جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بختم الأزهر.. مجمع البحوث الإسلامية اعتمد «رسالة الإمام».. وأساتذة تاريخ: «دقيق تمامًا»

رسالة الإمام
رسالة الإمام

- محمد هشام عبيه: توافق كامل مع الأزهر بشأن حلقات المسلسل.. ولا تحفظ على تقديم السيدة نفيسة

- صناع العمل عقدوا جلسات موسعة مع وكيل الأزهر وحصلوا على تصريح من المؤسسة الدينية

- أستاذ تاريخ إسلامى: المسلسل استند إلى قائمة طويلة من المراجع العلمية

حرص صناع مسلسل «رسالة الإمام» الذى يتناول قسمًا من سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعى على خروج المسلسل بصورة مشرفة، مع تلافى الأخطاء والمغالطات التى يقع فيها معظم الأعمال التاريخية، خاصة أن العمل يتعلق بإرث الإمام الشافعى وما تركه من كتب وأعمال، كما أنه يسلط الضوء على نواحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى مصر خلال نهايات القرن الثانى الهجرى.

ومسلسل «رسالة الإمام» ليس سيرة ذاتية بالشكل المتعارف عليه، لكنه يركز على السنوات الست التى قضاها «الشافعى» فى مصر، مستندًا فى ذلك إلى المتابعة والتدقيق المستمر من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بعد لقاءات ونقاشات مع صناع العمل، للتأكد من صحة المعلومات الواردة به ووجهات النظر عن بعض المواقف، حتى يخرج العمل على أكمل وجه.

وعبّر محمد هشام عبيه، المشرف العام على كتابة المسلسل، عن سعادته بردود الأفعال حول الحلقات الأولى من العمل، متحدثًا، بشكل مفصل، عن كتابة العمل ومراحل مراجعتها، دينيًا وفقهيًا، من قبل مجمع البحوث الإسلامية. 

وأوضح «عبيه» أن الحلقات تُكتب، بما فيها من أحداث تاريخية ودينية وفقهية، وبعد الاتفاق عليها مع المخرج يتم إرسالها لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، من أجل المراجعة والتوافق عليها بشكل كامل، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الحصول على تصريح الرقابة على المصنفات الفنية قبل الحصول على موافقة مجمع البحوث الإسلامية.

وأضاف أنه طوال الوقت تتم المراجعة من قبل الأزهر، الذى يقترح بعض الاقتراحات التاريخية و«فى حالة وجدناها مناسبة دراميًا يتم التباحث والتوافق حولها من أجل تنفيذها»، مؤكدًا أنه لا يمكن تغيير الحقائق التاريخية و«لا نكتب شيئًا فقهيًا غير صحيح وفى الوقت نفسه نحافظ على الإطار والبناء الدرامى الذى كتبناه». 

وواصل: «طوال الوقت هناك مراسلات مستمرة بيننا وبينهم، إذ إن القانون يلزم صناع العمل بالحصول على تصاريح الأزهر»، مشددًا على أن الأزهر يشاهد الحلقات بعد التصوير وقبل العرض وله أن يقول ملاحظاته.

وكشف عن أنه فى البداية كانت هناك جلسات كثيرة قبل كتابة الحلقات، وذلك مع أعضاء من مجمع البحوث ووكيل الأزهر الشريف، ثم جرى نقاش حول الخطوط العريضة للمسلسل، و«تناقشنا فى المعالجة التى تم تقديمها وكان هناك توافق مبدئى، وبالطبع المعالجة تختلف تمامًا عن المشاهد، وبالتالى كانت هناك متابعة للمشاهد بشكل مبسط».

وعن الحديث حول شخصيات معينة وإجازة تقديمها مثل السيدة نفيسة، قال إن العمل كله به عدد من الشخصيات المهمة ولم يكن هناك حديث حول شخصية معينة، ولم يكن هناك تحفظ على أى شخصية أو طرحها، فالمهم الالتزام بما ثبت تاريخيًا فى أكثر من عمل.

وعن كتابة المراجع فى نهاية التتر، قال: «الأزهر استشعر جديتنا الشديدة فى العمل حين رآنا جمعنا الكثير من المصادر المختلفة والمتنوعة، وأحضرنا مصادر مشتركة مع مصادرهم، وهناك مصادر وضعها أساتذة فى الأزهر الشريف، وكان واضحًا أننا لم ندخل (خناقة) فوضعنا الأزهر كمراجع للعمل».

