مجمع جنائزى منحوت فى الصخر.. تفاصيل تطوير جبانة الشاطبى بالإسكندرية
ساعات قليلة تفصلنا عن افتتاح مشروع تطوير وحماية جبانة الشاطبي الأثرية، والتي من المقرر أن يفتتحها اليوم، أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، بعد انتهاء أعمال التطوير التي تمت تحت إشراف الوزارة وبتنفيذ جمعية الآثار بالإسكندرية.
وقبل الافتتاح الرسمي اليوم، يستعرض "الدستور" خلال السطور التالية كل ما تريد معرفته عن جبانة الشاطبي، ومشروع الحماية والتطوير الذي انطلق منذ عام 2020 ليجني ثماره اليوم بتطوير أقدم مقابر الإسكندرية.
وفي السياق، تقول الدكتورة منى حجاج، أستاذ الآثار والدراسات اليونانية والرومانية بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، ورئيس جمعية الآثار بالإسكندرية، ومدير مشروع تطوير جبانة الشاطبي، إن حماية وتطوير جبانة الشاطبي ضمن مشروع ممتد طويل الأمد لحماية وتطوير مقابر الإسكندرية القديمة، وتم البدء بمقبرة الشاطبي، لأنها كانت الأكثر احتياجًا للتدخل لتطويرها وحمايتها وحفظها، لتدهور حالتها.
وأوضحت أن جمعية الآثار هي الجهة المنفذة للمشروع، بتمويل من مؤسسة «ليفنتس-Leventis» القبرصية، وبالتعاون مع معهد العلمي بقبرص وجامعة أثينا باليونان، وبتصريح وإشراف وزارة السياحة والآثار المصرية، بتكلفة تقترب من 3 ملايين جنيه مصري، مؤكدة أن المقبرة الآن مستعدة لاستقبال الزوار على أعلى مستوى بدءًا من الافتتاح اليوم الإثنين 8 مايو.
أقدم المواقع الأثرية بالإسكندرية
وأضافت، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن جبانة الشاطبي هي أقدم مقابر الإسكندرية، وأقدم مواقع الآثار في الإسكندرية، يرجع تاريخها للعصر الهلنستي، ويتزامن مع تاريخ إنشاء مدينة الإسكندرية بعد قدوم الإسكندر وقراره بإنشاء المدينة، وتولى بطليموس الأول حكم مصر وقرر أن يتخذ من هذه المدينة عاصمةً لمصر، وتم بناء الإسكندرية في ذلك الوقت، واستمرت الإسكندرية 1000 عام عاصمة لمصر في ظل حكم البطالمة والرومان من بعدهم، وهذه المقبرة أول مقبرة تنحت لدفن الجيل الأول من سكان الإسكندرية، ممن توفوا في وقت بناء المدينة.
مراحل ترميم وتطوير المقبرة
وكشفت «حجاج» أن المقبرة كانت تعاني من المياه الجوفية ومياه الأمطار، التي دخلت في حجرات الدفن بالمقبرة وأسفرت عن طبقة بارتفاع مترين من الركام والطمي والمخلفات، مشيرة إلى أن التدخل كان لتنظيف المقبرة تمامًا والوصول إلى الأرضية الأثرية لها، وترميمها وصيانتها، واتخاذ إجراءات حمايتها للمستقبل، وهو كان أهم ملامح المشروع، حيث تم الوصول لإتمام الكشف عن المقبرة.
وتابعت أنه تم ترميم جميع أجزاء المقبرة المتعددة، وإحاطة المقبرة والصخرة الأم المدفون فيها بأسوار للحماية، وإعادة لمسار الزيارة واتجاهاتها، والاستفادة منها من خلال إنشاء مركز للزوار مزود بالوسائط المتعددة، لتقديم المعلومات العلمية الأثرية عن المقبرة، كما تم تزويد الموقع بكافيتريا، وتم عمل تطوير وتحديث لكل المباني الحديثة في الموقع مع إضافة حجرة دخول مزودة بجهاز «X Ray» وحجرة تحكم وبيت للهدايا.
18 شهرًا من العمل الميداني
وذكرت أن قرار الترميم صدر في نهاية 2019، وتم بدء العمل ميدانيًا في أول أغسطس 2020، موضحة أن العمل فعليًا بالمقبرة استغرق 18 شهرًا، لكن كان هناك العديد من الإجراءات والكثير من أعمال التوثيق، حيث تم عمل توثيق للموقع قبل التدخل فيه، ثم تم عمل توثيق رقمي كامل بعد إتمام المشروع، بجانب إجراءات الحماية وتطوير المباني الحديثة.
تفاصيل تكوين المقبرة
وأشارت إلى أن الموقع الذي تم ترميمه على مساحة 3500 متر مربع، ومكونات المقبرة عبارة عن مجمع جنائزي منحوت في الصخر الطبيعي تشمل ثلاث مجموعات من المقابر (أ- ب- ج)، حيث إن المقبرة (ب، ج) مقابر صغيرة ولم يتم استخدامها، ومنها ما لم يستخدم على الإطلاق في العصور القديمة، والأساس في الموقع المقبرة (أ) المنحوتة، وهي كانت محور العمل، وتتكون من فناء مكشوف تدور من حوله حجرات الدفن المتعددة، وحجرات الدفن تشمل بداخلها أنواعًا من الدفنات منها دفنات في فتحات منحوتة في الحائط، أو دفنات في توابيت على هيئة الأسرة، أو دفنات لأجساد محترقة ويجمع العظام الخاصة بها وتوضع في أوانٍ خاصة بالعظام المحترقة.
ولفتت إلى أن جمعية الآثار بالإسكندرية، الجهة المسئولة عن مشروع تطوير جبانة الشاطبي، هي أقدم جمعية أهلية في الإسكندرية وثاني أقدم جمعية أهلية في مصر، أنشأت عام 1893، وتم أمس عقد المؤتمر الدولي بمكتبة الإسكندرية للاحتفال بمرور 130 عامًا على إنشاء الجمعية، مشيرة إلى أن هناك عدة مشروعات قادمة لتطوير وترميم جميع المواقع الجنائزية بالإسكندرية مثل مقبرة مصطفى كامل، ومقبرة الأنفوشي.