صرح جديد.. «الدستور» داخل المشروع القومى لمجمع مصانع إنتاج خام الكوارتز الأول فى العالم العربى والشرق الأوسط وإفريقيا

مجمع مصانع إنتاج الكوارتز مشروع جديد ينضم إلى سلسلة المشروعات القومية الكبرى، التى كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وجه بتعظيم الاستفادة من الخامات التعدينية، ومنها خام الكوارتز، حيث تم إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لإنشاء المجمع الذى يعد المشروع الأول من نوعه فى مصر والدول العربية والإفريقية، ويعتبر نموذجًا لتكامل العملية الإنتاجية بجميع مراحلها؛ بدءًا من استخراج خام الكوارتز وتكسيره ثم طحنه إلى حبيبات بأحجام ومواصفات معينة وإدخال جزء من الناتج فى صناعة ألواح الكوارتز وطرح الفائض للتصدير، أو إدخاله فى صناعات أخرى.

المصرية للمعادن تدير ٤ مصانع للرخام فى العين السخنة ورأس سدر والمنيا وبنى سويف

للمجمع قصة نتعرف عليها فى أثناء إجراء «الدستور» جولة بداخله، بدأت بصدور قرار وزير الدفاع رقم ٨٣ لسنة ٢٠٢٠ بإنشاء الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات؛ كشركة تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ليكون مقرها الرئيسى مدينة القاهرة، ويجوز إنشاء فروع ومكاتب لها بالمحافظات.

كما صدر القانون رقم ١٩٣ لسنة ٢٠٢٠ بالترخيص لوزارات البترول والثروة المعدنية والتنمية المحلية والإسكان والمرافق وهيئة المجتمعات العمرانية فى التعاقد مع الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات؛ بشأن استغلال المحاجر والملاحات التى تقع فى دائرة اختصاص كل من المحافظات وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة فى مصر، وذلك طبقًا لاتفاقية الالتزام الموقعة بين الوزارات المشار إليها والشركة المصرية للتعدين، التى تمنح الشركة التزامًا مقصورًا بإدارة واستغلال المحاجر والملاحات على مستوى الجمهورية، بما فيها شبه جزيرة سيناء.

وتقوم الشركة المصرية للتعدين بالعديد من المهام، التى يمكن إيجازها فى التعاون مع الجهات المعنية والعلمية والبحثية لتنظيم عمليات البحث، واستغلال خامات المناجم والمحاجر والملاحات ورقابة كل ما يتعلق بها، والإشراف الفنى على عمليات استخراج الخامات التعدينية لتبادل الخبرات وتطوير الأداء فى مجال التعدين، بما يسهم فى تعظيم القيمة المضافة للثروة التعدينية بكل أراضى الجمهورية؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية من الخامات التعدينية والمحجرية لصالح المشروعات القومية لدعم الاقتصاد الوطنى وتوفير فرص عمل.

أما عن أنشطة ومهام الشركة، فتشمل الوحدات الإنتاجية والمصانع التابعة للشركة المصرية للتعدين، كالوحدة الإنتاجية رقم ١ بشرم الشيخ لإنتاج خام الألبايت، حيث يتم استخراج وطحن خام الألبايت بطاقة إنتاجية ٤٨٠ ألف طن سنويًا ويستخدم فى صناعات الزجاج والبورسلين والسيراميك والرخام الصناعى والطلاءات والأدوات الصحية. 

والوحدة الإنتاجية رقم ٢ بإسنا لاستخراج خام الفوسفات، حيث يتم استخراج خام الفوسفات من خلال ١١ منطقة امتياز تابعة للشركة، للمساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلية من خام الفوسفات، الذى يعد العنصر الأساسى فى صناعة الأسمدة الفوسفاتية وحمض الفوسفوريك.

أما مصانع الرخام والجرانيت التابعة للشركة المصرية للتعدين، فتشمل ٤ مصانع للرخام والجرانيت بمناطق العين السخنة ورأس سدر والمنيا وبنى سويف، بالإضافة إلى مصنع للرخام بمدينة بدر، وآخر للجرانيت بأسوان.

