جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الهرشة السابعة

في مسلسل الهرشة السابعة جسّد أكتر من مشكلة في العلاقات الزوجية بشكل حلو أوي بتحصل بالظبط في بيوت كتير.

من أول الزوجة اللي أدت دورها عايدة رياض اللي بعد ٣٠ سنة جواز مش سعيدة في حياتها ومكملة بسبب بنتها وانفجرت بسبب أول مشكلة بسيطة بعد جواز بنتها.

الحوار اللي تم بينها وبين جوزها الفنان محمد محمود إن حياتها كلها بتتلخص في إنها بتلبي طلباته بس من غير تقدير، من غير شكر، مفيش أي اعتبار لمشاعرها أو احتياجاتها .. ومفيش أي وجود لأي احتمالية إنها مش مبسوطة ومجرد إنها انفجرت وعبرت عن ضيقها اتهمها بالبطر.. مش بتاكلي وبتشربي وعايشة؟ عايزة إيه أكتر من كده، ما كل الستات في مصر عايشة علي كده عايزة إيه؟

ولما طلبت الطلاق، مفكرش في إنه مقصر في إيه أو ممكن يحل بإيه.. مفكرش يطبطب ويقولها آسف ويحتوي ضيقها، ولا إنه يقولها أنا حاولت أعملك اللي إنتي عايزاه من وجهة نظري، طيب إيه الطريقة المناسبة ليكي أو إيه ناقصك وأنا أعمله!

لا هو شاف إنه بيعمل كل حاجة وإنه كتير عليها كمان، وقالها بس أنا هطلقك زي ما إنتي عايزة، وهي الحقيقة مش عايزة تطلق بس كمان طاقتها خلصت مش هتقدر تستحمل اللي كانت بتستحمله.

تاني قصة هي قصة بنتها أمينة خليل وجوزها محمد شاهين اللي في أول جوازهم تقريبًا بالميللي نفس خناقات كل الأزواج في أول سنين جوازهم .. جملة إنتي عمرك ما اتصلتي بيا وقلتي أي حاجة مهمة، وكأن العلاقة بين الزوجين بس في الحاجات المهمة.. وفعلًا الرجالة بعد الجواز مبيستحملوش رغي مراتاتهم زي ما كانت علي قلبهم زي العسل قبل الجواز، وبعد الخلفة صور مشهد الأم اللي قاعدة ليل ونهار لوحدها مع الأطفال، ولخصت معاناة كل أم في سيناريو حقيقي"أنا عايزة استحمى! أنا عايزة حد يقدرني ويقول لي برافو إنتي بتتعبي وقدها! عايزة حد لما يشوفني تعبانة ما يقولّيش شكلك متغير أوي، مرهقة وعاملة كده ليه؟ ما أنا عارفة إني تعبانة ومش في أحسن حالاتي أنا عايزة مساعدة مش تنظير!
عايزة لما أنفجر وأعيط حد يطبطب عليا، مش يقطّمني! معلش ما أنا ما نمتش طول الليل ولما أنيّم واحد التاني يقوم ومشهد مستمر طول اليوم مفيش راحة!
عايزة أستحمى وعايزة آكل وعايزة أشرب حاجة سخنة من غير ما أسخّنها عشر مرات وعايزة أنام براحتي عشان أعرف أواصل".

ولحظة الانهيار دي خلصت بإنه احتواها وحضنها وسألها عايزاني أعمل إيه وأنا أعمله وقالها حاضر!
وكان احتياجها بسيط جدًا بعد كل الانهيار والضعف ده.. قالتله مش عايزاك تنزل وتسيبني لوحدي .. حمي معايا الولاد.
محتاجة تحس إنه جمبها، وإنه بيساعدها، ويطمنها بأبسط حاجة.. ولما عمل ده، هي هديت والدنيا مشيت.

لو كان قالها مانا كنت بشتغل وبجيب فلوس وعلي صوته عليها وقالها إنها زيها زي أي ست، وإن كل الستات بتعمل كده، وانتي اللي بتتبطري وبتتدلعي كان زمان الحوار انتهي بطلقني!

الحقيقة مريم نعوم بعبقريتها في الكتابة بسطت مشاكل أغلب الستات وطريقة حلها.

مفيش بيت بيخلي من المشاكل، بس المفهوم السائد إن البيت بيفضل صامد ومكمل لو الست استحملت وسكتت، بس ده مش حقيقي .. إن طرف واحد يشيل فوق طاقته لحد ما ينفجر ده أكبر غلط وإن الفضفضة والنقاش والطبطبة والاحتواء والتقدير هو اللي هيخلي أي مشكلة تعدي.