جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

مصر والسعودية.. مصالحنا واحدة ورؤيتنا مشتركة

الدبلوماسية الدولية تستخدم دومًا مفاهيم ناعمة لوصف العلاقات الطيبة بين البلاد، فكلمات مثل «التعاون، الصداقة» أو حتى «التحالف» والشراكات الاستراتيجية، موجودة في القاموس السياسي، إلا أن هذه المصطلحات تصبح أحيانًا عاجزة عن وصف طبيعة وعمق العلاقات، خاصة بين مصر وأشقائها العرب، لاسيما المملكة العربية السعودية.

تجاوزت العلاقات بين القاهرة والرياض حد الروابط التقليدية، وفي تقديري فمصر والسعودية تشكلان معًا وحدة واحدة قوية، فمصالحنا واحدة ومصادر التهديد أيضًا واحدة، ولهذا فإن الواقع يفرض علينا درجة أكبر من التنسيق والتحركات المشتركة، كما شكلت المملكة العربية السعودية مع دول مجلس التعاون الخليجي «وحدة» واضحة جلية، تجمعهم قيم ومصادر تهديد مشتركة محددة ومعروفة.

الكثير من الناس لا يعرفون المصطلحات السياسية بطابعها الدبلوماسي وقراءات ما بين السطور، لكن دعونا نستخدم مصطلح «المساحة الاستراتيجية»، القاهرة والرياض بينهما مساحة مائية وهى البحر الأحمر يفصل بين البلدين، إلا أنه في الحقيقة يجمعهما في إطار استراتيجي واحد يفرض مساحة مشتركة للتعاون بين البلدين.

«المساحة الاستراتيجية» لمصادر التهديد في المنطقة العربية لا يمكن التصدي لها سوى بتنسيق «مصرى- سعودى- خليجى»، بيت واحد وأمة واحدة.

الدبلوماسية المصرية تستخدم مفردات مثل أمن الخليج خط أحمر، وأمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، فالمفردات التي تعكسها تمثل واقعًا حقيقيًا في العلاقات بين مصر وأشقائها العرب.

رؤى إصلاحية للقيادة السياسية بين البلدين تخلق «مساحات استراتيجية» لمكونات تنموية ليست على المستوى الاقتصادي فحسب، بل مستويات اجتماعية وفكرية، فهناك مصلحة مصرية من رؤية المملكة 2030، من خلال ما تتضمنه من إعادة تعريف لدور المؤسسات الدينية، وإعادة تعريف الهوية العربية.

المشروع السعودي 2030، يخدم المنطقة في نفس الاتجاه الذي تسعى مصر إليه، وهو قطع جذور الإرهاب وقطع الطريق على محاولات الجماعات الإرهابية "خطف" الدول العربية، وفي الوقت نفسه تجديد الخطاب الديني.

رؤية مصر والسعودية 2030 تسعى في طريق واحد هو تجديد الخطاب الديني، الاهتمام بالمرأة والشباب، اللبنة الأساسية في مشروع الإصلاح الكبير.

لذا ما يجمع بين القاهرة والرياض يتجاوز حد الروابط التاريخية والدينية الثقافية، «مصالحنا واحدة ورؤيتنا مشتركة».