خبراء الدواجن: الحكومة نجحت فى خفض الأسعار إلى 75 جنيهًا بالمزرعة
قال عدد من خبراء صناعة الدواجن فى مصر إنه فى ظل الجهود المتواصلة لتعزيز الأمن الغذائى، وحماية المستهلكين من التقلبات السعرية، اتخذت الحكومة خطوات مهمة لدعم قطاع الدواجن المحلى، وكان من أبرز هذه التدابير زيادة الإفراجات الجمركية للأعلاف، التى تعد من المدخلات الرئيسية فى إنتاج منتجات الدواجن.
وأوضح الخبراء، لـ«الدستور»، أن هذه الخطوة انعكست بشكل إيجابى على تكاليف الإنتاج فى المزارع والمصانع، ما أدى إلى استقرار أسعار منتجات الدواجن فى السوق المحلية، وأسهم ذلك فى الحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلكين وتوفير هذه المنتجات الحيوية بأسعار معقولة.
وذكر ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن الحكومة تستمر فى الإفراجات الجمركية على مدخلات الإنتاج، ولديها مخزون كافٍ لمدة أسبوعين على الأقل.
وقال «الزينى»: «الإفراجات الجمركية تشمل ٧٥٠ ألف طن من الذرة الصفراء و٤٠٠ ألف طن من فول الصويا، وهى كميات تكفى قطاع الدواجن لمدة ١٥ يومًا من الآن».
وأشار إلى أن سوق الدواجن مستقرة فى الوقت الحالى نتيجة توافر العملة الأجنبية واستقرار توريد المواد الخام، لافتًا إلى أن هذا الاستقرار انعكس على أسعار الدواجن التى وصلت إلى ٧٥ جنيهًا فى بورصة الدواجن.
وفيما يتعلق بأسعار البيض، قال «الزينى» إنها ترجع إلى قانون العرض والطلب، مشيرًا إلى أن أسعار البيض ستنخفض مثل أسعار الدواجن، لكن ذلك سيحتاج إلى وقت أطول نظرًا لطبيعة إنتاج البيض، التى تكون أكثر من ٦ أشهر على العكس من فترة إنتاج الدواجن التسمين التى تستغرق ٤٥ يومًا فقط.
وأكد أن زيادة الإفراجات الجمركية وتوفير المواد الخام ستساعد المربين على الشعور بالاطمئنان والعودة إلى المنظومة، ما سيؤدى إلى زيادة الإنتاج، مشيرًا إلى أن مصر لديها اكتفاء ذاتى.
وأضاف أن قطاع «البياض» خرج منه عدد كبير من المربين منذ بداية الأزمة الماضية، ما أدى إلى انخفاض المعروض من البيض وارتفاع الأسعار، ومع زيادة الإفراجات الجمركية وتوافر المواد الخام، فإن ذلك سيساعد المربين على العودة إلى القطاع والشعور بالاطمئنان.
من جهته، قال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن آخر سعر للدواجن فى بداية شهر رمضان كان ١١٥ جنيهًا فى المزرعة، وارتفع إلى ١٢٠ جنيهًا للمستهلك، ولكن اليوم انخفض السعر إلى ٧٥ جنيهًا فى المزرعة، نتيجة زيادة الإفراجات.
وأوضح «السيد» أن المبادرة التى أعلن عنها اتحاد منتجى الدواجن بتخفيض الأسعار بنسبة ١٠٪ إلى ١٥٪ لم تُطبّق على أسعار البيض حتى الآن، وهو ما أزعج الكثير من المواطنين، خاصة أن وزارة الزراعة تبيع طبق البيض بأسعار أقل من أسعار التجار.
وأشار إلى أن انخفاض أسعار الدواجن إلى ٧٥ جنيهًا للكيلو سعر عادل لكل من المنتج والمستهلك، مرجعًا هذا الانخفاض إلى تراجع أسعار الأعلاف نتيجة زيادة الإفراجات الجمركية، إضافة إلى تحرير سعر الصرف.
وطالب رئيس شعبة الدواجن بضرورة قيام منتجى البيض بخفض أسعاره لتتماشى مع أسعار الدواجن فى الأسواق، داعيًا إلى ضرورة وجود رقابة شديدة على الأسواق بعد تراجع أسعار الدواجن، للسيطرة على جشع التجار واستمرار الانخفاض فى الأسعار.
