عزة دياب: التنزه في النيل على متن مركب جدي أهم ما يميز نهار العيد
العيد فرحة ولا يمر عيد دون أن نضع بصمتنا ونمارس طقوسنا فلا مهرب من عمل الكحك، ليس هناك بديل من ارتداء الملابس الجديدة، ليس هناك فرحة تماثل فرحة عطاء العيدية، وأخذها .عن العيد الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصريين، وترصد “الدستور” شهادات الكتاب المصريين عن العيد وطقوسه.
قالت الكاتبة الروائية عزة دياب " انتظر العيد واستعد وبنات العائلة والجيران ممن في مثل سني بعدما حاكت لنا الخياطة فستان العيد من الدرفيلة والساتان وانتهينا من جلب صاجات الكحك والبسكويت والغريبة من الفرن، ننتظر عزومة جدي لأمي الريس سلامة، ننتظر أمام المركب الراسي على البر الغربي من مدينة رشيد أمام المحكمة، نصعد على السقالة يأخذ بأيادينا الصغيرة نجلس كما يأمرنا بجوار بعضنا بعيدًا عن الشبك المستخدم في الصيد.
وتابعت ديات "لحظات ونمد الأيادي ونجرف من ماء النهر ونرش بعضنا البعض، يطير الهواء ضفائرنا وتعاكس الشمس العيون البنية فتبدو ملونة، ترسو بنا المركب عند مسجد أبي مندور، يأخذنا جدي نزور المقام ونقرأ له الفاتحة، نلعب أمام المسجد ونخاف من صعود التل، أكثر ما كنت أخافه في التل هو نبات الصبار بأوراقه الإبرية مع أن البنات كنا حريصات على جلب الصبار لتعليقه فوق أبواب البيوت أو زرعه في أصص فوق السطوح والشرفات، نجاور شجرة الجميز العجوز، نمسك في أيادي بعض ونصنع حلقة كبيرة مركزها الشجرة ونردد أغنية "فتحي يا وردة وأقفلي يا وردة وردة من هنا شوكولاتة ووردة من هنا شوكولاتة والقصة من قدام والكحكة من ورا، بلاص العسل وشوال البصل".
ولفتت صاحبة “حارسة الموتى” إلى أن الوقت يمضي ونحن من لعبة لأخرى، بعد صلاة العصر يوزع علينا جدي سندوتشات من السردين المملح، نجلس بالقرب منه نراقبه وهو يصنع كانون النار من قوالب الطوب فوقهم صاج وتحته شعلة نار ومن المركب يأتي بالبراد ويعمل لنا أجمل شاي شربته في حياتي إلى الآن.
وختمت دياب "يهتز المركب تيار الماء عاليا في الناحية الأخرى بقايا درج متآكل يبدو كان مرسي قديما ننسج حكايات من الخيال عن جنيات غوين شباب وأخذوهم إلى عوالمهن كنت مسكونة بالحكاية والشمس تلملم جراحها قبل المغرب.