جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

في ذكراهم اليوم.. ما هي قصة استشهاد الرهبان الفرنسيين السبعة؟

الرهبان الشهداء السبعة
الرهبان الشهداء السبعة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم، بذكرى استشهاد 7 رهبان تبحيرين.

وتزامنًا مع ذكراهم تروي الدستور في السطور الآتية قصة استشهادهم.


الرهبان الفرنسيون السبعة هم جزء من مجموعة من تسعة عشر "شهيدا" قتلوا في الجزائر بين عامي 1994 و1996 يجرى تطويبهم، ومنهم أسقف وهران السابق بيار كلافيري.


وكان رهبان تبحيرين خطفوا في مارس عام 1996 وقد أعلن مقتلهم في بيان للجماعة الاسلامية المسلحة في 23 مايو.

وعثر على رؤوس هؤلاء الرهبان في 30 مايو عام 1996. 

وكان الرهبان الفرنسيون السبعة يعيشون في دير "سيدة الأطلس" المعزول بجبال المدية جنوبي الجزائر، وآثروا البقاء به بالرغم من المخاطر التي كانت تحيط بهم بسبب نشاط جماعات إرهابية في المنطقة خلال العشرية السوداء بالجزائر.

وأعلن في ليلة 26 مارس عام 1996 عن اختطاف الرهبان قبل أن تعلن الجماعة الإسلامية المسلحة عن تبنيها للعملية ثم الإعلان عن قتلهم ذبحًا في 23 مايو عام  1996، ليعثر في الثلاثين من مايو على رؤوسهم مقطوعة على طريق جبلية. 

لكن جثثهم ما زالت مفقودة حتى الآن ما أثار فرضية أن غيابها يهدف إلى إخفاء أسباب موتهم. 

وجاءت شهادة الملحق العسكري السابق في السفارة الفرنسية في وقت وقوع الحادث فرانسوا بوشوالتر لتفجر وقتها مفاجئة مدوية حيث اتهم الجيش الجزائري بقتل الرهبان عن طريق الخطأ في قصف لمروحيات استهدف عناصر من الجماعة الإسلامية المسلحة. 

وتم بعد ذلك قطع رؤوس الضحايا وإخفاء أجسادهم لتكييف "الخطأ" على أنه جريمة للجماعة الإرهابية.

وطلب القاضيان المسؤولان عن الملف مارك تريفيديك وناتالي بو إنابة قضائية دولية للتوجه إلى الجزائر منذ نهاية عام 2011، وقد طلبا نبش وفحص رفات الرهبان والاستماع إلى 22 شاهدا.

وفي أواخر عام 2013، وافقت الجزائر على نبش الرفات لكنها لم توافق على الاستماع إلى شهود لتسمح في يونيو عام 2016 للقاضية ناتالي بو التي كانت تترأس فريق التحقيق الفرنسي بأخذ عينات من جماجم الضحايا. 

وجاءت الموافقة الجزائرية على تسليم العينات للفريق الفرنسي بعد شد وجذب بين السلطات الجزائرية والفرنسية استمر أكثر من عام ونصف. 

ففي أكتوبر 2014 حضر القاضي الفرنسي المكلف بالتحقيق مارك تريفيديك إلى الجزائر وشارك في عملية نبش وفحص جماجم الرهبان تحت إشراف فريق تحقيق جزائري.

غير أن السلطات الجزائرية رفضت وقتها أن يتم فحص العينات على يد خبراء فرنسيين واشترط وزير العدل الجزائري آنذاك الطيب لوح أن يتم الفحص بيد خبراء جزائريين بحضور القاضي الفرنسي وعاد وقتها الفريق الفرنسي غاضبا بعد عدم تمكنه من اصطحاب العينات معه لفحصها في باريس.

 واتهم أهالي الضحايا السلطات الجزائرية بتزييف الحقائق في حين اعتبر رئيس فريق التحقيق الفرنسي مارك تريفيديك أن الجانب الجزائري "يستهزئ" بفريق التحقيق الفرنسي.

وتتراوح أعمار الأخوة كريستيان وبرونو وكريستوف وسيليستين ولوك وبول وميشال، بين 45 و82 عاما.

وأعلن الفاتيكان استشهاد بيار كلافيري، عضو رهبانية الأخوة المبشرين، و18 راهبا وراهبة "قتلتهم كراهية الإيمان في الجزائر من عامي  1994 إلى 1996"، كما اوضح الفاتيكان في مرسومه.

وأوحى المصير المأساوي لرهبان تبحيرين الذين كانوا ضحايا العنف، فيلم الفرنسي كزافييه بوفوا "رجال وآلهة" (2010).

 ولاقى هذا الفيلم الذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، نجاحا دوليا.

وفي الأول من أغسطس عام 1996، قتلت مجموعة مسلحة المونسنيور كلافيري مستهدفة هذا المدافع القوي عن التقارب الإسلامي-المسيحي والجزائري-الفرنسي.

وأظهر موتهم أن حياتهم كانت مكرسة لخدمة الجميع "الفقراء والنساء المعوزات والمعوقين والشباب
وكان هذا الأخ الدومينيكاني الفرنسي، المولود في الجزائر العاصمة قبل استقلال الجزائر، قتل مع سائقه الجزائري الشاب.

وأعلن الفاتيكان السبت رهبان تيبحرين السبعة الذين قتلوا خلال العشرية السوداء بجبال المدية جنوبي الجزائر العاصمة، شهداء. 

وبإعلانهم شهداء ضمن مجموعة من 19 آخرين، تمهد الكنيسة الكاثوليكية لتطويبهم (منحهم القداسة).