جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

انتصار العاشر من رمضان.. المعركة مستمرة

يحتفل المصريون، اليوم السبت، الموافق العاشر من شهر رمضان، الأول من شهر أبريل، بذكري انتصارات "أكتوبر المجيدة" التي استعادت مصر والأمة العربية فيها عزتها وشرفها وكرامتها وهيبتها بعد عبور قواتنا المسلحة وجنودنا البواسل شط القناة ورفع علم مصر عاليا خفاقا علي أرض الفيروز “سيناء الغالية”، استطاعت قواتنا المسلحة في هذا اليوم كتابة سجل من الشرف والتضحية والفداء وتحقيق بطولات جليلة وعظيمة خلال معركة العبور، انتصر فيها الشعب والجيش معا في ملحمة سطرتها دماء الشهداء الغالية.

في هذه المعركة دروس مستفادة كثيرة تؤكد إصرار الشعب المصري العظيم، على تحمل الصعاب ومساندة قواته المسلحة والتلاحم التاريخي بين الجيش والشعب والقيادة في كل الشدائد متسلحة بالثقة في الله عز وجل وقوة الإيمان والعقيدة "ولينصرن الله من ينصره" مع الأخذ بالأسباب ورفع الروح المعنوية للجنود والاستعداد والتخطيط الجيد للمعركة ووضع خطط متقنة لجميع السيناريوهات المتوقعة.


نحتفل اليوم بعيد النصر والعزة والكرامة، تحية خاصة لقواتنا المسلحة المصرية التي حافظت علي الوطن في كل المواقف والظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وانحيازها الدائم  لصفوف الشعب المصري العظيم، حيث خاضت القوات المسلحة معركة لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر المجيدة ألا وهي معركة العبور الثاني إلي سيناء الغالية "الحرب علي الإرهاب الأسود" وتطهير الأرض من خفافيش الظلام وجماعة الشر والحفاظ علي سيناء واستعادتها مرة أخري إلي أحضان الوطن بعد التسلح بقوة الإيمان والعقيدة بأن "يد الله فوق أيديهم" في هذه المعركة الشرسة.

كما واجهنا جميعا معركة الإرهاب التي اعتمدت على نشر الشائعات وحملات التخوين والتشكيك في مؤسسات الوطن، ووجدنا موقفا بطوليا بتلاحم الشعب والجيش مرة أخرى والوقوف صفا واحدا للقضاء علي هذا الإرهاب الأسود والتضحية بدماء أبنائنا شهداء الوطن من رجال قواتنا المسلحة والشرطة البواسل والله يقول في محكم التنزيل "إن الله لا يهدي كيد الخائنين، ولا يصلح عمل المفسدين". حمي الله مصر وحمي الله شعبنا وقواتنا المسلحة ضد كل خائن ومعتد وتحية الإجلال والعظمة لأرواح شهداء الوطن في هذا الشهر الكريم .

تحتفل مصر اليوم باستعادة مكانتها الدولية والإقليمية في جميع المحافل الدولية بعد أن أصبح لها صوت مسموع لدي المؤسسات والقوي العظمي ولاعبا اساسيا ورئيسيا في اتخاذ  القرارات التي تخص منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأصبحت ممثلا عن القارة الإفريقية في العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية وهذا يؤكد أهمية الدور المصري في إرساء قواعد الأمن والسلام الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

نحتفل اليوم بإعادة البناء والإعمار والتنمية لـ"سيناء الغالية" في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمن المشروعات القومية لإعادة التنمية لقلب مصر النابض علي جميع المستويات بتشييد الأبنية والمدارس وإنشاء مدن سكنية لأهالي سيناء وبناء المستشفيات والمساجد واستصلاح الأراضي وزراعتها وإنتاج الغذاء للمصريين من هذه البقعة المباركة بعد القضاء علي الإرهاب الأسود، حيث وضعت الدولة خطة واضحة لإعادة التنمية الشاملة لسيناء  وخصصت مليارات الجنيهات لإنجاز هذه الخطة فـ"تحية لدماء الشهداء التي روت أرض الفيروز لنحيا جميعا وستظل الملحمة الشعبية الخالدة بين قواتنا المسلحة والشعب حاضرة وشاهدة لا تغيب عن الأذهان في كل العصور وتحية للقيادة السياسية علي استرداد الأرض واستعادة سيادة الوطن بعد أن نجحت قواتنا المسلحة في العملية الشاملة للقضاء علي الإرهاب في سيناء.

وأخيرا وليس آخرًا فإن الوطن يواجه معركة أخري لا تقل أهمية أو شراسة عن سابقيها "معركة الوعي" والتي تتطلب منا جميعا التلاحم والتكاتف ضد الأفكار المتطرفة والهدامة والمضللة من خلال قيام جميع مؤسسات الدولة بدورها في نشر المعلومات الصحيحة وعودة الروح إلى الجسد بإجراء حوار بناء للتوعية بالمخاطر حروب الجيل الرابع والخامس والتي تستهدف نشر وترويج الأكاذيب والشائعات لتضليل المواطنين وحملات التشكيك الممنهجة في كل إنجازات ومشروعات الدولة، وهذا يضع علي عاتقنا جميعا الدفاع عن هذا الوطن والتلاحم لمواجهة قوي الشر والظلام من الإرهاب والمرتزقة من الداخل والخارج.