ويبلغ إجمالى الطاقة الإنتاجية للمصانع ٧٫٥ مليون متر مربع رخام و٢٥ مليون م ٢ جرانيت فى العام، كما لا يمكن إغفال أن المصانع صممت بأحدث تقنيات التكنولوجيا العالمية المتخصـصة.

وبشأن نشاط الشركة فى المحاجر والملاحات، فتتم إدارة واستغلال المحاجر والملاحات وإحكام السيطرة والحوكمة على المحاجر بنطاق أراضى الدولة بالكامل، وتعتبر إحدى المهام الرئيسية للشركة، بهدف تحقيق العائد المناسب من استغلالها حفاظًا على مقدرات الدولة، وذلك بناء على القانون رقم ١٩٢ لسنة ٢٠٢٠ الذى يمنح الشركة التزامًا مقصورًا بإدارة واستغلال المحاجر والملاحات على مستوى الجمهورية.

وتشمل إجراءات السيطرة والحوكمة على المتاجر، إجراءات السيطرة الإلكترونية عبر توفير قاعدة بيانات جغرافية، الخريطة الاستثمارية، وتشمل كل بيانات المحاجر والملاحات المتاحة للاستغلال بأراضى المحافظات وأراضى القوات المسلحة، وإنشاء منظومة إلكترونية تعرف بمنظومة الشباك الواحد، للحصول على تراخيص المحاجر بالربط بين الشركة المصرية للتعدين وجهات «الولاية والتصديق» لتيسير إجراءات التعاقد على المحاجر.

إلى جانب الاستعانة بصور الأقمار الصناعية لرصد بعض مخالفات التحجير واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، عبر إدخال تقنيات تكنولوجيا المعلومات الحديثة والمعلومات الجيوجغرافية GIS.

وقد حصلت الشركة المصرية للتعدين على جائزة التميز العالمية فى نظم المعلومات الجغرافية والمركز الأول عالميًا فى قطاع حوكمة المحاجر، فى إطار فعاليات المؤتمر الدولى لمستخدمى برمجيات نظم المعلومات الجغرافية ٢٠٢٢، وهو أكبر حدث دولى فى العالم مخصص لنظم المعلومات الجغرافية، وتتم إقامته سنويًا فى الولايات المتحدة ويشارك به أكثر من ٧٥ ألف مشارك من كبرى الشركات والمؤسسات فى العالم.

المشروع يوفر ٦٠٠ فرصة عمل مباشرة و٢٠٠٠ فرصة عمل غير مباشرة

بالعودة إلى مجمع مصانع إنتاج الكوارتز، فإن المشروع يهدف إلى استغلال الخامات الطبيعية المتوافرة بمصر، بما يسهم فى تعظيم القيمة المضافة لخام الكوارتز وزيادة الدخل القومى، وكذلك المساهمة فى خطة التنمية الشاملة للدولة، من خلال تلبية احتياجات السوق المحلية من ألواح الكوارتز اللازمة لتجهيز المستشفيات والفنادق، بدلًا من استيرادها من الخارج، بما يوفر العملة الصعبة.

كما يهدف المشروع إلى تنفيذ الأنشطة التصنيعية للخامات التعدينية بمراحلها المختلفة، ومنها خام الكوارتز للخامات التعدينية لتعظيم العائد منها وتحقيق القيمة المضافة لها، بالإضافة لدعم الاقتصاد الوطنى بتنفيذ مشروعات قومية واستراتيجية لخلق فرص عمل للشباب، أسهم المشروع فى توفير ٦٠٠ فرصة عمل مباشرة و٢٠٠٠ فرصة عمل غير مباشرة، وكذلك الحفاظ على الثروات التعدينية بمختلف أنحاء الجمهورية، وطرح الفائض من إنتاج خام الكوارتز المطحون، وكذا ألواح الكوارتز للبيع بالأسواق الخارجية.

