جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

لقبوه بـ"لؤلؤة القرآن".. السيد القوصي حفظ كتاب الله بـ"الكاسيت" (فيديو)

الشيخ السيد القوصي
الشيخ السيد القوصي

7 سنوات كان عمر السيد أحمد القوصي، حينما بدأت خُطاه الأولى لحفظ القرآن الكريم في قريته عرب مطير بمركز الفتح محافظة أسيوط.. لم يكن الأمر سهلًا على صغير وُلد فاقدًا البصر كما هو الحال مع أخيه الأكبر «فرحان»، لكن أبًا صالحًا كان داعمًا منذ البداية لأن يهتم صغيريه بحفظ القرآن، لتنموا بذرة الموهبة التي بداخلهما، ليُصبحا بعد سنوات من مشاهير القراء في مصر.

«صوت مُبدع، تُعانقه صيحات الإعجاب من المستمعين».. مشهد بات مألوفًا في المناسبات التي يتلوا فيها الشيخ السيد القوصي، لكن من خلفه سنوات طويلة من الجهد قادته لأن يجلس هُنا.. «الوالد رحمة الله عليه كان يُحفزنها على حفظ القرآن أنا وشقيقي الشيخ فرحان.. كان يُيسر لنا كل شئ، وبدأت الحفظ منذ أن كان عمري 7 سنوات، وبعدها التحقت بالأزهر الشريف» ـ يقول الشيخ السيد لـ «الدستور».

كان «السيد» يحفظ القرآن عن طريق شرائط «الكاسيت» التي تحوي تسجيلات لمشاهير القراء، من بينهم الشيخ محمود خليل الحصري، الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والمشايخ الكبار من أعلام دولة التلاوة ـ كما يُخبرنا.

واصل ابن عرب مطير مسيرته التعليمية في الأزهر الشريف، ليلتحق في الوقت نفسه بمعهد القراءات وكان في عمر السادسة عشر، وبدأ رحلته مع القراءات، وبعد حفظ القرآن بدأ في حفظ المُتون العلمية والقراءات العشرة.. مضيفًا أنه حصل على أكثر من إجازة في القراءات العشرة الصغرى والكبرى من كبار القراء في العالم الإسلامي، حتى صار من أعلى القراء سندًا.

حصل «القوصي» على ليسانس أصول الدين والدعوة الإسلامية، قسم تفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر فرع أسيوط، كما حصل على معهد القراءات، وبدأ في دراسة علم الصوتيات، وهو ما يُعرف بعلم المقامات الصوتية لبيان معاني النص القرآني، إلى أن أصبح مدربًا للأصوات.

«الله أخذ مني شئ وأعطاني أشياء كثيرة أفضل منه».. بكلمات راضية، يتحدث الشيخ السيد عن كونه كفيفًا، مضيفًا: على المستوى الشخصي أعتبره نعمة من الله تعالى.. لولا هذا الأمر كنت سلكت طريق غير الذي أنا فيه الآن.. هذا الأمر كان دافعًا ليّ أن تكون حياتي قاصرة على القرآن الكريم، وهذا تعويض من الله عز وجل.

صوت عذب منحه الله لـ «السيد»، فبات حاضرًا في مناسبات كثيرة في محافظات الجمهورية، وأصبح البعض يُلقبه بـ «لؤلؤة القرآن» وهو اللقب الذي يقول عنه «إنني لا أستحقه»، بينما يوجه نصيحته للقراء: أنصح أهل القرآن أن يتقوا الله في كلامه، وأن يقرأوا القرآن لله، فإن قرأوه لله سيصل إلى قلوب الناس بدون استئذان.. أما من يقرأ القرآن للناس؛ فأبدًا لن يصل.