قناة السويس الجديدة .. إرادة شعب
وتعتبر قناة السويس الجديدة أول مشروع قومى تبدأه مصر منذ القرن التاسع عشر، وهناك ثلاثة مشروعات كبرى تنتظر مصر عقب الافتتاح وهى التأسيس للصناعات الثقيلة كصناعة السيارات وذلك فى الجزء الشمالى من شرق التفريعة بجنوب شرق بورسعيد، إلى جانب أعمال الصناعات كثيفة العمالة بمنطقة غرب قناة السويس والموازية لميناء العين السخنة بواسطة مجموعة من المستثمرين الصينيين، فضلا عن المشروعات الزراعية والتى تقام فى شرق الإسماعيلية، وجدير بالذكر أنه لأول مرة ينجز المصريون مشروعاً قومياً حقيقياً بحجم قناة السويس الجديدة منذ الانتهاء من بناء السد العالى، وأن هذا المشروع تم إنجازه بتفكير وتنفيذ وتمويل مصرى 100%، ويصب فى مصلحة الأمن القومى المصرى، حيث عمل بها أكثر من نصف مليون شاب كما شارك فيها 63 شركة مقاولات مصرية. ونظراً لأهمية هذا الحدث العالمى فقد قامت القوات المسلحة والشرطة المدنية بتأمين منطقة الاحتفال والمنشآت الحيوية داخل ربوع الوطن والانتشار بالمناطق الحيوية والميادين الرئيسية لتأمين احتفالات القناة كما قامت بدفع المجموعات القتالية ووحدات الصاعقة والمظلات وقوات التدخل السريع للتعامل ضد أى جماعات إرهابية أوعدائيات محتملة، كما أعلنت قيادة الجيش الثانى الميدانى، وبالتنسيق مع الجيش الثالث الميدانى حالة التأهب القصوى استعداداً لتنظيم حفل افتتاح قناة السويس الجديدة وتشمل المهام التأمينية المسندة للجيش الثالث الميدانى تأمين حدود الدولة وتأمين المنشآت الداخلية فى المنطقة الواقعة من الكيلو61 طريق مصر السويس الصحراوى وحتى خط الحدود الدولية بطول 260 كم إضافة إلى 400 كم فى المنطقة الواقعة من رأس محمد وحتى العوجة على الحدود مع إسرئيل، إضافة إلى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر وتأمين جميع الأهداف الاقتصادية والسياحية فى نطاق المنطقة، بالإضافة لتأمين المنشآت العسكرية ومناطق اقتصادية فى بلاعيم وأبورديس وتأمين 52 كم من قناة السويس بالتنسيق مع الجيش الثانى الميدانى والقوات البحرية من خلال مركز قيادة موحد. إن الاحتفال سيبعث برسائل عدة للعالم، أهمها أن مصر تعود من جديد بقوة، ومن خلال إنجاز تاريخى تحقق بإرادة المصريين وسيحقق نقلة نوعية على المستويين الاقتصادى والسياسى وله تأثير إيجابى كبير على حركة التجارة العالمية.
■ مستشار كلية القادة والأركان