جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

لقاء قادة الإرهابية بمسئولي الإدارة الأمريكية يفضح مسئوليتهما عن الأعمال الإرهابية في سيناء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"تواصل واتصال" هذه هي طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الإخوان الإرهابية، التي لا ينكرها الطرفان، ولكن عادة تحاول أن تجد الإدارة الأمريكية ما يبرر هذه العلاقة.
اللقاءات بين أمريكا والجماعة الإرهابية لم تتوقف منذ ثورة الثلاثين من يونيو، ربما كان بعضها في السر والآخر يتم الإعلان عنه، رغم أن الإخوان جماعة إرهابية بحكم القانون، غير أن واشنطن ترفض الاعتراف بذلك.
لعل اللقاء الذي جمع بين الخارجية الأمريكية ووفد من أعضاء الجماعة الإرهابية، قبيل العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء أثار الكثير من علامات الاستفهام والجدل حول العلاقة بين اللقاء والإرهاب الذي تشهده مدينة العريش بشمال سيناء، لا سيما أن تلك اللقاءات التي تمت في سرية، كشفتها صور لأعضاء الجماعة من داخل الخارجية الأمريكية وهم يرفعون "شعار رابعة"، ونشر بعضهم تغريدات على عن مفاوضات أجراها الوفد وصفوها بـ"المثمرة" مع الخارجية الأمريكية، ولم تنكر الخارجية الأمريكية اللقاء.
من جهته، قال أحمد دراج، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن "اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والجماعات الإرهابية لم تتوقف، فربما تم خداعنا بأن الإدارة الأمريكية قطعت علاقتها بالتنظيم، ولكن أمريكا تعلم أن مصلحتها في تشجيع ودعم الجماعات المتطرفة حتى تصل إلي أهدافها في المنطقة".
ولفت دراج إلى أن المصلحة الأمريكية ليس لها علاقة بمصلحة مصر، لذا علينا أن نكون على درجه عالية من اليقظة، لتبحث الدولة عن مصالحها ولا تتعلق بما يسمى العواطف، ملمحًا إلى وجد علاقة تربط بين لقاءات الإدارة الأمريكية بأعضاء جماعة الإخوان في واشنطن والأعمال الإجرامية التي شهدتها سيناء.
وأكد القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أن العلاقة الأكبر تظهر في ما إذاعة قناة الجزيرة للعمليات الإرهابية على الهواء مباشرة، لمحاولة إفشال المؤتمر الاقتصادي، مشيرا إلى أن هناك لقاءات مستمرة لم تنقطع بين هذه الأطراف وأمريكا، بعضها في السر والآخر في العلن.
ولم يستبعد سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن لقاء الخارجية الأمريكية بعناصر جماعة الإخوان الإرهابية بمثابة حصولها على تأشيرة أمريكية لتنفيذها عمليات إرهابية في مصر، خاصة أن واشنطن رفضت الاعتراف بأن الإخوان جماعة إرهابية، ولديها إصرار بأنه لا علاقة لما يحدث في مصر من إرهاب، ورغم إدانتها لما حدث في سيناء إلا أنها لم تعلن مسئولية الإخوان عن ذلك.
وأكد أن الإخوان تعمل وفق أجندة أمريكية لا تريد أن تحيد عنها، وما حدث في سيناء سيكون ضمن عمليات أخرى تقوم بها الجماعة، لتحقيق مصلحة إسرائيل وأمريكا، لكن الجيش المصري سيدافع عن مصر بكل قوة ضد أي معتدي، والإخوان لن تعود إلي الحكم مرة أخرى بحكم الشعب لمائتي عام قادمة.
وأوضح أن اللقاءات بين جماعة الإخوان وأمريكا سوف تستمر، وما شهدته سيناء من أعمال إرهابية بشكل أو بآخر تعليمات أمريكية، وهي لن ترفض ما تقوم به جماعة الإخوان، واللقاء الذي تم جاء في إطار التنسيق بين واشنطن والجماعة.
"استفزاز غير مقبول للشعب المصري"، هكذا وصف محمد موسي، أمين تنظيم حزب العدل، استضافة الخارجية الأمريكية لوفد من قادة الجماعة الإرهابية، لاسيما بعد الهجوم الإرهابي الأخيرة علي شمال سيناء والبيان الذي نشرته الجماعة علي موقعها الرسمي وربطت فيه توقف العمليات الإرهابية بسيناء بعودة الجيش لثكناته والبعد عن العمل السياسي.
وأكد أن تبرير الخارجية الأمريكية للاستضافة بإعلان أنها "مجاملة "وان الوفد لا يمثل الجماعة وإنما أعضاء من حزبها" تضليل " لان القضاء حظر كافة أنشطة الجماعة بما في ذلك الحزب ذراعها السياسي، مشددًا على أن هذه الاستضافة قد تؤثر سلبيًا على العلاقات المصرية الأمريكية.
وأكد المهندس محمد فرج، الأمين العام المساعد لحزب التجمع، أن هذا اللقاء حتى وان كان من باب المجاملة فهو "مرفوض" ويضر بمواجهة الإرهاب ويشكك في مصداقية أمريكا، ويثبت أن المؤامرات التي تحاك ضد الوطن ستظل قائمة من قبل عدد من الدول التي لم تحسم بعد موقفها من مواجهة الإرهاب.
وأشار فرج إلى أن أمريكا مازالت تتبني خطابين، أحداهما ضد الإرهاب حينما يتعلق الأمر بتنظيم داعش الإرهابي، وآخر يساند الإرهاب ويبرر مواقفه حينما يتعلق الأمر بحلفائها بالمنطقة وعلى رأسهم جماعة الإخوان.