وأكد أن استقرار السوق وتوافر الأعلاف سيشجعان صغار المربين على العودة للعمل وزيادة الإنتاجية، مشيرًا إلى أن أسعار الدواجن والبيض تعتمد على العرض والطلب، وأن زيادة المعروض ستؤدى إلى استقرار الأسواق وانخفاض الأسعار.
وأوضح أن الفترة ما بين عيدى الفطر والأضحى ينخفض فيها الطلب، لافتًا إلى انخفاض أسعار الذرة المحلية والأوكرانية والبرازيلية والأرجنتينية، ما أثمر انخفاضًا كبيرًا للأسعار فى الأسواق.
وأكد ضرورة أن ينعكس انخفاض أسعار الذرة على تكلفة العلف، نظرًا لأهميته كمدخل رئيسى فى صناعة الدواجن، إضافة إلى انخفاض أسعار فول الصويا، مشيرًا إلى أن سعر طن العلف يجب ألا يتجاوز ٢٠ ألف جنيه، لكنه حاليًا يتراوح بين ٢٣.٥ ألف و٢٤.٥ ألف جنيه.
وقال محمد عبدالحميد، عضو شعبة الأعلاف فى اتحاد منتجى الدواجن، إن مقاطعة الدواجن ليست هى الحل؛ فرغم توفير الأعلاف وزيادة الإفراجات الجمركية ووجود مخزون لدينا، فإن هناك تلاعبًا فى الأسعار، خاصة مع البيض، نتيجة وجود سماسرة «الحلقات الوسيطة»، وهى المتحكمة فى أسعار الدواجن والبيض فى الأسواق.
وأوضح «عبدالحميد»، لـ«الدستور»، أن القضاء على الحلقات الوسيطة هو الحل الأمثل لعودة صناعة الدواجن إلى قوتها واستقرار الأسعار، من خلال تطبيق قانون ٧٠ لسنة ٢٠٠٩ بمنع تداول الطيور الحية.
وطالب عضو شعبة الأعلاف بضرورة تجهيز كل المجازر خلال الفترة المقبلة، حتى تتحقق السيطرة على عشوائية أسعار الدواجن والبيض، لافتًا إلى أنه فى إطار الجهود المبذولة لدعم قطاع الدواجن والحفاظ على استقرار أسعار منتجات الدواجن، قررت الحكومة زيادة الإفراجات الجمركية على استيراد خامات الأعلاف.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف العبء عن مربى الدواجن وتمكينهم من الحصول على مواد العلف بأسعار معقولة، ما ينعكس إيجابًا على تكاليف الإنتاج ويُبقى على استقرار أسعار منتجات الدواجن للمستهلكين.
وأكد أن الإفراجات ستسهم فى تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المحلية وزيادة إنتاجية مزارع الدواجن، بما ينعكس على توافر المنتجات بأسعار معقولة للمستهلكين، كما أنها ستحفز الاستثمارات فى هذا القطاع الاستراتيجى وتدعم جهود تحقيق الأمن الغذائى فى البلاد، وستسهم فى تحسين هوامش الربح وتوسيع نطاق التوسع فى المشروعات الجديدة، مشيرًا إلى أن انخفاض تكاليف الإنتاج سيمكنهم من الاستمرار فى تقديم منتجات الدواجن بأسعار مناسبة للمستهلكين.
وأضاف «عبدالحميد» أن أسعار الأعلاف تراجعت ٧ آلاف جنيه فى الطن خلال أسبوعين فقط من قرار الحكومة بزيادة الإفراجات الجمركية، مشيرًا إلى أن التراجع مستمر فى الخامات بشكل تدريجى ويومى.
وأوضح أن أسعار العلف تسجل اليوم ٢٣ ألف جنيه فى الطن، بينما تسجل أسعار الذرة الصفراء متوسط سعر ١٢ ألفًا و٣٠٠ جنيه فى الطن، كما سجلت أسعار فول الصويا سعر ٢٦ ألفًا و٥٠٠ جنيه فى الطن، وهو استقرار بشكل كبير فى سوق الأعلاف.