثنية وعرقية متعددة أحيانًا ما يتكسر استقرارها على صخور عدم الثقة والعنف والاستقطاب، فأفراد هذه المجموعات يطورون حالة من عدم الثقة والعداء تجاه أفراد المجموعات الأخرى، غالباً ما تكون حالات معزولة وقليلة، ولكنها أيضاً تكون السبب الأول فى تصاعد أى صراع أو وقوع أى مذابح، لنجد الكياسة وحسن السلوك الذى كان موجوداً منذ فترة قصيرة انهار تحت ضغط العداء والعنف.
إنه من المهم أن نفهم الميكانيزمات الاجتماعية والاستراتيجيات الموجودة والتى من الممكن أن تؤدى لأى من الاتجاهين: سواء تعزيز التفاهم والتعاون السلمى، أو الآليات القائمة التى من الممكن أن يكون لديها القدرة على تقويض هذه العلاقات السلمية بين السكان.. ما هى الميكانيزمات التى تلعب دوراً بين سكان المجموعات المختلفة وتؤدى إلى عدم الاستقرار والصراع ؟، هناك بعض العوامل المشتركة التى تؤدى إلى انهيار أى مجتمع هى: عدم الثقة، الفشل فى ضمان حياة كريمة، التحريض فى وسائل الإعلام، تضارب المصالح على الممتلكات، الترتيبات السياسية، كما أن بعض المجموعات والقيادات يتسببون فى إحداث توترات بين هذه المجموعات المختلفة، كما أن الشائعات التى تشير إلى أفعال سيئة من أفراد الجماعات الأخرى تساهم فى ذلك، ما نحتاج إليه هو تشخيص هذه الأعراض بشكل دائم وتحسين أحوال المجتمع بكل مجموعاته الفرعية لكى نتجنب ما يمكن وصفه بـ«المجتمع المُنشَطر».
■ برلمانى سابق