قناعاتنا كيف تتحكم فينا! لانتوني روبنز
القناعات هى شعور بالتأكد أو اليقين من شي ما، كانت في الأساس فكرة، وبمرور الوقت تحولت إلى قناعة بسبب الكثير من الخبرات والمرجعيات.
معظم القناعات تتشكل من الكلمات والكلمات يمكن أن تؤذي مشاعرنا أو تشعل قلوبنا، ليست الأحداث التي تجري في حياتنا هى التي تشكلنا بل قناعتنا حول ما تعنيه تلك الأحداث، القناعات هى التي تقرر ما إذا كنا سنعيش حياة تتسم بالبهجة أوحياة تتسم بالبؤس.
معظم قناعاتنا ترتبط بماضينا وتبنى على تفسيرنا لتجارب مؤلمة أو ممتعة، التجارب المؤلمة تحد من قدرتنا على اتخاذ قرارات مستقبلية.
القناعات لديها قوة تؤدي إلى الإبداع أو التدمير، لا تقتصر القناعات على التأثير على عواطفنا وأفعالنا بل يمكنها أن تغير أجسامنا في غضون لحظات.. فقناعاتنا حول المرض وعلاجه تلعب دورًا لا يستهان به ربما يتفوق على الدور الذي يقوم به العلاج نفسه.
من أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته هو معرفة كيفية تفسير إخفاقاته وما نقرر أنه السبب في هزائمنا هو ما يشكل مصائرنا وأقدارنا.
في كتاب د. "مارتن سيجليمان" "التفاؤل المكتسب" يتحدث عن ثلاثة أنماط من القناعات التي تجعلنا نشعر بالعجز وقد تدمر كل جوانب شخصيتنا ،وتسمى هذه الأنماط الثلاثة هي : الديمومة ،الشمولية ،السمات الشخصية
الديمومة: يعتقد الشخص أن المشكلة التي تواجهه مشكلة دائمة ولن تنتهي أبدًا .
الشمولية: يعتقد الشخص أن المشكلة تتحكم في حياته كلها .. رغم أنه في الأغلب تؤثر المشكلة على جانب من جوانب حياته وليست حياته كلها.
السمات الشخصية: بعض الناس يعتبر أن المشكلة تجسد عيبًا في شخصيته .. وهذا يجعله يشعر بالارتباك، وهذه أخطر القناعات لأنك إذا اقتنعت أن المشكلة نابعة من شخصيتك فهل تعتقد أنك ستنجز شيئًا وأنت تواصل جلد ذاتك وتوجه اللوم لها؟
التمسك بالقناعات غير الجيدة يشبه في تأثيره تناول جرعات صغيرة من الزرنيخ التي تتجمع يومًا بعد يوم لتصبح جرعة قاتلة، نحن لن نموت على الفور ولكننا سنموت عاطفيًا منذ اللحظة التي نبدأ فيها تبني تلك القناعات
تذكر أنك ما أن تؤمن بشي حتى يبدأ ذهنك في العمل بذلك الاتجاه والبحث في محيطك عن كل شئ يساند تلك القناعات.
كيف يمكن أن تغير قناعة لك ؟
اي عمل مرموق تنجزه يساعد في تغيير قناعاتك، كلما غرست الشك والتساؤل حول أمر من الأمور تشعر في البداية بالارتباك ،وبمرور الوقت يساعدك ذلك في تغيير قناعتك حول هذا الأمر الدخول في تجارب جديدة، يحدث تغييرًا يؤدي إلى تساؤل حول قناعاتنا.
في كثير من الأحيان يؤمن الناس بأمر ما لأن الآخرين يؤمنون به، وهذا ما يسمى في علم النفس بالبرهان الاجتماعي غير أنه ليس صحيحًا في كل الأحوال لأنه قد يؤدي استخدامك البرهان الاجتماعي لأن يحول حياتك إلى نسخة طبق الأصل من حياة غيرك.
يقول الفيلسوف الألماني شوبنهور .. كل حقيقية تمر بثلاثة مراحل:
أن تكون موضع سخرية
أن يتم معارضتها بعنف
في النهاية يتم تقبلها على أنها واضحة لا تحتاج إلى دليل
لا يشعر معظم الناس بالأمان لأنهم يخشون فقدان وظائفهم أو المال الذي يملكونه او شريك حياتهم او صحتهم
الأمان الحقيقي الوحيد في الحياة ينبع من معرفتك أنك ستحدث تحسينات مستمرة على نفسك بطريقة ما في كل يوم من أيام حياتك.
تذكر أن مفتاح النجاح هو تنمية الشعور بالثقة، وتذكر بأننا ننمو بمرور السنين ونتعرض لتجارب جديدة وقد نكتسب قناعات تمنحنا قوة أكبر ونتخلى عن أمور كنا نشعر أنها مؤكدة من قبل .
يقول "ديكارت" "لا يكفي أن يكون لديك عقل جيد .. المهم ان تستخدمه بشكل حسن"
لتحقيق نتائج جديدة في حياتنا لا يكفي ان نعرف ما نريد ونحصل على قوة الدفع اللازمة لتحقيق ذلك .. قد تكون لدينا حوافز شديدة لكننا نقوم بنفس الأعمال وبنفس الأنماط السلوكية غير المناسبة وبالتالي فإن حياتنا لن تتغير ولن نواجه سوى الإحباط
إذا أردت أن تنجح في تغيير أي عادة لديك فلابد أن تكون في مزاج جيد لأنك إذا وقعت فريسة للخوف أو القلق فلن تستطيع التغيير، مثلًا: إذا أردت ان تتبع حمية غدائية فلن تنجح إذا كنت في حالة خوف أو قلق أو إحباط لكي تنجح لا بد أن تكون في حالة تصميم.