جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ما بين الحقيقة والخيال.. لماذا يفضل الغرب أسطورة لعنة توت عنخ آمون؟

توت عنخ آمون
توت عنخ آمون

سلّط موقع "curiosmos" الكرواتي، الضوء على أسطورة لعنة توت عنخ آمون، وانتشارها في أوروبا في القرن العشرين، بسبب الشائعات الصحفية، عقب شهور قليلة فقط اكتشاف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر للمقبرة والتي أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر الاكتشافات الأثرية في التاريخ.

وأكد الموقع أن شائعات اللعنة دعمها أيضًا أن المقبرة كانت محاطة بالغموض والتكهنات لفترة طويلة، وعدم اقتراب اللصوص من المقبرة لفترة امتدت لأكثر من 3 آلاف عام.

توت عنخ آمون وأسطورة اللعنة

وأفاد الموقع الكرواتي، بأنه خلال عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني المقبرة التي غيرت من علم المصريات، والتي تضمنت ثروة من الكنوز بما في ذلك المجوهرات والأثاث والتحف الأخرى، واعتبر العلماء اكتشاف القبر إنجازًا كبيرًا في دراسة مصر القديمة، وأثار اهتمامًا متجددًا بالتاريخ والثقافة المصرية.

كان الملك توت عنخ آمون أحد فراعنة الأسرة الثامنة عشر في مصر، والذي حكم من حوالي 1332 قبل الميلاد حتى وفاته عن عمر يناهز 18 أو 19 عامًا، كانت فترة حكمه قصيرة نسبيًا وغير ملحوظة، لكن قبره أصبح أحد أشهر القبور في التاريخ بسبب اكتشافه كاملاً.

وأضاف الموقع، أنه فور اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، بدأت الشائعات تنتشر حول لعنة قيل إنها أصابت أولئك الذين شاركوا في الكشف عنها، وبحسب هذه الشائعات، فإن كل من أزعج مثوى الفرعون سيُلعن بسوء الحظ أو المرض أو حتى الموت. 

وتابع أن العديد من الأشخاص المرتبطين باكتشاف المقبرة لاقوا حتفهم بطرق مختلفة في السنوات التي أعقبت افتتاحها، بما في ذلك اللورد كارنارفون، الذي مول اكتشاف المقبرة، والعديد من أعضاء فريقه، ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن هذه الوفيات كانت مجرد مصادفة وأنه لا يوجد دليل يدعم وجود لعنة.

وأضاف أن العلماء اكتشفوا الكثير من المقابر قبل توت عنخ آمون، ومنها رمسيس الثاني وسيتي الأول، وعادة ما يتم حفر المقابر في عمق الأرض وتصطف بالحجارة من أجل حمايتها من اللصوص والمخربين، وبالرغم من ذلك، فقد نُهبت العديد من المقابر على مر السنين، وأعيد استخدام بعضها من قبل الفراعنة اللاحقين. 

وأوضح أنه بالرغم من شائعات اللعنة لا يزال وادي الملوك وجهة شهيرة للسياح وعلماء الآثار على حد سواء، ويقدم لمحة رائعة عن تاريخ مصر القديم وثقافتها.

وتابع أنه بالرغم من الشائعات والتكهنات المحيطة باللعنة المفترضة لمقبرة الملك توت عنخ آمون، فلم يتوصل العلماء إلى دليل ملموس يدعم وجودها، بينما يعتقد العديد من الخبراء أن وفاة أولئك المرتبطين باكتشاف القبر كانت ببساطة نتيجة لأسباب طبيعية أو مصادفة، ومع ذلك ، استمرت أسطورة اللعنة لما يقرب من قرن من الزمان ، وما زالت تأسر خيال العالم.

وأضاف أن قصة مقبرة الملك توت تُعد واحدة من أكثر الألغاز إثارة واستمرارية في عالم الآثار، في حين أن اللعنة المفترضة التي ارتبطت بالمقبرة من المحتمل أنها ليست أكثر من أسطورة ، فإن اكتشاف القبر والكنوز التي يحتويها قد قدم رؤى لا تقدر بثمن في تاريخ وثقافة مصر القديمة.

وأوضح الموقع الكرواتي، أن الإعلام الغربي لا يرغب في الكشف عن زيف أسطورة لعنة توت عنخ آمون، لأن الرأي العام دائمًا ما يميل نحو الغموض، حيث تظل أسطورة اللعنة جزءًا آسرًا ودائمًا من قصة أحد أعظم الفراعنة في مصر.