ويتكون المشروع من ٥ مصانع تشمل مصنع التكسير الأولى لخام الكوارتز بمنطقة منجم الكوارتز بمروة السويقات بمرسى علم بمساحة ٢٥٠ ألف م٢، لتكسير الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات من ٣ إلى ٥ سم، و٤ مصانع بمنطقة العين السخنة على مساحة ٣٠٠ ألف م٢ وتشمل مصنع التكسير الرئيسى لخام الكوارتز لتكسير ناتج مصنع التكسير الأولى إلى حبيبات أصغر بمقاسات ٢ إلى ٤ مم، بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل، ومصنعين لطحن خام الكوارتز إلى حبيبات بالغة الدقة من ناتج مصنع التكسير لإدخال جزء منها لإنتاج ألواح الكوارتز الرئيسى طبقًا للمواصفات المطلوبة، كما يشمل المشروع مصنعًا لإنتاج ألواح الكوارتز.

ويعمل مصنع التكسير الأولى «CPA» بمروة السويقات بمرسى علم بطاقة إنتاجية تبلغ ١٤٠ ألف طن فى العام من خلال العمل بورديتين، حيث يتم استغلال التكنولوجيا فى تكسير خام الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات من ٣ إلى ٥ سم.

أما مصنع التكسير الرئيسى «CPB» بالعين السخنة فيعمل بطاقة إنتاجية تبلغ ١٤٠ ألف طن فى العام من خلال العمل بورديتين، مع استغلال التكنولوجيا لتكسير ناتج مصنع التكسير الأولى إلى حبيبات أصغر بمقاسات «٣ - ٤» مم من بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل.

وبشأن مصنعى طحن خام الكوارتز «MPA-MPB» بالعين السخنة، فيعمل بإنتاجية تبلغ ١٤٠ ألف طن فى العام من خلال العمل بنظام الورديتين، مع استخدام التكنولوجيا لإنتاج حبيبات بالغة الدقة من ناتج مصنع التكسير الرئيسى طبقًا للمواصفات المطلوبة؛ لإدخال جزء منها لإنتاج ألواح الكوارتز، 

أما مصنع إنتاج ألواح الكوارتز «BL» فى العين السخنة وطاقته الإنتاجية تبلغ ٤٣٨ ألف م٢ فى العام، من خلال العمل بنظام الورديتين، باستخدام التكنولوجيا لإنتاج ألواح الكوارتز «BL».

ولأن معظم المشروعات المصرية فى الآونة الأخيرة تراعى البعد البيئى، عبر الاهتمام بالبيئة والجودة والصحة والسلامة المهنية، فقد تم اتخاذ جميع الإجراءات التى تضمن الحفاظ على البيئة؛ بدءًا من استخدام مصادر الطاقة النظيفة، حيث تم الاعتماد على الطاقة الكهربائية لتشغيل جميع معدات وخطوط الإنتاج باستثناء الغلايات التى يتم تشغيلها بالاعتماد على الغاز الطبيعى.

كما تم إنشاء محطة تحلية مياه بطاقة قدرها ٣٠٠م٣/ يوم بخلاف محطات إعادة تدوير المياه التى تستخدم بخطوط الإنتاج لتقليل الهدر من المياه؛ باعتبارها إحدى الثروات الطبيعية بسعة إجمالية ٥٥٦ م٣، بالإضافة إلى الاهتمام بالمساحات الخضراء وزراعة الأشجار المثمرة للحفاظ على البيئة، وتم حصول مجمع مصانع إنتاج الكوارتز على شهادة الأيزو رقم «٢٠١٥/١٤٠٠١» فى مجال المحافظة على البيئة.

وفى مجال الجودة، تمت مراعاة اتباع أحدث النظم العلمية لاختبار ومراقبة الجودة أثناء عمليات التصنيع وبعدها، بالاعتماد على عدد من المعامل المتخصصة التى تم إنشاؤها وتزويدها بأحدث الأجهزة المعملية، وتضم أكفأ المهندسين والكيميائيين المتخصصين فى هذا المجال، مما مكن المجمع من الحصول على شهادة «٩٠٠١ ISO».

فيما كان الاهتمام، أيضًا، فى مجال الصحة والسلامة المهنية بتطبيق أحدث المعايير فى مجال الصحة والسلامة المهنية، مما أهّل المجمع للحصول على شهادة «٤٥٠٠١ ISO» بخلاف إنشاء شبكة إطفاء ومكافحة حريق آلية لتأمين مجمع مصانع إنتاج الكوارتز، واعتمادها من جهات الحماية المدنية.