وقال: «حتى الآن مستمرون فى الكتابة والمراجعة، ويبذل الأزهر مجهودًا كبيرًا فى كتابة الحلقات ومتابعتها فى وقت ضيق للغاية، نظرًا للتصوير فى الوقت الحالى، ثم يبدى الملاحظات فى وقت قصير للغاية، وهناك تعاون كبير للغاية، وفى نفس الوقت هناك موضوعات تمسكوا بها لنظرتهم التى لها علاقة بالتاريخ».

وعن اللغة فى العمل ولغة الإمام العامية أثناء تواجده فى مصر، قال: «كانت هناك نقاشات، وخيار العامية كان خيارنا، فطبيعة الأمر أن اللغة المنتشرة خلال تلك الفترة كانت الفصحى والقبطية، ولا يجب أن نقدم المصريين كلهم يتحدثون الفصحى، والقبطية كانت صعبة، ومن هنا أطلقنا مساحة للخيال فى العمل الدرامى ولم يفصلنا ذلك عن الأحداث التاريخية أو ما يقدمه».

وقال الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ التاريخ الإسلامى، إنّ مسلسل «رسالة الإمام» عمل مهم للغاية يعرض هذا العام، مشيدًا بحسن اختيار الملابس وتصميمها، حيث تتوافق مع الطراز الخاص بالحقبة الزمنية التى يركز عليها العمل.

وأضاف، لـ«الدستور»، أنه لم يلحظ استخدام أى ألوان تنتمى لحقب زمنية لاحقة، ما يعنى حرص القائمين على العمل بالالتزام بدرجة كبيرة بما ورد فى المراجع التاريخية عن تلك الفترة.

وعن الناحية الفنية والدرامية، أكد أنه لا يمكن الحكم على العمل دون أن نشاهد الصورة كاملة أو حلقاته كلها، ناصحًا من ينتقدون أى عمل بالتروى وعدم الاستعجال فى إصدار أحكامهم.

وعن انتقاد البعض لاستخدام اللهجة المصرية العامية فى بعض الأحاديث داخل العمل، قال: «لا توجد لدينا تسجيلات موثقة لنقول إن هذه اللهجة صحيحة أو خاطئة».

وأضاف: «أرى أنّ اللهجة المستخدمة مناسبة، وتَستخدم الألفاظ الدارجة فى تلك الفترة والمفهومة للجميع، لذلك فقد وصلت إلى كل الناس».

وعلقت الدكتورة نهلة أنيس، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، على مسلسل «رسالة الإمام» قائلة إنّ مصر كانت تفتقد بشدة الأعمال التاريخية لسنوات مضت، ومن المميز أن تكون البداية لدينا عن طريق الإمام الشافعى، الذى يهتم به عدد كبير من المصريين. 

وأضافت: «من المهم للغاية أن نَعلم أن المسلسل لا يعالج السيرة الذاتية للإمام الشافعى، ولكنه يعالج الفترة الزمنية التى عاش فيها الإمام فى مصر».

وتابعت: «أعجبنى الاستناد إلى قائمة طويلة للغاية من المراجع العلمية والتاريخية للوصول إلى المعلومات الدقيقة عن الإمام الشافعى، وجميعها مصادر موثقة كتبها أساتذة كبار وأجلاء».

وأشارت إلى أن مسلسل «رسالة الإمام» نجح فى جذب عدد كبير من المشاهدين الذين التفوا حول الشاشات، مضيفة: «نحن فى أمس الحاجة لإنتاج عدد كبير من تلك الأعمال، لرفع وعى الأجيال الجديدة وتعريفهم بالشخصيات التاريخية البارزة فى التاريخ الإسلامى والمصرى عامة». 

وتابعت: «المسلسل يسلط الضوء على فترة مهمة من التاريخ الإسلامى، يظهر فيها مدى تأثير مصر على الإمام الشافعى بعد أن عاش بين أهلها، لذلك من المهم أن يتعرف الجمهور على هذه الفترة».

وقالت: «جميع أفراد عائلتى يتابع العمل بشغف، ولديه شوق لمعرفة المزيد من الأحداث وتطوراتها على مدار الحلقات المقبلة».